A A A
ياسر ايوب (1)

قد يكون الذين قضوا معظم أوقاتهم يدرسون التاريخ هم أفضل من يتحدثون عن المستقبل.. ولهذا اختار الإنجليز ديفيد جولدبلات لحديثٍ طويلٍ ومهم عن مستقبل كرة القدم إن لم ينجح العالم فى المحافظة على الأرض والبيئة والمناخ.. فقد كان ديفيد طالبًا قرر ألا يكمل دراسته للطب، فانتقل لدراسة علم الاجتماع، وبعدها أصبح أستاذا لعلم الاجتماع الرياضى فى جامعة بريستول. اضافة اعلان

ثم سرقته كرة القدم من كل شىء، فأصبح أحد أكثر الذين كتبوا عن تاريخ اللعبة فى العالم عبر العديد من كتب جميلة تحدثت عن تاريخ كرة القدم فى إنجلترا، وفى البرازيل.. ويبقى أشهر وأجمل كتبه على الإطلاق هو «الكرة مستديرة ـ التاريخ العالمى لكرة القدم»، والذى أصبح المرجع الأساسى لكل من يريد قراءة ومعرفة كيف ومتى ولماذا أحب العالم كرة القدم. وغير الكتب، كانت له بحوثه ودراساته الكثيرة عن كرة القدم وأدوارها الاجتماعية والإنسانية وكتاباته فى أشهر الصحف والمجلات البريطانية والعالمية.

وحين قررت الأمم المتحدة أن كرة القدم والرياضة كلها هى السلاح الأقوى للعالم وهو يحارب دفاعًا عن البيئة والمناخ بما تملكه كرة القدم من شعبية ومكانة وإعلام يستطيع التأثير ولفت انتباه الكبار والصغار والأجيال الجديدة أيضا.. كان لابد أن يتحول ديفيد جولدبلات من التاريخ إلى المستقبل، فقدم مؤخرًا بحثًا بعنوان «ضد عقارب الساعة»، ليشرح مستقبل كرة القدم فى بريطانيا والعالم كله إن فشل فى مواجهة تهديدات المناخ، وأن اللعبة الأولى لن تكون استثناءً مما سيواجهه العالم كله من أزمات ومخاطر نتيجة تلوث البيئة وتغير المناخ.

وأكد جولدبلات أن إنجلترا ستفقد خلال ثلاثين عامًا استادًا من بين كل أربعة استادات كروية.. ومن الاستادات المهددة بالضياع تلك الخاصة بأرسنال ووستهام وفولهام.

وأيضا ساوث هامبتون الذى يشجعه وينتمى إليه ريشى سوناك الرئيس الجديد للحكومة البريطانية.. غير ملاعب أخرى كثيرة فى العالم كله إما قريبة من البحر مهددة بالغرق، أو ستفسدها سيول وطوفانات سيزيد عددها وشراستها، أو ستفقد نجيلها الطبيعى نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وعلى شاشة «سكاى سبورت» مؤخرًا، قال جولدبلات إن جماهير الكرة فى العالم عليها الآن أن تدرك أن أهم أعداء كرة القدم مستقبلا ليس العنف والتعصب أو الغش والفساد، إنما ستصبح مخاطر البيئة والمناخ هى العدو الأول للعبة التى يحبها ويحتاجها العالم.