A A A
حسن المستكاوى

الناقد الرياضي حسن المستكاوي

** الدقيقة الرابعة، سدد محمد الناهيرى ضربة حرة مباشرة، ذهبت إلى أقصى الزاوية اليسرى لمرمى الأهلى، تصدى لها الشناوى ببراعة ورشاقة. لم يكن تصديا لكرة صعبة، وإنما إنقاذا لمرماه من هدف مبكر. هكذا بدأ الرجاء مباراة الذهاب وسط أكثر من خمسين ألف مشجع للأهلى أضاءوا المدرجات بزيهم الأحمر. للحظة سمعنا صوت الصمت، ثم جاء هدير الهتاف سريعا، كأن الجمهور ينادى لاعبيه: «هيا.. هيا..»..اضافة اعلان

** قال مارسيل كولر بعد المباراة أن الرجاء بدأ المباراة بقوة، طريقة لعب المنافس تسببت فى دخول فريقه الأجواء متأخرا حتى استطاع السيطرة على مجريات اللعب وصناعة فرص تهديف. وقال الشحات: لم نتوقع ضغط الرجاء المبكر. وهذا صحيح. فقد قدم التونسى منذر لكبير مدرب الرجاء عرضا تكتيكيا جيدا وغير تقليدى، مؤكدا أن موقف الرجاء فى الدورى المغربى لاعلاقة له بطريقه الإفريقى. فقد ضغط الفريق بثلاثة لاعبين على الاقل وهم حمزة خابا والحابطى، ويسرى بوزوق على مدافعى الأهلى لتعطيل بناء الهجمة، وفى الوقت نفسه تحرك الثلاثى زريدة والصبار وأهولو، مع حركة الشحات وبيرسى تاو وكهربا والسولية، وديانج، ومروان عطية، وبدا الموقف فى الملعب كما يلى: 6 لاعبين من الرجاء يملكون 40 مترا فى وسط الميدان، مقسمة على مساحة فى ملعب الأهلى ومساحة فى ملعب الرجاء. وهؤلاء اللاعبون الستة يضغطون جماعيا، ويتحركون جماعيا، وخلفهم حائط من رباعى الظهر لا يغادر موقعه تحسبا لمحاولات هجومية من طرفى الأهلى أو عمقه، وكان التصدى لأى تحرك هجومى يقابل بلاعبين أو ثلاثة فى كل جبهة. لدرجة أن الظهيرين الناهيرى ومحمد بنتايك كانا يتقدمان نادرا جدا من باب الحذر.




** فرق الشمال الإفريقى لا تلعب هكذا فى القاهرة. وإنما فى المعتاد تدافع من ملعبها ثم ترد بهجوم مضاد سريع. إلا أن الرجاء طبق هذا التكتيك جيدا فى نصف الساعة الأولى من المباراة، وتخلل ذلك تصد آخر من الشناوى لفرصة تهديف، ونصف فرصة للشحات. لكن الأهلى ظل غير قادر على الخروج بالكرة من ملعبه إلى ملعب المنافس، رغم المناورات التى يقوم بها السولية يسارا مع الشحات ومعلول أو مروان عطية من القلب، وهو أهم صفقات الفريق هذا الموسم، أو هانى وتاو وديانج يمينا.

** استرد الأهلى المبادرة فى نهاية الشوط الأول، وسجل هدفا من جملة مشتركة بدأت من ديانج، ثم الشحات الذى لم يستسلم، أمام ضغط مدافعى الرجاء ومررها إلى معلول الذى أرسل عرضية إلى رأس عبدالمنعم ليسجل هدفا فارقا بالتخصص فى نعاية الشوط ويخرج منه الأهلى متقدما. المبادرة كانت مع الأهلى فى الشوط الثانى، وهناك فارق بين المبادرة وبين الاستحواذ، فقد امتلك الأهلى الكرة فى الشوط الأول بنسبة تجاوزت 65% لكنه استحواذ فى ملعبه وليس فى ملعب المنافس، واستحواذ عرضى وليس طوليا أو فى العمق. كما أن الفريق لم يستخدم الكرات العرضية فى بدايات المباراة للرقابة العنيفة من جانب الرجاء.



** سيطرة الأهلى أسفرت عن تهديد مرمى الرجاء، الذى تراجع، للخلف، إما بتعليمات مدربه وهذا خطأ جسيم، أو بضغط الأهلى وهذا توجه صحيح. خاصة أن الضغط كان جماعيا ومماثلا لما فعله الرجاء فى بداية المباراة. فبجانب الضغط هناك الرقابة، وقد كان مارسيل كولر حريصا على عدم إصابة مرماه بهدف. وهو ما أكده فى تصريحاته بأن قوة الرجاء وضغطه عطل الأدوار الهجومية لبعض لاعبى الأهلى فى البداية مثل هانى ومعلول.

** كانت مباراة صعبة. وإذا كان الأهلى نجح فى إحراز هدفين، أحدهما بضربة رأس عبدالمنعم والثانى باختراق حمدى فتحى. فتلك من حلول الأهلى فى التهديف، ويمارسها مع أكثر من لاعب، ويجيد حمدى فتحى الاختراق فى سباق الجرى القصير من خارج الصندوق إلى قلب الصندوق وفعلها مع بيراميدز مثلا، وفعلها من قبل منذ أيام موسيمانى. وإسقاط الكرة خلف مدافعى المنافس حل يمارسه الأهلى مع عدد من لاعبيه، منهم الشحات، وكهربا وتاو، ومعلول، والسولية، وهانى، فتحى، وعبدالقادر، ومحمد شريف. وهذا الحل لا يتأثر بمن يلعب ومن لا يلعب.

** مبروك الفوز. ويبقى الشوط الثانى فى المغرب.

نقلاً عن جريدة الشروق.