- الملك سافر إلى النهائى الأوروبى للمرة ۱۸ .. الملك يريد تاجه.. إنه يعلم كيف يجد طريقه؟ إنه يبدو كأنه يمتلك دورى أبطال أوروبا.
في الدقيقة ٦٨ تقدم بايرن ميونيخ للاعب الكندى ألفونسو ديفيز، صاحب المهارة المميزة.. وفي تلك اللحظة ربما ذهب توماس توخيل بخياله إلى نهاية الفيلم قبل أن ينتهى.. تخيل أنه محمول على الأعناق، وشعب البايرن يهتف له ويطالبه بالبقاء، ويضغط على الإدارة بعدم رحيله .. وعندما عاد سريعا إلى الملعب، إلى الواقع، إلى برنابيو، وأدى مدريد المسحور، قرر بناء تحصينات دفاعية حفاظا على الهدف.. إنه يرى بايرن في ويمبلي، وهو يكمل النصف الآخر من الدراما الألمانية، بروسيا دورتموند، وبايرن ميونيخ للمرة الثانية في نهائي دوري أبطال أوروبا مثلما حدث فى المرة الأولى عام ۲۰۱۳.
اضافة اعلان
- فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد أصاب ظهير البايرن كيميتش بكوابيس.. عذبه فعليا .. فكان يرواغه بقدميه، وبجسده، ويذهب به إلى اتجاه ويمر من الاتجاه المعاكس، فيضحك .. هذا البرازيلى يلعب بحرية وفطرة وتلقائية، يلعب باستمتاع مثل طفل شقى يذكرني بميسى حين كان ملعب برشلونة بالنسبة له كأنه حديقة منزله الخلفية.
إن فينيسوس في طريقه إلى الكرة الذهبية في حال كرر ألعابه على مسرح ويمبلى .. وهو واحد من الجيل الجديد لتلك الجائزة، فينسيوس بيلنجهام، كين هالاند مبابی صلاح دی بروين، رودري، لم تعد الجائزة مباراة تنس في ويمبلدون بين ميسى ورنالدو!
- للدراما أشكالها، ولكاتب سيناريوهات كرة القدم خيال أوسع من خيال أبرع الكتاب والمخرجين والمتفرجين.. وإليكم ما كتبه السيناريست البارع :
مشهد رقم 1 : ضغط ريال مدريد، وضغط، وضغط، وفي الدقيقة 71 ظن أنه أدرك التعادل سريعا بتسديدة لعبها ناتشو مستغلا ضربة ركنية ضربت بأحد مدافعى بايرن وأصابت شباك المرمى.
مشهد رقم ٢: بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد ألغى الحكم الهدف بعدما تبين أن ناتشو دفع كيميش بيديه قبل أن يضع الكرة في الشباك.
مشهد رقم ٣: واصل الريال ضغطه .. وفى الدقيقة ۸۸ استغل خوسيلو خطأ من مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونيخ وسجل هدف التعادل الذي أصاب مدرجات برنابيو بحالة جنون، وكان نوير متألقا في الدفاع عن مرماه قبل هذا الهدف.
مشهد رقم 4: فى الدقيقة ۹۲ أضاف خوسيلو الهدف الثاني لريال مدريد، فأضاف المؤلف مشهدا صغيرا، فقرر الحكم فى البداية إلغاء الهدف بداعي التسلل، لكنه عدل عن رأيه بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد.. إنها مزيد من الدراما .. الجنون يصيب الجميع.. الإسبان والألمان، والمتفرجين في صالة العرض.
مشهد رقم ٥ : الوقت المحتسب بدل الضائع 9 دقائق.. ويتحول ملعب سانيتاجو برنابيو إلى حلبة كوريدا Corrida de toro حلبة مصارعة ثيران صاخبة، وهى واحدة من أشهر الرياضات الإسبانية القديمة صراخ في المدرجات وهتافات مختلطة، ثائرة، غاضبة، سعيدة، مشفقة، ويطول زمن المباراة .. زمن الوقت الضائع ولمزيد من الدراما يهز بايرن الشباك والحكم لا يحتسب الهدف لأنه تسلل .. ويضرب الغضب لاعبى الفريق الألماني. وتضرب الفرحة مدرجات برنابيو. هذا الفريق ريال مدريد قوة لا يمكن احتواؤها . كلما ظننت أنك أقرب إلى هزيمته كلما كان الأمر بعيدا إنه سحر البطل ومسرح البطولة .
- باختصار: ريال مدريد في عالم كرة القدم مثل .. «مستر X» الذي لا يموت!.