A A A
حسن المستكاوي

حسن المستكاوي



** تأهلت أربعة فرق مصرية إلى دور المجموعات فى دورى أبطال إفريقيا وفى الكونفدرالية.. ماذا يعنى ذلك؟
** إذا كان السؤال هو أبو المنطق.. فإن تحليل النتائج ودراستها وفهم أسبابها ضرورة مهنية للصحفى، لكن ماذا عن الاتحاد وعن المدير الفنى للاتحاد وماذا عن مدربى الفرق النابهين المتطلعين للمستقبل؟ ماذا يعنى دراسة نتائج البطولات وأسبابها للجميع؟اضافة اعلان
** سوف أبتعد عن لغة لا أقبلها، وهى تفسير فوز فرقنا بالألقاب القارية يرجع إلى ضعف بطولات الأندية الإفريقية.. فهل هذا صحيح؟ هل هى ضعيفة لدرجة أن الأندية المصرية متفوقة. لكن هل هذا التفوق ينعكس على المنتخب أو هل بالضرورة أن ينعكس على المنتخب؟ وهل قوة البريمييرليج منحت منتخب إنجلترا قوة تليق به وتناسب قوة الدورى؟
وأين ذهبت أندية وفرق غرب ووسط إفريقيا التى كانت المنافس الأول للأندية المصرية فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى.. أين ذهب أشانتى كوتوكو، وأوريكس دوالا، وكانون ياوندى، هافيا كوناكرى، وهارتس أوف أوك، ويونيون دوالا، وشوتينج ستارز، ونكانا رد يفلز، وأسيك ابيدجان وباورديناموز؟
** أين الذين يعلمون فى كرة القدم ويفكرون فى نتائجها ويحللون تلك النتائج؟
** ربما يكون كلامى التالى بعيدًا عن مضمون كرة القدم وبطولات إفريقيا لكنه يعكس أهمية التفكير والتحليل: «كانت أوروبا حتى القرن الثامن عشر قارة تعيش فى الظلام فى مملكة النسيان. فكل شبر فيها يخوض حربًا، وكل دولة تحارب الأخرى، ولكن بدأت نهضة أوروبا بالتفكير، وكان ذلك دور الفلاسفة، وبتحليل ظواهر الطبيعة وكان ذلك دور العلماء، إن كل نهضة تبدأ بالتفكير وبالتحليل».
** ظلت بطولات الأندية الإفريقية عسيرة على أنديتنا حين كان يحكم لعبة القارة الفطرة والقوة وكرة قبائل البانتو العنيفة حتى حقق الإسماعيلى أول بطولة قارية وكانت لعام 1969، وأقيمت المباراة الأخيرة فى 9 يناير 1970، باستاد القاهرة أمام جمهور غفير ذهب بحثًا عن انتصار، ولو كان فى كرة القدم بعد نكسة 1967 حتى 12 ديسمبر 1982 ظل الأندية المصرية عاجزة عن الفوز بلقب آخر إلى أن توج الأهلى ببطولة إفريقيا لأبطال الدورى تحت قيادة الجوهرى المدرب الذكى الذى تعامل مع المنافسة على أن كل مباراة مدتها 180 دقيقة. وفتح الأهلى الطريق بمفتاح الجوهرى.
** فى الثمانينيات هاجرت مواهب إفريقيا إلى الشمال بحثًا عن حياة أفضل، وعرفت الكرة الأوروبية مهارات اللاعب الإفريقى الفطرية، وحاجته لتجاوز محنة المعاناة والفقر، وانتشر اللاعبون الأفارقة فى دوريات أوروبا بمختلف مراحلها. وبدأ هنا التحول إلى الكرة المصرية والشمال الإفريقى، وغابت أندية غرب القارة ووسطها لأن ثراء الأندية المصرية مقارنة بالإفريقية ساهم بدور كبير فى رفع مستوى الفرق وجذب المدربين الأجانب، وكذلك بعض مواهب القارة سواء من غربها أو من شمالها. وأصبح الدورى المصرى هو الأفضل فى إفريقيا بالمال والثراء وشركات الرعاية والحضور الجماهيرى الغفير والنقل التليفزيونى فيما توارت قوة الأندية الإفريقية الأخرى. وكانت النتيجة أن الفرق المصرية حصدت 41 لقبًا قاريًا مقابل 22 لقبًا لتونس و22 لقبًا للمغرب ثم الكونغو الديمقراطية 13 لقبًا والجزائر 9 ألقاب والكاميرون 8 ألقاب ونيجيريا 7، وكوت ديفوار 6 ألقاب وجنوب إفريقيا 5، وغانا 5، وهكذا تغيرت المعادلة فى بطولات الأندية الإفريقية لمصلحة الفرق المصرية.
** توجت مصر أيضًا بسبعة ألقاب لكأس الأمم الإفريقية. ومنها 4 ألقاب مهمة وتاريخية، وهى 1998، و2006، و2008، و2010، وهى ألقاب كانت تستحق دراسة اسبابها كما طالبت قبل 14 عامًا، إلا أن مملكة النسيان لم تهتم. مثلما لم تهتم بما يجرى من تحولات فى خريطة اللعبة وتطورها وأسباب ظهور منتخبات جديدة قوية، مثل موزمبيق، وكاب فيرى وبوركينا فاسو وجزر القمر وموريتانيا بجوار القوى العظمى التقليدية مصر والكاميرون وكوت ديفوار والسنغال والمغرب، والجزائر وتونس ونيجيريا وجنوب إفريقيا، فالإحتراف وقوائم المنتخبات الكاملة المدججة بالمحترفين، ساهمت فى تطور اللعبة بالعديد من دول القارة، بطرق تدريب حديثة وأسلوب حياة احترافية للاعب الإفريقى، بينما أغلقت الأندية المصرية أبواب الأحتراف أمام لاعبيها ماعدا حالات نادرة.
** ليس هذا تحليلًا كاملًا ولا هو دراسة، فاللاعبون فى إدارة كرة القدم المصرية ملزمون بالتحليل والدراسة والفهم وصياغة تقارير تشرح وتفسر وعليهم ترك مملكة النسيان، وعليهم عدم ترك الأمر لصحفى أو لمحلل أو لمقدم برنامج.. فأين أنتم أيها اللاعبون فى إدارة الكرة المصرية؟!