من وحي الكلمات الصادقة
والمعاني الرائقة والأحاسيس المشرقة التي خطتها
أنامل السيدة الأولى حفطها الله أكتب تلك القصيدة في رثاء ثماني عشرة زهرة من فتيات
مصر الكنانة قضين نحبهن في حادث مروري أليم مع خالص التعازي والمواساة لمصر الكنانة
قيادة وشعباً.
اضافة اعلان
النيلُ يصرخُ واللحودُ
تسيرُ
***والموتُ حقٌّ والزهورُ تطيرُ.
والكَرْمُ من هلعٍ
ينوحُ ويشتكي
***فلقد تكفنَ للوداعِ نضيرُ.
رُزءٌ به الآهاتُ
غالتْ قريةً
***والدمعُ في دَفن البدورِ غزيرُ.
عَمَّ العزاءُ على
الكنانةِ جَمةً
***فالحلمُ سَفكٌ والدماءُ مصيرُ.
فترى البيوت توشحت
أحزَانَها
***ينعي بها ليلَ الرثاءِ حَسيرُ.
لدغَ اصطيادُ القوتِ
أزهارَ العُلا
***وعلى الغَوالي زَغرَّد التقصيرُ!!
خَطفَ استباقُ الفجرِ
أحلام المنى
***بوديعةٍ قد هدَّها التدميرُ
قطف اغتيالُ الطُّهر
بستانَ
الوفا
***كنطيحةٍ قد عافها التَّسعيرُ.
سطت المنونُ على
الطريقِ وقد دَهَتْ
***رَكْب الشقاءِ فمالديها نذيرُ.
فضَّت أهازيجَ المروجِ
وهَشَّمتْ
***مُهج الضنا فغزا البناتِ مَريرُ.
والنخلُ ناحَ كذا
الوداعُ ورَكْبهُ
***كم عادَ من بين الرُّكامِ ضفيرُ!!
ذَبلت مزارعُ فَرْحِنا
شَجَناً عَلى
**غِيدٍ وغاضَ الكدُّ والتبكيرُ.
روحُ الشقاءِ لها
الخلودُ هديةٌ
***وبرِدْنِها حَقلُ الجدودِ خَضِيرُ.
كم كافحتْ قَيظَ
الضُّحى بإبائها
***ولسعيها نَذرٌ هو التَّخديرُ!!
كم حاورت درسَ المنى
بعطائها
**وبجفنها مَهرٌ هو التقديرُ!!
كم قاومت سِحْرَ
الخنا بعفافها
***ولأُمها وِرْدٌ هو التَّصبيرُ!!
مذ ناش ذا التخديرُ
رهط سِياقةٍ
**كم دِيسَ في قارِ الطريقِ أجيرُ!!
عادت قواريرُ الجَنا
بتفجعٍ
**وعلى اللحودِ تبلَّد التَّفسيرُ.
عادت توابيتُ الفدا
بتوجعٍ
**فالخطب صَعبٌ والنحيبُ جديرُ.
والحلمُ بالأكفان
أصبحَ مُكبلاً
**والنفسُ صِفرٌ والبرئ وَزيرُ!!
وسَمتْ لتوديعِ الحَمامِ
عَروسنا
***إذ بَاحَ من تحتِ الدماءِ هديرُ.
ما كنتُ مؤثرةَ التنائي
عنكمُ
***لكن فقري يابروجُ بصيرُ
سبحان من خصَّ العِتاقَ
بزفةٍ
***هي موكبٌ للطاهراتِ مُنيرُ.
سبحانَ من حف الشهيدَ
برحمةٍ
**هي مركبٌ للصافناتِ وثيرُ.
حفظ الله مصر الكنانة ووقاها شر المحن والإحن والفتن.
وإنا لله وإنا إليه
راجعون
شعر الدكتور/أحمد
محمد الشربيني