A A A
ياسر أيوب

ياسر أيوب

رغم الخوف المشروع من مستقبل محفوف بالمخاطر والتهديدات التى تلاحق وتطارد صحافة الورق فى مصر وأنديتها الشعبية لكرة القدم..


لا يزال مسئولو الصحافة والكرة يصرخون طالبين من الجميع مساعدتهم دون أن يفكروا فى مساعدة أنفسهم أولا.. ورغم كل ما شهده العالم من تغيير وثورات فى الإعلام والاتصال بقيت الصحافة المصرية تدار بنفس القواعد والفكر القديم.. اضافة اعلان


ولم يدرك معظم مسؤوليها الحاليين أنهم لم يعودوا المصدر الوحيد أو حتى الأول لمعرفة الأخبار.. وظلوا يقدمون خدمة لا يحتاجها أو يريدها أحد ثم يستغربون انصراف القارئ وعدم اهتمامه.

وكذلك أندية كروية كثيرة لا يزال مسؤولوها يصرون على تجاهل الواقع ويهربون من مواجهته ويتخيلون الحل رجل أعمال يأتى بأمواله أو محافظ ومسؤول يستجدون منه الدعم طول الوقت..


وبدون أى ترشيد ورؤى يصرون على الإنفاق كما لو كانوا أندية شركات ومؤسسات تملك الكثير من المال.. ومثلما هو سهل رؤية صحف أوروبية وأمريكية وآسيوية تغير فكرها ولم تعاند الزمن والتطور لتبقى على قيد الحياة..


سهل أيضا الرجوع لنادى يونيون برلين الذى عاش طويلًا فى ألمانيا الشرقية من ١٩٤٩ حتى ١٩٩٠ ناديا مظلومًا ومنسيًا ومهملًا وفقيرًا.

وبقى النادى بعد الوحدة الألمانية يواجه أزماته المالية لدرجة أن يرفض الاتحاد الكروى الألمانى أربع مرات صعوده للدرجة الثانية بعد الفوز بدورى الدرجة الثالثة نتيجة الأزمات والديون.. وكاد أن يهبط حتى من الدرجة الثالثة فى ٢٠٠٨ لأن ملعبه لم يعد صالحا..

وهنا أدرك جمهور يونيون برلين نهاية زمن تشجيع التصفيق والهتاف واللافتات.. ولأول مرة فى تاريخ الكرة يشهد العالم جمهورا يتطوع لبناء ملعب ناديه.. ٢٠٠٠ متطوع قادهم عشرة مهندسين ونجحوا بعد ١٤٠ ألف ساعة عمل فى تطوير بناء الملعب الجديد.


وأدارت المهندسة سيلفيا فايسهايت كل ذلك كشاهدة على إحدى أجمل وأرق قصص الحب فى التاريخ الكروى..

وعلى الملعب الجديد رد اللاعبون الجميل لجمهورهم فصعدوا للدرجة الثانية فى الموسم التالى ثم الدرجة الأولى..

وقام الجمهور أيضا بحملة للتبرع بالدم وجمعوا أكثر من مليون يورو لناديهم.. ولم تقتصر حكاية النادى على هذا الحب الاستثنائى.. فكان هناك رجل أعمال أصبح رئيسًا للنادى اسمه ديرك زينجلر..


ورفض زينجلر أن يبقى ناد يملك هذه الجماهير العاشقة ينتظر منحة من أى أحد ولابد أن يمتلك موارده الخاصة والدائمة مع تقليل النفقات وإعادة الهيكلة الإدارية..


وكان من نتيجة ذلك أن النادى المحاصر سنين طويلة بالديون والأزمات بات يحقق أرباحًا سنوية ولم يعد يحتاج حاليًا لمساعدة وهدايا وهبات من أى أحد.. ومنذ يومين فقط.. صعد النادى أيضًا للدرجة الأولى للكرة النسائية.