في مشهد يزداد وضوحه كل يوم، يبدو أن إدارة ليفربول حسمت موقفها أخيرًا بالانحياز للهولندي آرني سلوت، حتى لو كان الثمن إزاحة أسطورة النادي في العصر الحديث وواجهته التسويقية الأبرز، محمد صلاح.
اضافة اعلان
الأمر لا يبدو مجرد استبعاد عابر أو قرار فني مؤقت، بل سلسلة إشارات متتابعة تؤكد أن ميزان القوة داخل «أنفيلد» تغير، وأن صلاح لم يعد الرقم الصعب في حسابات الريدز.
في المؤتمر الصحفى الأخير، قدم سلوت ما يشبه الرسالة العلنية حين تحدث بثقة عن «اختياراته الفنية» و«رؤيته للمستقبل»، مستخدمًا لغة تُظهر أن الإدارة تقف خلفه بالكامل، وأن قرار الإبقاء على صلاح خارج القائمة لم يعد مادة للنقاش داخل النادي.
قال سلوت بوضوح: «لقد أبلغنا محمد صلاح أنه لن يسافر معنا، كان هذا هو التواصل الوحيد بيننا وبينه. قبل يوم السبت تحدثنا كثيرًا، أحيانًا لفترة أطول وأحيانًا أقصر»، ثم أضاف: «هذه ليست المرة الأولى التى يغيب فيها لاعب. رد فعلي واضح، ولهذا السبب هو خارج القائمة لمباراة الغد».
ورغم الغضب الجماهيري على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يصدر أي موقف داعم لصلاح من داخل ليفربول، وكأن الجميع ينتظر إسدال الستار على قصة امتدت لثماني سنوات من المجد والأرقام التاريخية.
بل أشارت كل التقارير الواردة من بلاد الإنجليز أن قرار استبعاد محمد صلاح لم يكن قرار سلوت وحده، بل جاء وفق ما تم تسريبه من داخل النادى بتوقيع ريتشارد هيوز المدير الرياضى، وبالتنسيق الكامل مع مُلاك النادي والمدرب الهولندى، تحت مظلة عنوان عريض اسمه: «رؤية المستقبل ومشروع آرني سلوت».
وهو ما يبرهن أن ليفربول رسم خريطته ومشروعه الجديد دون وجود صلاح، لذك بات الطريق ممهدًا لرحيل النجم المصرى فى يناير، وسط سيناريوهين واضحين:
حط الرحال فى المملكة مع صفقة ضخمة وراتب خيالى إذا قرر اللاعب إنهاء مسيرته بثروة كبيرة، أو وجهة أوروبية إذا اختار الرد فى الميدان وإثبات أن إبعاده كان خطأ استراتيجيًا سيدفع ليفربول ثمنه غاليًا.
وبقدر ما تبدو النهاية قاسية، فإن الأيام المقبلة تحمل أكثر من مجرد خلاف فني، إنها عملية إطاحة محكمة، نفذت تحت غطاء التطوير، لكنها فى جوهرها تقول شيئًا واحدًا: عصر محمد صلاح فى ليفربول فى حلقته الأخيرة، رغمًا عن التاريخ والجماهير والأرقام.