A A A
ياسر ايوب (1)

الناقد الرياضي ياسر أيوب

كانت المرة الأولى فى تاريخ كرة القدم النسائية التى يشاهد فيها كثيرون لاعبات فريق يقمن بالاعتداء بالضرب على حكم المباراة وفشل منظمى المباراة فى حماية الحكم من هذا الاعتداء النسائى.اضافة اعلان
وتم تداول فيديو قصير لهذه الواقعة عبر السوشيال ميديا فى إفريقيا وأوروبا أيضا.. فمنذ يومين.. كانت المباراة بين فريقى مازيمبى وموتيما بيمبى فى دورى الكونجو للكرة النسائية.. وتوالت أهداف لاعبات مازيمبى حتى أصبحت النتيجة خمسة أهداف لمازيمبى مقابل هدف واحد لموتيما.

وفى لعبة اعتبرتها لاعبات موتيما تستحق ضربة جزاء ضد مازيمبى لكن رفض الحكم احتسابها.. وبدلا من الاعتراض المعتاد فى ملاعب الكرة سواء للرجال أو النساء.. قامت سبع من لاعبات موتيما بالجرى وراء الحكم الذى حاول الهرب منهن دون جدوى لتصل إليه اللاعبات وتتناوبن توجيه اللكمات إليه حتى نجح الحكم أخيرا فى الوصول للممر الداخلى للاستاد.

ووقفت لاعبات مازيمبى فى الملعب كأنهن يشاهدن فيلما سينمائيا مثيرا لا يتوقع أحد أن تكون أحداثه حقيقية تجرى على أرض الواقع.. وبالطبع لم تكتمل المباراة ويقرر اتحاد الكرة الكونجولى إيقاف اللاعبات اللاتى اعتدين على الحكم.

ولم تكن التعليقات على ما جرى أقل إثارة مما جرى بالفعل على أرض الملعب.. فغير رفض هذا السلوك غير الرياضى أيا كانت أسبابه ودوافعه.. كان هناك من اعترض فقط لأن اللاعبات هن اللاتى قمن بالاعتداء فى سلوك غير أنثوى.

وكأنه كان سلوكا مقبولا لو قام به لاعبون وليس لاعبات.. وهناك تعليقات نسائية قالت بغرابة إن ما جرى كان طبيعيا لأن المرأة دائما أكثر ولاء من الرجل سواء لبيت وأسرة أو حتى ناد رياضى.

وكثرت الردود على ذلك مثل أن الولاء ليس مبررا للعنف والخروج على النظام والقانون وأنه ليس صحيحا أن اللاعبات يحرصن على مصلحة النادى أكثر من اللاعبين.. وتنوعت الآراء والأحكام وتحول ما جرى إلى قضية شهدت مقارنة عامة بين سلوك وانفعالات النساء والرجال.

لكن الحكاية بالنسبة لى لم تنته عند هذا الحد.. فقد تذكرت ما جرى فى شهر أكتوبر العام قبل الماضى حيث كانت حكاية عن فيديو آخر للاعبات منتخب الكونجو للكرة النسائية تحت 20 سنة يمارسن تدريباتهن فى أحد شوارع كينشاسا وسط زحام الناس والسيارات.

وأثار الفيديو انزعاج كثيرين جدا حتى الفيفا نفسه الذى طالب الاتحاد الكونجولى بحماية اللاعبات لأن المحافظة على أى لاعبة أو لاعب هى أولوية قصوى للفيفا مهما كانت الظروف.

وبلغ الانزعاج درجة أن تقرر فاطمة سامورا، سكرتير عام الفيفا، السفر إلى الكونجو وتلتقى برئيس الجمهورية، فليكس أنطوان تشيسيكيدى، وتطلب منه التدخل لحماية لاعبات كرة القدم فى الكونجو.. وحين نستعيد هذه الحكاية.

نستبعد فكرة أنهن لاعبات مسالمات قليلات الحيلة وهن اللاتى يلعبن الكرة وسط الزحام دون خوف أو خجل.. ونتخيل أن الفيفا الآن مطالب بالتدخل هذه المرة لحماية حكام الكونجو من اللاعبات مثلما تدخل منذ عامين لحماية لاعبات الكونجو.

نقلاً عن جريدة المصري اليوم