A A A
أحمد الشربيني

أحمد الشربيني


لله در القائل:
الرجال أربعة
رجل يدري ويدري أنه يدري
فذلك عالمٌ فاتبعوه ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك ناسٍ فذكروه ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك جاهلٌ فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لايدري فذلك مكابرٌ فانبذوه. اضافة اعلان
والمقولة الأخيرة تصدق فعلياً على مارسل كولر المدرب السويسري؛ حيث أمسى متسلطَ القرار  لايسمع مشورة ولايتقن خطة كورة لأنه ببساطة يتعالى بعنجهية وحماقة أفقدته الحنكة الفنية واللباقة التي عهدناها عنه في بدايات مسيرته مع الأهلي!
حقيقةً شمس كولر تؤذن بالمغيب ورحيله لامحالةَ عما قريب وفكرة بقائه قمة الاستخفاف والعيب، لأن بقاء هذا المدرب  حتى المونديال العالمي سيكون بمثابة انتحار يؤذن بضياع البطولات وانهيار الأرقام والإحصاءات للقلعة الحمراء هذا العام؛ فالرجل السويسري وقع في أخطاء عشرة كفيلة بإقالته واستبداله، ليشد رحاله لبلاده وعياله؛ رحمة بأنصار الأهلي الكبير وتاريخه النضير من هذا التردي المرير!!

وإليكم أخطاء الرجل بكل حيادية ونزاهة نقدية على الرغم من نزعتي الأهلاوية لكن الموضوعية تقتضي أن نكون في ركاب المنصفين لا المطبلين الخانعين:

١-الديكتاتورية في اتخاذ القرار والاستبداد الفني الذي يؤذن بالانهيار فكولر دأب على تهميش الجهاز الفني!! فأين سامي قمصان من تغييرات الكوتش السويسري وعكه الفني!
؟! وأين موقف كابتن محمد شوقي مدير الكرة الذي يمثل لسان إدارة الأهلي من هذا الاستبداد؟ وأين بصمة الكابتن محمد رمضان ووقفته الحازمة ونظرته اللائمة أمام هذا العته التدريبي  الذي تسبب في  تعادل الأهلي ست مبارايات أفقدته اثنتي عشرة نقطة في صراع الاحتفاظ بالدوري كان آخرها مباراة الزمالك أمس؟!!


٢-افتقاد الجهاز الفني لكولر لخبير حقيقي يمكنه بكفاءة  من تحليل أداء الفريق الحالي وتحديد النقاط الضعيفة التي تحتاج إلى تحسين وكانت نتيجة هذا القصور افتقاد كولر للرؤية العلمية والنظرة الفنية الموضوعية في إشراك اللاعبين وتحديد مراكزهم ومتطلباتهم ومدى جاهزيتهم؛ الأمر الذي تسبب في تخبط ملحوظ فأكرم وكوكا لم يلعبا في مكانيهما أمس وإمام عاشور والشحات ليسا في مستواهما المعهود  والشناوي أخطاؤه في التصدي للكور العرضية الأرضية تتكرر ولعل هدف التعادل الأبيض أمس صورة بالكربون من هدف ناصر منسي في مباراة السوبر الإفريقي...وربيعة ولاعبو الخط الخلفي مازلوا يغطون في سبات عميق وكأن الرجل السويسري لايتعلم من أخطائه أبدًا!!

٣-العشوائية في وضع تشكيلة المباراة : فأي كوتش واعٍ يمكنه تغيير التشكيلة الأساسية للفريق لتحسين الأداء، مثل إضافة لاعبين جدد أو تغيير مواقع اللاعبين لكن مستر كولر عهدنا منه أن يبدأ المبارايات الكبرى بأضعف العناصر التي لا يتوافر فيما بينها انسجام على الرغم من توافر( إسكواد) جبار على دكة البدلاء وما أن يستفيق الرجل في الشوط الثاني ويستعيد ذاكرته التدريبية  يكون الأمر قد انتهى وهذا ما شهدناه في مباراتي أورلاندو بيراتس في القاهرة ومباراة شباب بلوزداد في الجزائر وقد مُني الأهلي فيهما بالهزيمة جراء افتقاد كولر للنظرة الفنية الثاقبة في استبدال اللاعبين ومدى جاهزيتهم  فنياً ومهارياً وتوقيتاً !!
ناهيك عن تأخيره في الاستبدالات وإجراء التغييرات التي تحدث الفارق، فالرجل أمس كان يشاهد تغييرات (بسيرو) َمكتفياً برد الفعل فقط وكأنه يشاهد المباراة من مقاعد المتفرجين لاالمدربين مايدل على جمود فني وفكري وذهني أصاب الرجل السبعيني!!


٤-افتقاد كولر إلى مهارة تعديل التكتيكات:
 فالرجل أمس لاحول له ولاطول واكتفى بالتعجب والاستنكار ولسان حاله علي الخط يتمتم بعبارة العملاق يوسف وهبي "ياللهول؟!!!"
متناسياً أن المدرب الخبير  هو من يمكنه تعديل التكتيكات المستخدمة في المباريات لتحسين الأداء، مثل تغيير نظام اللعب أو إضافة تكتيكات جديدة وهذا ما وجدناه لدى (بسيرو) عندما استشعر خطر الأهلي وضغطه بعد إحراز هدف بن شرقي فلم يتراجع بل أجرى تغييرين مباشرةً وأمر لاعبيه بالضغط على دفاع الأهلي وعدم التراجع حتي نجح (بن تايك) في إحراز هدف التعادل من عرضية عمر جابر.

