** هل كان حفل افتتاح دورة باريس أسطوريا
مبهرا أم كان رتيبا ومملا لاستمراره قرابة أربع ساعات تحت المطر أو أمام شاشات؟ هل
كان حفلا عبقريا أم كان حفلا غريبا مقززا وغامضا؟ هل كانت فكرة طابور عرض الفرق
المشاركة فى نهر السين جيدة أم كانت جديدة لكنها ليست جيدة؟
اضافة اعلان
** أذكر منذ دورة طوكيو 1964 أنه بات
تقليدا أن يصف الإعلام العالمى كل حفل افتتاح بأنه مبهر وعظيم وجميل مع استخدام
أفعل التفضيل، الأعظم والأجمل. وكل حفل افتتاح دورة جديدة يقال إنها تفوقت على
السابقة وسترهق اللاحقة؟
** الجانب الإيجابى هو أن المؤكد أن فرنسا
هزمت حادث التخريب الذى أصاب حركة القطارات السريعة، وأصاب الألعاب أيضا.
فالإجراءات الأمنية شديدة، ويشارك بها جيش من قوات الأمن يزيد عدده على 50 ألفا،
وهناك حدود بمساحة 150 كيلومترا كحرم لحركة الطيران خلال حفل الافتتاح، وفى الوقت
نفسه وضعت قواعد جوية للطائرات المقاتلة فى حالة استعداد قصوى لحماية العرض
والعاصمة من أى تهديد يطل على سماء العرض ..
** ولأول مرة يقام حفل افتتاح خارج استاد
وهذا جديد وغريب. وقد شاهدة قرابة 500 ألف متفرج، سواء على ضفاف النهر أو من خلال
الشرفات التى تطل على النهر. وتابع هؤلاء قوارب وعبارات تحمل البعثات الأوليمبية.
وبدا أن اختيار نهر السين ليكون موقعا لحفل الافتتاح من أجل أن يرى العالم معالم
العاصمة الفرنسية الشهيرة، الممتدة على ضفتى النهر. كاتدرائية نوتردام وبرج إيفل،
ومتحف اللوفر، ومبنى البرلمان أو الجمعية الوطنية. ومبنى بلدية باريس ومبنى وزارة
الخارجية وغيرها من معالم باريس.
** وامتزجت ثقافة الفن الفرنسية بأنواعها
المختلفة، من «رقصات الكان كان فى المولان روج» وفرقة موسيقى الميتال الفرنسية
الشهيرة، ومطربة الأوبرا الفرنسية السويسرية مارينا فيوتى، والمطربة سيلين ديون
التى تحدت مرضها الغامض، وأدت نشيد الحب لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.
وأضاءت سماء الحفل بصوتها الواثق والقوى رغم مرضها. وكانت ظهرت فى حفل افتتاح دورة
أتلانتا عام 1996 أيضا، وكان صوتها من أبرز نجوم فيلم تيتانيك. وامتزج الفن بنجوم
الرياضة ومشاهيرها مثل زين الدين زيدان ونادال. وأضاء الشعلة الأوليمبية العداءة
المعتزلة ماريجوزيه بيريك وبطل الجودو تيدى رينر. وتعد العداءة بيريك هى الفرنسية
الوحيدة الفائزة بثلاث ذهبيات أولمبية 200 متر عدوا عام 1992 و200 متر و400 متر
عام 1996.
** تناثرت لوحات غنائية فردية حول نهر
السين ولوحات غير مفهومة سيرالية ومقززة أيضا. فهذا رجل يعزف على الجيتار فوق مبنى
وهذه شخصية جان دارك على سفينة حربية مشتعلة وهذا رجل أو نصف رجل، لا تدرى جنسه
بالضبط. وأنت فى فرنسا الحرية المطلقة، ولكنك فى داخلك وفى تعقلك تدرك أن الحرية
لا يمكن أن تكون مطلقة حتى لو كانت فنا شاذا. أنت فى فرنسا عليك أن تدرك ذلك وتكاد
ترى وتسمع مشاهير فرنسا عائدين من ماضيهم، أندريه مالرو والبؤساء، ومارى أنطوانيت،
وموناليزا. وشارل أزنافور. ومارسيل بروست، وجوزفين بيكر، وجاك تاتى. وترى للمرة الثالثة
فى الألعاب الأوليمبية فريق النازحين أو اللاجئين وظهر هذا الفريق الأولمبى فى عام
2015، وشارك لأول مرة فى ألعاب ريو 2016، بعشرة رياضيين فى ثلاث رياضات. لكن هذا
العام نما إلى 37 رياضيًا، بلدانهم الأصلية إيران وسوريا وأفغانستان وإريتريا
وجنوب السودان، ويتنافسون فى 12 رياضة بما فى ذلك ركوب الدراجات والسباحة
والتايكوندو والجودو والمصارعة..
** وبما أننى من محبى السباحة أنتهى بسؤال
أثير فى باريس كما نقلت الصحف ووكالات الأنباء: هل سيكون تصميم حمام السباحة وعمقه
مؤثرا على سرعات السباحين واراقامهم أم العكس؟ والفكرة من نقل هذا السؤال هو
الإشارة إلى التكنولوجيا والعلم فى المنافسات الرياضية وفى صناعة الرياضة وفى
تصميم المشاريع الرياضية .. وهذا كله جزء من سباق الإنسان مع الزمن والتطور؟!