A A A
حسن المستكاوي

حسن المستكاوي

** هل كنت راضيا عن أداء الأهلى على مدى 90 دقيقة أمام صن داونز فى مباراة العودة؟ هل كان لاعبو الأهلى يؤدون المباراة دون معاناة؟ هل الحظ أخرج الأهلى من الدورى الإفريقى حقا؟ ألم يكن الحضور الجماهيرى رائعا ومساندا للاعبين ومصدر قوة معنوية هائلة؟اضافة اعلان

** عندما تعادل منتخب الجزائر فى الدقيقة الأخيرة مع المنتخب الوطنى فى مباراة ودية شعرنا بالحزن على التعادل لكننا كنا سعداء للأداء الذى ظهر به المنتخب وهو يلعب بعشرة لاعبين. لقد بدت المباراة كأنها رسمية حاسمة أمام فريق قوى له شخصية. والواقع أن الأداء يظل معيارا حقيقيا يشعر به الجمهور ويلمسه، بعيدا عن كلمات التبرير والتمرير المكررة، والتى جعلت الحظ عكازا حتى لو شهدت المباراة بعض الفرص الضائعة من الأهلى ومنها كرة ضربت فى القائم بجانب ضربة الجزاء. فالحصيلة أن الأهلى لم يكن ندا للفريق الجنوب افريقى فى إجمالى مباراتى الذهاب والعودة.

** بدأ الأهلى مباراة القاهرة بقوة وضغط استمر قرابة 25 دقيقة، وتدريجيا بدأ الأداء يتراجع، ثم غاب الفريق فى الشوط الثانى ولم يصنع فرصة واحدة فى هذا الشوط. نعم 25 دقيقة أو نصف ساعة لا تكفى للتأهل إلى النهائى الإفريقى، تلك هى الحقيقة. وبالعودة للفرص التى لاحت فى الشوط الأول سنجد أنها لكهربا وبيرسى تاو وقد كانا مصدر تهديد بتحركهما وبالمشاغبة الفردية. وبالفعل اتسم الأداء بعد البداية القوية الضاغطة بتلك الفردية، فكل لاعب من الأهلى يجرى بالكرة كثيرا ويحتفظ بها حتى تقطع منه، ويرجع ذلك إلى ضغط لاعبى صن داونز وتحرك كل لاعب بالفريق لقطع خيارات التمرير امام لاعب الأهلى الذى يمتلك الكرة، فكان امتلاك الكرة عسيرا وصعبا. وفى الوقت نفسه كان لاعبو صن داونز يتحركون كثيرا ويصنعون خيارات تمرير وامتلاك الكرة ولو بدون خطورة على مرمى الشناوى، فقد كان ذلك أسلوب لعب وتكتيكا متعمدا لاستنفاد طاقة لاعبى الأهلى.

** حامل لقب دورى أبطال أفريقيا خرج من نصف نهائى الدورى الإفريقى لأنه واجه منافسا قويا ومن أسف أنه من النادر أن يلتفت الجميع إلى المنافس الذى يواجه الفرق المصرية سواء حققت انتصارا أو لم توفق، فالتساؤلات كلها تدور حول كيفية فوز الفريق المصرى أو عن أوجه التقصير فى الفريق المصرى كأننا نلعب دائما وحدنا ولايقابلنا أحد؟

** لعب صن داونز بأسلوب مختلف على غير عادته، لم يفتح الملعب ولم يسمح بمساحات، باستثناء فترة ضغط الأهلى الأولى. والواقع أن حامل الألقاب الإفريقية وهو هنا الأهلى، جعل المهام الهجومية لصن داونز صعبة جدا فى مباراة القاهرة بينما لم ينجح فى ذلك فى مباراة بريتوريا، وهو ما يعنى أن الأهلى تحمل عبئا كبيرا فى القاهرة بواجبات دفاعية واحتياجات هجومية. وأضف إلى ذلك حالة الإحباط التى أصابت اللاعبين بعد ضياع ضربة الجزاء المبكرة التى كانت ستغير شكل وسيناريو اللقاء.

** أخطاء التغيير والتشكيل كثر الكلام عنها، ولكن دون شك أن أكرم توفيق مدافع صلب وقوى جدا، ويلعب بشراسة مطلوبة لكنها أحيانا تعرضه للإصابات. وعلى الرغم من ذلك، كان محمد هانى أفضل فى هذه المباراة لدوره الهجومى فى مباراة يحتاج فيها الأهلى إلى مفتاح لعب إضافى بجانب معلول. كما يتميز إشراك هانى بكراته العرضية نسبيا، واللعب بجوار الخط والسماح لبيرسى تاو بالانضمام إلى العمق مضيفا لقوة الهجوم. وقد غاب ذلك تماما فى الشوط الثانى. بينما غاب أيضا عن ديانج ومروان عطية فى الوسط الابتكار، والتمرير البناء، وكان عاشور أفضلهم فى تلك الناحية.

** التعب أصاب لاعبى الأهلى ولم يصب لاعبى صن داونز. ولأن الأهلى يلعب فى بطولات عدة، فهو يحتاج بعض اللاعبين فى بعض المراكز على مستوى الأهلى. يملكون السرعات وقوة الالتحام والحلول الفردية. فلا موديست قدم ولا يقدم شيئا. ولو نظرنا إلى الأجانب فى الدورى المصرى الذين يصل عددهم إلى المائة سنجد أسماء ـ أفضل بكثير من موديست، مثل مابالولو، والشيبى، والكرتى، ويعقوبو، وماييلى، وياو أنور، وبلاتى توريه، وإيبوكا، وبالنظر إلى الفرق التى تنافس الأهلى فى البطولات الأفريقية سنجدها مدعمة بلاعبين محترفين لهم حضور ولهم مستوى ولهم تأثير. فكيف لا يمتلك أكبر وأقوى فريق فى القارة قوة ضاربة فى خطوطه تضيف إلى تاريخه وحاضره وبطولاته؟!