هاجم أيمن الرمادى، مدرب البنك الأهلى، لجنة المسابقات فى اتحاد الكرة بسبب وضع جداول المباريات فى أوقات الصلاة.
وكتب أيمن الرمادى، عبر حسابه على منصة «فيسبوك»: «الحقيقة أننى كنت قد قررت ألا أكتب أى منشورات تعليقًا على الأحداث، لكن ما شعرت به بالأمس من كمّ الحروب والمغالطات والتناحر التى تحدث فى كرة القدم دفعنى من داخلى لأن أقول ما بداخلي؛ لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس».
اضافة اعلان
وأضاف: «وكما يُقال- وهى مقولة صادقة- المحايد هو شخص لم ينصر الباطل، لكن المؤكد أنه خذل الحق. نحن فعليًا نعيش كابوسًا فى الرياضة المصرية. ما الذى يحدث أمام أعين الجميع؟. تناحر وتشاجر داخل شيء من المفترض أن يكون ساميًا. هل هذه هى الرياضة، وخصوصًا كرة القدم، هل هذه أخلاق الرياضة؟!».
وأكمل: «مصر تعيش كابوسًا حقيقيًا؛ الجميع يتاجر بالتغنى بالوطنية، وفى الوقت نفسه يحرق الأرض تحت أقدام الجميع من أجل مصلحته. لا أحد يعترف بخطئه، أين الاحترام بين الرياضيين؟. أين أخلاقيات الرياضة؟، والأعجب من ذلك هو عدم احترام الرياضى لزميل مهنته لأننا فى الأصل لا نحترم أهم شيء، وهو عقيدتنا».
وتابع: «عندما نجد مباراة تُقام بتعمد واضح وصريح فى الإسكندرية الساعة الخامسة، وبها أطقم حكام ولاعبون وأجهزة فنية وطبية، يصبح الجميع أمام خيارين: إما أن يقطعوا أرزاقهم ويتجنبوا العمل فى كرة القدم، وفى ذلك ضرر كبير لأن بيوتًا كثيرة مفتوحة من هذا العمل، أو أن يظلموا أنفسهم بعدم أداء فريضة الصلاة فى وقتها».
وزاد: «والمصيبة أن هناك إصرارًا وتعنتًا على منع كل هؤلاء من أداء صلاة المغرب فى وقتها، مع العلم أن أذان المغرب فى الإسكندرية يرفع بعد بدء المباراة بثلاث دقائق. وأقول (متعمد) لأننا نصحنا وقلنا منذ عامين: (هذا لا يصح، هذا لا يجوز، هذا عمل ضال، ولكن للأسف يأخذهم العزة بالإثم، ولا يستجيبون».
وزاد: «هذا الكلام لا أقوله فقط من منطلق عقيدتى كمسلم، ولكن لو حدث الأمر نفسه مع صديق مسيحى يدافع عن عقيدته، فسأسانده وأقف معه؛ فالمبدأ هنا هو احترام العقائد».
وأردف: «لن أذيع سرًا: منذ أقل من شهر، وفى مباراتنا مع فريق بورفؤاد فى الكأس، تحدثت فى هذا الأمر مع مراقب المباراة، وقلت له: (احترموا شعائرنا؛ الحكم يطلق صافرته وأذان المغرب يؤذن!). ووعدنى أنه سيتحدث مع المسؤولين، ولكن كالمعتاد لم يستطع أن يفعل شيئًا. لقد أسمعت لو ناديت حيًا، ولكن لا حياة لمن تنادى، ونستمر فى العبث بشعائرنا».
كما أضاف: «هذا التعنت الواضح فى عدم احترام الشعائر الدينية، مع أن كل ما فى الأمر أنك عندما تضع جدول المباريات، تقدم أو تؤخر المباراة 15 دقيقة أو نصف الساعة، فهل هذا صعب؟، كما يحدث فى الإمارات مثلًا، وأقول الإمارات لأننى عملت فيها 25 سنة، وأعرف كيف يُنظَّم الجدول باحترام كامل لأوقات الصلاة».
ملاحظة: «كانوا يقولون إن (المغرب غريب) لأن صلاة المغرب ليست ممتدة إلى العشاء كما يظن البعض؛ فبمجرد حلول الظلام يضيع وقت الصلاة، والله أعلم».
واستكمل: «أعتقد- وبنظرة أتمنى ألا تكون تشاؤمية- أننا نعيش فسادًا رياضيًا يذكرنا بقول الإمام سيدنا على بن أبى طالب، كرم الله وجهه ورضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين: «إذا ظهر الفساد، ساد اللئام، وإذا ساد اللئام، اضطُهِد الكرام». والمصيبة أننا من بين أكثر من 100 مليون، وبكفاءات جبارة، لا نستطيع أن نستخرج 100 شخص مثقف يحب بلده، ويتقى الله فى عمله، قادرين على إدارة الرياضة بشكل محترم ومحترف، يحسنون الاختيار، ويعترفون بأخطائهم، ولا تحكمهم المصالح الشخصية ليضعوا مصر فى مكانتها الرياضية الحقيقية».
وأتم: «أعرف جيدًا أن هذا الكلام قد يجعلنى عرضة للجان وأبواق، وقد يضرنى فى عملى، ولكن الحق أحق أن يُتبع، وأنا أتحمل المسؤولية كاملة، ولا أخشى فى الحق لومة لائم. وليَعلم الجميع أننى مليء بالذنوب، ولست واعظًا، ولا أصل إلى درجة الوعظ، فذنوبى كثيرة، ولكنى أثق أن ربى يعلم أننى أحب من يحبه، وأحب كل عمل يقرّبنى إلى حبه، وأرجو أن يجعل حبى لمن يحبه شفاعةً لى عند رب رؤوف رحيم، يغفر ذنوبى الكثيرة؛ فهو نعم المولى ونعم النصير. وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين».