A A A
حسن المستكاوي

حسن المستكاوي الناقد الرياضي

** 22 مباراة بدون هزيمة، منها 18 فوزا و4 تعادلات، تحت قيادة مارسيل كولر.. وهى حصيلة مميزة. وسوف تظل مشاركة الأهلى فى بطولة العالم الأندية، أمرا مهما وحيويا لمستقبل الفريق، بما تمثله تلك المشاركة من اكتساب خبرات فى التعامل مع فرق أجنبية، متنوعة ومختلفة القوة، عن فرق الدورى والنشاط المحلى.. وأضيف إلى ذلك أن كولر يبدأ حساباته بكل مباراة من التنظيم الدفاعى، وحسب دراسات المجموعة الفنية لكأس العالم الأخيرة، جاء أن التنظيم الدفاعى وحراس المرمى كانوا نقطة الإنطلاق إلى الدور قبل النهائى للمنتخبات الأربعة.اضافة اعلان

** الاستخفاف ببطولة العالم للأندية غير منطقى، فكل احتكاك حتى لو كان وديا يمثل إضافة لأى فريق. وإذا كان أوكلاند النيوزلندى لم يكن ندا للأهلى فإن سياتل كان ندا لاسيما فى الشوط الأول، بأسلوب لعبه وبلياقة لاعبيه وسرعتهم. لكن بقوة وشخصية لعب الأهلى الشوط الثانى واستحوذ على الكرة بنسبة 48% مقابل 37 % لسياتل، وفقدان الكرة من الفريقين بنسبة 15 % حسب الفيفا، وبادر الأهلى بالضغط والهجوم، واستخدم الفريق مهاراته الفردية فى المساحات الضيقة، فى مواجهة تنظيم سياتل الدفاعى، الذى توقف عن ممارسة الضغط العالى الذى طبقه فى الشوط الأول، وكان هذا الضغط الذى لعب به سياتل واضحا، ويدهشك أن البعض لم يره، مع أن الفريق الأمريكى نفذه طوال 45 دقيقة، بضغط جماعى على دفاع الأهلى، بداية من راءول رويدياز وكيريستيان رولدان، ونيكولاس لوديرو وخلفهم موريس روسناك وجوش أتنسيو. مع تقدم رباعى خط الظهر إلى منتصف الملعب. وهو ما ترتب عليه صعوبة خروج الأهلى من ملعبه بالكرة، وصعوبة تمويل المهاجمين الثلاثة الجدد بالتمريرات، بجانب صعوبة تقدم محمد هانى وعلى معلول..

** عندما أعلن الأهلى تشكيله فى مواجهة سياتل ساوندرز الأمريكى، بتغيير ثلاثة مهاجمين عن مباراة أوكلاند كان التفسير المباشر أن مارسيل كولر يجرى عملية تدوير وسط إرهاق وضغط مباريات فى بطولة كبيرة. لكن هل كان من تكتيك كولر استهلاك طاقة سياتل فى الشوط الأول خاصة أنه لم يلعب مباراة رسمية منذ أكتوبر 2022؟ وهل كانت تغييرات كولر وراء تفوق الأهلى فى الشوط الثانى؟
** فى الإجابة على السؤال الأول أترك التفسير لمارسيل كولر، ففى جميع الأحوال كان ضغط سياتل وراء عدم وجود ظهور هجومى للأهلى فى مباراة كئوس تفرض تحقيق الفوز فى الشوط الأول. وفى الإجابة على السؤال الثانى، لاشك أن التغييرات كانت مؤثرة فى تحقيق الفوز فى الدقيقة 88 من المباراة، بعد هجوم وضغط ومناورات مستمرة للأهلى فى ملعب سياتل. وهو الأمر الذى بدأ أيضا منذ الدقيقة الأولى فى الشوط الأول واستمر 18 دقيقة كاملة دون توقف، وهو ما استنفد طاقة الفريق الأمريكى قبل التغييرات التى أجراها مارسيل كولر بداية من الدقيقة 63 بالدفع بكل من محمد شريف بدلا من كهربا وعبدالقادر بدلا من طاهر وأفشة بدلا من حمدى فتحى.

** مارسيل كولر لعب مباراة أوكلاند بطريقة 1/2/3/4 (شجرة الكريسماس) التى لعب بها توتنهام لأول مرة عام 1987، ولعب بها أنشيلوتى مع ميلان وفاز بدورى أبطال أوروبا 2003 و2007. وفى المباراة الثانية أمام سياتل بدأ بطريقة 1/4/1/4 ثم غيرها إلى 1/3/2/4.. وكولر يذاكر الفرق التى سيواجهها جيدا، ويحاول توظيف قدرات لاعبى الأهلى فى تلك المواجهات. ويحسب له هذا التنوع، سواء على المستوى المحلى أو فى كأس العالم للأندية.

** عقب نهاية مباراة سياتل وتأهل الأهلى للدور قبل النهائى للمرة الخامسة فى تاريخ مشاركاته ببطولة العالم للأندية قال كولر: «أمتلك 3 سيديهات لآخر ثلاث مباريات لريال مدريد وسوف نشاهدها».. ولعله أضاف الرابع بعد مباراة الأمس بين الريال وبين مايوركا. والمذاكرة جهد لكنها ضرورية لم يرغب فى النجاح، لكن ريال مدريد موعد آخر للأهلى يختلف عما سبق، ويبقى الحلم قائما فى إنجاز آخر للفريق فى البطولة على الرغم من أنها مواجهة مع أحد أقوى فرق العالم..       

نقلاً عن جريدة الشروق