أوصت لجنة
الشباب والرياضة بمجلس النواب بزيادة ميزانية وزارة الشباب والرياضة للسنة المالية
الجديدة لتصل إلى 3.2 مليار جنيه بدلًا من 1.3 مليار جنيه حسب تقديرات وزارة
التخطيط.. ولأن هذه التوصية مع كامل الاحترام للجنة ورئيسها وأعضائها لا تعنى
موافقة نهائية فإنها فى المقابل تؤكد أنه قليل جدًّا ما اقترحته وزارة التخطيط
وفقًا لما تلتزم به وتسعى إليه وزارة الشباب والرياضة.
اضافة اعلان
فهذه
الميزانية تضم بنودًا كثيرة، منها مرتبات وأجور وعلاوات موظفى وعمال الوزارة
ومديرياتها.. وشراء سلع وخدمات وفواتير كهرباء وتسيير السيارات وصيانتها.. تكلفة
الأنشطة الخاصة بالمبادرات القومية، مثل حياة كريمة وقادرون باختلاف ورعاية ذوى
الهمم واعرف بلدك.. وكلها واجبات والتزامات أساسية بالتأكيد، لكننى فقط أتوقف أمام
بنود أخرى، هى صميم الرياضة، وطالبت اللجنة بزيادتها دون إعلان أرقام محددة لها.
مثل
زيادة الاعتمادات المخصصة للأنشطة الرياضية واللجنة الأوليمبية المصرية واللجنة
الباراليمبية والاتحادات النوعية ومشروع البطل الأوليمبى ومشروعات المواهب
الرياضية.. ودون انتقاص من سلطة وزير الشباب والرياضة ورؤيته لتوزيع المال الحكومى
على هذه البنود الرياضية.. أو رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية ورؤساء الاتحادات
المختلفة والقائمين على مشروعات البطل الأوليمبى والمواهب الرياضية.
لكن
من حق لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان وحق الجميع أيضًا معرفة حجم الإنفاق على كل
بند منها وعلى أى أسس ومعايير سيتم تحديد المال اللازم لها حتى يمكن المحاسبة وفق
النتائج بعد إنفاق المال.. وأظن أن اللجنة الحالية برئاسة محمود حسين وبمَن تضمهم
كأعضاء لهم تاريخ رياضى لا تقبل أن تكون مثل لجان برلمانات سابقة كانت تكتفى
بالصمت ولا تنتفض غضبًا إلا بعد نهاية كل دورة أوليمبية وتبدأ التحقيق والمساءلة.
فميزانية
السنة الجديدة تتضمن إعداد ومشاركة مصر فى دورة باريس العام المقبل.. وهل سيجرى
توزيع مال الإعداد واختيار المشاركين وفق علاقات شخصية وصداقات ومجاملات أم وفق
نتائج حقيقية طيلة السنوات الثلاث الماضية.. فهناك اتحادات قدمت ما يثبت استحقاقها
المزيد من الدعم أكثر من غيرها.. وهناك لاعبات ولاعبون استحقوا الرهان المصرى
عليهم فى باريس والإنفاق أكثر على إعدادهم رياضيًّا ونفسيًّا وليس مجرد توزيع
المال الحكومى على الجميع.
وأتمنى
أن تقتنع الوزارة واللجنتان الأوليمبية والبرلمانية بانتهاء عصر المشاركة
الأوليمبية لكل من يتأهل، خاصة لو كان هذ التأهل بعد بطولة إفريقية لا يمكن مقارنة
نتائجها بأرقام أوليمبية وعالمية، فتصبح مشاركة هؤلاء مجرد نزهة دون أى أمل أو
منافسة حقيقية.
وتلتزم
بلدان أوروبا الغنية بالمناسبة بهذا المبدأ، وكثيرًا ما رفضت حكوماتها ولجانها
الأوليمبية سفر كثيرين تأهلوا لكن لا تؤهلهم أرقامهم لأى نتائج.. وكان ذلك مقبولًا
وجائزًا فى الماضى، لكنه لم يعد مقبولًا الآن، بعد أن أصبح لدينا بطلات وأبطال
عالم بالفعل فى أكثر من لعبة.. وفاز هؤلاء بميداليات فى بطولات وكؤوس عالم
واستحقوا احترام العالم لمواهبهم وإصرارهم وطموحهم.
ومن هؤلاء مَن
احتضنهم وقدمهم مشروع البطل الأوليمبى، وأيضًا جهاز الرياضة العسكرى ويستحقون الآن
كل الدعم والاهتمام.