ذات مساء سألت الخلوق الأستاذ «محمود طاهر»، وكان رئيسا للنادى الأهلى آنذاك، لماذا لا يعود حارس المرمى التاريخى «عصام الحضرى» إلى حراسة العرين الأحمر، وهو قد اعتذر مرارا وتكرارا على خروجه من بيت الطاعة للاحتراف الخارجى من وراء النادى، فى واقعة شهيرة تحدثت عنها الأوساط الرياضية طويلا؟!.
اضافة اعلان
قال الأستاذ طاهر فيما معناه، صعب، صعب جدا، الجمهور ياكل وشنا، ولن يقبل بمثل هذا القرار، والأهلى ملك جمهوره، ورغبات الجمهور أوامر.. وصح قوله، ولم يعد الحضرى إلى بيته «الأهلى» ليعتزل، وحتى ساعته، مشيعا بلعنة القبيلة الحمراء!!.
ما أسميه العقلية العاطفية الحاكمة، وهذه حكمت القبيلة الحمراء طويلا، بدستور غير مكتوب، مبادئ حاكمة، فوق اللوائح والقوانين، لكن فى صفقة ضم اللاعب «إمام عاشور» قادما من الزمالك عبر ممر ميتلاند «FC Midtjylland» الدنماركى، وقد تجاوز عاشور فى حق وقدر رموز القبيلة الحمراء وقت أن كان يرتدى الفانلة البيضاء؟!.
إذن، العقلية الاحترافية تحكم، وحكمت القرار، دعك إذن من المبادئ والقيم الأخلاقية التى يتحدث بها رموز القبيلة الحمراء، قوانين اللعبة تحكم، وعاشور لاعب من الوزن الثقيل يضيف للأهلى كثيرا.
أعلم أن قبول جماهير القبيلة الحمراء لإمام عاشور على مضض، وبعضهم هضم الصفقة فى سياق «مكايدة» القبيلة البيضاء، وصمت عن نغمة المبادئ مؤقتا، براجماتية كروية مبررة تماما، ولكن سيظل عاشور غريبا على القبيلة الحمراء، إلا إذا تألق وأثبت الولاء للفانلة الحمراء.
ما قصدته أن العواطف لا محل لها من الإعراب فى عالم الاحتراف، مضى زمن الفانلة كالجنسية، الجنسية ثابتة لصيقة محل فخر وافتخار، والفانلة تخلع بعد المباراة، وتغيير الفانلات كتغيير الشرابات، ويمكن إهداؤها أو بيعها، أو خلعها تماما، لا أعرف حقيقية شعور «إمام عاشور» عند ملاقاة زملاء الأمس فى مباراة القمة المقبلة، وهو يرتدى لباسه الأحمر؟!.
كأهلاوى قح لست متسامحا مع إدارة كابتن «محمود الخطيب» فى هذه الصفقة، قلبى مش مطاوعنى، ضميرى مش مستريح، فيها إنّ وأخواتها، ولكن أمارس ما اسميه الصبر على الصفقة، لعل وعسى تخيب الظنون، ويفلح عاشور فيما فشل فيه آخرون.
على ذكر حالة التسامح التى تسيطر على العقلية الاحترافية لإدارة الأهلى، هلا تسامحتم مع ابنكم الأحمر «رمضان صبحى» المحترف فى «بيراميدز» وتبذلون بعض ما بذل فى جلب «إمام عاشور» من جهد وأموال طائلة؟!.. أتحدث فحسب عن العقلية الاحترافية.
رمضان خرج ليحترف، ماذا لو عاد محترفا، لماذا توصدون الباب فى وجهه ولم يسئ لرموز النادى، بل يسمونه جماهيريا «ابن النادى»، لماذا إذن اللدد فى رفضه، وهو يتمنى العودة وارتداء الفانلة الحمراء، ابنك وغلط يا سيدى، يعنى أسيب ابنى وأدور على ابن الجيران؟!.
تطبيق قاعدة الجمهور يحكم، ما تحكمشى، أفضلها عقلية احترافية، ورمضان صبحى يفيد الأهلى ربما أكثر من عاشور، وهذا رأى خاص لا يلزم الخواجة «كولر».
الاحتراف لا يعرف الكيل بمكيالين، تحكيم العقل والمنطق الذى حكم «صفقة عاشور» يحكم «صفقة صبحى»، طالما المبادئ باتت ماضيا، فلماذا تحكم الحاضر، من ورا قلبى أقولها «مبروك عاشور» ومن قلبى حزين على بقاء «رمضان صبحى» بعيدا عن حضن القبيلة الحمراء.. صبحى مكانه الجزيرة حتى ولو احترف فى الأهرامات!!.