A A A
إسلام صادق

إسلام صادق

قال لي في يوم من الايام قبل ان يخوض تجربة الاحتراف الخارجي.
"اذا احترفت سأحصل على لقب افضل لاعب في افريقيا ولن اعود الى الدوري المصري مثل من سبقوني ..ولا اريد ان ألعب للاهلي او الزمالك" اضافة اعلان
قلت في نفسي ان هذا اللاعب يردد اوهاما ويحلم بالمستحيل فقد سبقه لاعبون قبله خرجوا من اندية الاهلي والزمالك اكبر الناديين ولم يفعلوا شيئا،فهل تنجح وانت لم تلعب للقطبين؟!وعادة لا اتعجل الحكم على اي شيء قبل ان امنح فرصة لنفسي في متابعة الامور بشكل جيد من كافة الجوانب ،لكنه ظل يحصد الجوائز منذ ان وطأت قدماه في بلاد الاجانب في الرحلة التي شهدت انكسارات قبل البطولات ..اصرار وتحدي قبل الاحتفالات والالقاب التي يحصدها واحدة تلو الاخر ..إنه "مو" الافضل والاعظم في تاريخ الكرة العربية والافريقية قبل ان يكون في الكرة المصرية والذي احتفل بنا بعد وصوله إلى لقب جديد من ألقابه التاريخية في مسيرته الاستثنائية بحصوله على لقب الهداف التاريخي ل "ليفربول" في الدوري الانجليزي.
يمنحنا "مو" التفاؤل وسط انكسارات واخفاقات وفشل للكرة المصرية على كافة المستويات والاصعدة الادارية قبل الفنية.
والاخلاقية والسلوكية ..ورغم ذلك لم أر إحتفالات بالنجم العالمي "فخر العرب" مثل احتفالية الاهلاوية بالفوز على اسوان في الدوري بثلاثية!..ولا بإحتفالية الزمالكاوية بعيد ميلاد الاسطورة "شيكابالا"!..هل لان محمد صلاح لم يخرج من احد الناديين؟..ام لانه ينتمي لاحد الناديين الكبيرين رغم عدم اعلانه بشكل رسمي؟..ام انه وعدنا على الالقاب وتحقيق الارقام القياسية فأصبح الامر عاديا؟!.
تنقلب الامور رأسا على عقب عندما لا يحتسب هدفا للاهلي والزمالك في الدوري ..وعندما يضع "مو" الكرة المصرية وسط الكبار ويحافظ عليها في زمن فشلت فيه المنظومة الكروية بأكملها بنجومها واداريها ومسؤوليها ومدربيها واعلاميين وغيرهم في الحفاظ على سمعة الكرة المصرية ..وعندما يتوج "مو" بلقب الافضل في تاريخ ليفربول نعتبر الأمر أقل من هدف محمد مجدي افشة في مرمى الزمالك في نهائي إفريقيا القاضية ممكن" ..فمحمد صلاح لا يمتلك لجان إليكترونية تتقاضى اموالا طائلة لتوجيه الرأي العام الى الباطل ..اما محمد صلاح وسمعة الكرة المصرية فهي أمور ثانوية لا جدوى ولا استفادة منها ..حتى ان الدولة متمثلة في وزارة الرياضة اكتفت بتهنئته في بيان يشمل عدة اسطر وانتهى الامر !! ..وكأن محمد صلاح حصل على لقب "تحت بير السلم" ..وليس لقبا عالميا تاريخيا يحفظ سمعة الكرة المصرية التي لم يعد لها وجود إلا بإنجازات "مو" التي لا حصر لها ..باتت دولة "الاهلي" صراعات "الزمالك" تغيب عقول الناس مسؤولين ومشجعين عن رجل إستثنائي في زمن لا يعترف بالكفاح والنجاح وانما لمن يدفع اكثر!! ..هذا النجم الكبير لو في دولة اخرى ويحقق لها هذه الانجازات لمنحوه كل يوم وساما و صنعوا له في كل ساعة تكريما بما يليق بما يفعله لكننا للاسف نعيش في دولة "الاهلي" و صراعات " الزمالك" !!