** أنقذ دييجو كوستا البرتغال ورنالدو أمام سلوفينيا، فقد تصدى حارس مرمى بورتو لثلاث ركلات جزاء ترجيحية من لاعبى سلوفينيا، بينما ساهم يان فيرتونجن سيئ الحظ فى فوز فرنسا على بلجيكا عندما لعب كولو موانى كرة عرضية قوية بعد دقائق من مشاركته واصطدمت بركبة فيرتونجن لتدخل المرمى البلجيكى. صحيح كانت البرتغال متفوقة بأرقامها فى المباراة وكذلك فرنسا، إلا أن نضال لاعبى سلوفينيا استمر حتى ركلات الترجيح. فقد دخل النضال مهارات كرة القدم عندما يكون الفريق أقل فنيا من منافسه. والنضال لا أعنى به اللعب بالأناشيد، والتشتيت، وتنظيف المنطقة، والكرات الطويلة الضالة، وإنما هو اللعب بكفاح وجدية ونظام، وقد كاد منتخب سلوفينيا أن يقصى البرتغال عندما أخطأ «بيبى الكبير» وخطف الكرة سيسكو وانفرد بكوستا الذى نجح فى التصدى للاعب السلوفينى، وهو لو كان ميسى أو محمد صلاح لأخرج البرتغال من البطولة بتصرف أكثر مهارة وابتكارا فى تلك اللعبة.
اضافة اعلان
** فوز فرنسا والبرتغال، وأحداث المباراتين توارت بجوار اسم رونالدو الذى بكى حزنا وألما ثم بكى فرحا. ففى الدقيقة 105 احتسبت للبرتغال ضربة جزاء تقدم إليها رونالدو لكن الحارس البارع يان أوبلاك تصدى لقذيفة رونالدو الذى بكى وكذلك بكت والدته فى المدرجات. وكان بكاء رونالدو بتأثير الأسطورة التى تمضى إلى خط النهاية، وبتأثير دوره كقائد، وبتأثير اللحظة القاتلة، ذات التعبير الشكسبيرى: «تكون البرتغال أو لا تكون».
** فى لحظة ما يواجه الأساطير سحرهم، فهل يستمرالسحر أم أنه يتضاءل ويهرب من بين أيديهم وأقدامهم. إنها معركة الزمن والنجومية، ففى لحظة ما لا تستطيع المهارة أن تهزم الجسد. وبعد مباريات البرتغال حتى دور الثمانية لم يسجل رونالدو هدفا واحدا فى مرمى المنافسين. وهو فقد قفزته الرائعة ورد فعله السريع، فى مواجهة المدافعين. وكانت دموعه أهم من انتصار البرتغال على سلوفينيا وانتصار فرنسا على بلجيكا. الأسطورة هو الحدث والحكاية. وسارعت الصحف والوكالات بعرض أرقام وشريط رونالدو مع ضربات الجزاء، فقد سدد 193 ركلة جزاء، أهدر منها 30 ركلة سوجل 163 ركلة سواء مع الأندية أو المنتخب البرتغالى. وأهدر كريستيانو رونالدو بقميص ريال مدريد 13 ركلة، وبقميص مانشستر يونايتد 4 ركلات، وبقميص يوفنتوس ركلات وبقميص منتخب البرتغال 8 ركلات. والركلة الأخيرة سحبت دموعة، لاقتراب مرحلة عدم الغفران من جانب الجمهور. ورنالدو الذى يلعب للنصر السعودى لم يهدر أى ضربة جزاء وتصدى لتسديد 14 أحرزها كلها.
** كان مارتينيز المدير الفنى للبرتغال شجاعا حين صمم أن يبدأ رونالدو سباق ركلات الترجيح. وكان النجم البرتغالى شجاعا مثل مدربه، فقد تقدم لتسديد الضربة وسط صراع يدور فى عقله ماذا لو ضاعت؟ وماذا لو هزت شباك الحارس يان أوبلاك؟
** هناك جيل الآن فى الفريق هو مستقبل البرتغال، وسوف يظل رونالدو أسطورة فى تاريخ اللعبة ببلاده مثل غيره من الأساطير، وستكون تلك هى آخر بطولة كبيرة يشارك بها، إنها كاس أوروبا السادسة بالنسبة له والأخيرة أيضا.
** فى يوم ما، ستكون هناك مباراة للبرتغال لا تتعلق برونالدو، ولكن ليس هنا، ليس بعد هناك فرصة أخرى أمام رونالدو فى مباراة فرنسا فى دور الثمانية. هل يسجل هدفا أو أكثر؟ هل يخرج مع فريقه فائزا ومنتشيا؟ لكن تلك المباراة مهمة أيضا للاعبى المنتخب الفرنسى الذين ظلوا يمثلون «جزيرة وطنية هادئة» وبينما بلدهم يغلى بالسياسة، حتى إن بعض لاعبى الفريق صرحوا بأن معركة فرنسا السياسية لم تنته لفوز اليمين بنسبة 33% فى اليوم الأول للتصويت. واليمين له رائد قديم وهو جان مارى لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية، وهو الذى قال حين شاهد صورة الرئيس الفرنسى جاك شيراك يتوسط منتخب فرنسا بطل كاس العالم 1998: «حسنا أنى رأيت فرنسيا فى الصورة»!.