A A A
إسلام صادق

إسلام صادق


عاشت الإسماعيليه ليلة سعيدة بعد تأكد بقاء الفريق العريق في الدوري الممتاز.. وبعد
أن حافظ حمزة الجمل المديرالفني على هيبة الدراويش ..ذلك الفريق صاحب التاريخ الكبير والاسماء التي لمعت في الكرة المصرية والعربية والافريقية.. وهو النادي الوحيد الذي يحمل في تاريخه نجما كبيرا صنع مجدا لم يضاهيه أي نجوم اخرين وهو النجم علي ابوجريشة الذي حصد لقب الافضل في استفتاءات عربية وافريقية وقت ان كان لاعبا لكنه لا يمتلك الاعلام الذي يطبل له ويصفق لانجازاته.اضافة اعلان

نجح الاسماعيلي في البقاء لكونه تاريخ حقيقي ونظيف في الكرة المصرية.. ورغم تواجد بيراميدز وفيوتشر في السنوات الاخيرة في الدوري لكنهم لم يتمكنوا من صناعة نصف مجد الدراويش لأنه ببساطة يمتلك جمهورًا كبيرًا وغفيرا لا يقل في شعبيته عن الاهلي او الزمالك.

انحصر اللقب في السنوات الاخيره على القطبين فقط ليس لقوتهما وانما لغياب العنصر الاقوى في مثلث الكرة المصرية وهو الدراويش
لم اتخيل يوما ان الاسماعيلي سيهبط القسم الثاني ..ولا اتخيل كرة القدم بدون الدراويش..فالاسماعيلي مثل "الملح" في الطعام لا يمكن ان تستمع به الا اذا كان منضبطا في وجبة غذائية تعشقها وتتناولها بشكل يومي ولن تمل منها ابدا.

ومن غير "الملح" في الطعام سيكون الاكل ماسخ ،.تأكله مضطرا لكنك لن تستمع به ..فهذا هو حال الدوري بعد ان ابتعد الاسماعيلي عن المنافسه على البطولات.

نعيش اربع سنوات وكل مشجع يعشق الدراويش او ضده ..لا يستمتع بالمنافسة الحقيقية مع الاهلي والزمالك ..حصد الاهلي بطولة الدوري ولم نستشعر بطعمه ورونقه وكأنه فاز ببطولة ودية ..ونفس الامر بالنسبة للزمالك الذي فاز في الموسمين الماضيين دون منافسة مع فريق اخر غير القطبين ..فعندما يغيب الزمالك كان يظهر الاسماعيلي ..وعندما يغيب الاهلي كان يظهر الاسماعيلي ..فقد كان وسيظل هو الضلع الثالث والحقيقي للكرة المصرية مهما ظهرت اندية ومهما امتلكت من امكانيات.

من يرى الرجل صاحب الصورة الشهيرة الذي توجه بدرجاته البخارية يحمل نجله الذي لا يتجاوز ال 10 سنوات الى السويس حتى يؤازر فريقه يعرف قيمة الدراويش ويعلم ان عشق الاسماعيلي يجري في دم كل مصري يستنفس كرة قدم.

بذل حمزة الجمل وجهازه المعاون جهدا خارقا وتحمل "الجمل" على عاتقه بقاء ناديه للمرة الثانية على التوالي ..لم يفعل "حمزة" ما فعله مع ناديه وصاحب الفضل عليه سوى لكونه عاشقا للنادي الكبير الذي امتعنا وسيظل يمتعنا حتى اخر لمسة كرة للاعب على وجه الارض.

يستحق حمزة الجمل التكريم لما فعله وتحمله صعاب ومشاكل لا يمكن ان يتحملها احد ..وفي وقت كان يبحث فيه بعض ابنائه عن مصالحهم الشخصية.

يحتاج الاسماعيلي الى تكاتف الدولة وتوجيه رجال الاعمال لسداد ديونه وانتشاله من ازمته المالية ..فالاسماعيلي وجماهيره يستحقوا ان نحتفي بهم بحصد البطولات والعودة للامجاد ولا ان تكون فرحتنا بمجرد بقاؤه في الدوري الممتاز.

مكانة الدراويش تضاهي الاهلي والزمالك واكبر اندية افريقيا..لكن الصراعات والمشاكل والازمات والمصالح الشخصية كادت تودي به الى التهلكة ..فليكن ماحدث في الموسم الماضي هو درس وعبرة تدفع كل من يعشق الدراويش لإستعادة بريقه من الموسم المقبل ..فالاسماعيلي ظل وسيبقى عشق لن ينتهي !