٥-افتقاد كولر للمناورة وروح المغامرة في مباريات القمة،  تلك الصفة التي تحلى بها البرتغالي مانويل جوزيه الذي كان يُشرك أفضل عناصر الأهلي منذ الدقيقة الأولى في المباراة ويأمرهم بالضغط العالي على المنافس لحسم المباراة في مهدها وهو ماجعله يتربع على عرش مباريات القمة لعشر سنوات مضت بلا منازع، حتى موسيماني نفسه كان مغامرًا بمعنى الكلمة ويعطي مباراة القمة حقها من الاهتمام والاحتشاد الفكري والاستعداد الفني وهل ننسى مباراة قاضية قفشة؟ وخماسيته في الزمالك التي لولا الاحتواء لو صلت لأضعاف هذا الرقم ؟!!
أما الفاضل كولر فيتعامل مع المباراة بعدم اكتراث غير عابئ بجماهيريتها وأهميتها وكأنها مجرد ثلاث نقاط فقط وهذا مالمسناه في الثلاث مباريات الأخيرة مع الزمالك في السوبر الإفريقي والسوربر المصري ومباراة الأمس!!
فالرجل يعلم علم اليقين  أن الزمالك في أضعف حالاته إدارياً وفنياً وجماهيرياً ومع ذلك يشعرك أنه يلاقي ريال مدريد رافعاً شعار(( الحذر ثم الحذر من هزيمة لاتُبقي ولاتذر!!))
وإلا فهل يعقل أن يستبدل وسام أبو علي بجريدشار؟
حقيقةً المنطق الكروي الماهر والحس الفني المغامر كان يلزمه أن يشركهما معاً ولك أن تتخيل ماذا سيحدث للخصم بتواجد الشحات وبن شرقي خلف وسام والسلوفيني الهمام؟!!
لكن كولر أحسبه أمس لم يحضر المباراة بفكره وقلبه بل بنظرته العنجهية وحلته التدريبية!!


٦- افتقاد معظم اللاعبين  للياقة البدنية وهذا ماشهدناه في مباراة  أمس، وكان لزاماً على كولر أن يهتم بتحسين اللياقة البدنية للاعبيه لزيادة أدائهم في المباريات لكن للأسف مدرب الأحمال الذي تحت إمرة كولر تسبب في العديد من الإصابات العضلية الفجة لدى أكثر من لاعب آخرهم مجدي أفشة فصار لاعبو الأهلي يلعبون المباريات بعضلات هشة وأقدام لاتقوى على ركل قَشة!!!

٧- افتقاد لاعبي الأهلي للروح المعنوية وتجديد الدافعية وكان لزاماً على السويسري المشبع بالبطولات المحلية والمتوج بالألقاب القارية أن يعمل على تحسين الروح المعنوية للاعبيه وزيادة ثقتهم بأنفسهم ليخضوا كافة المباريات المتبقية محلياً، وقارياً وكأنها مباريات كؤوس بكل حماسة وإصرار وروح قتالية لاتعرف الانهيار، لكن للأسف مازال  فكر كولر المغوار مختفياً عن الأنظار إذ يكتفي صاحبه بأكل الكافيار والفشار مديرًا لاعبيه الكبار بعقلية مقاول أنفار غير عابئ بغضب الجماهير الزؤام ونقد المنصفين من الأقلام!!
ومازال الرجل يتفنن في تدمير لاعبيه ومحاربة مواهب مبدعيه  يعمل هذا في الخفاء بكل خبث ودهاء فتسبب في رحيل عبد القادر والقندوسي وكهربا وتجميد المهاري رضا سليم وركن عمر كمال وتخزين محمد هاني!!
ولما لا وهو يتعامل معهم وفق الميول والأهواء، فيشرك من يتودد إليه ولو كان كسيحاً ويقصي من لايروقه ولو كان ماهراً صريحاً؟!!
وإلا فهل من الإنصاف أن يُشرك العام الماضي الديك  الفرنسي العجوز موديست على حساب كهربا؟
ثم إصراره هذا العام على إشراك (جريد شار) على حساب وسام أبو علي بدلاً من إشراكهما معاً جنباً إلى جنب في الخط الهجومي؟!!!
حقيقة أشتم رائحة العنصرية في الإدارة الفنية
تلك السهام المسمومة المسلطة على لاعبي الأهلي والتي- بمرور المباريات- ستستنزف ما تبقى من  دماء الدافعية و الروح المعنوية للاعبي الفريق شيئا فشيئاً ولاعزاء وقتها للبطولات والانتصارات؟!!
وهاهو وسام أبو علي نراه بأعيننا يفقد حسه التهديفي يوماً بعد يوم جراء ركنه في جراج كولر الذي كم تسبب في وأد الموهوبين وتطفيش اللاعبين المهاريين!!


٨-افتقاد كولر لملكة الابتكار وروح الانتصار فالرجل لم يعد لديه إضافة خيارات تكتيكية جديدة لزيادة مرونة الفريق في المباريات، الأمرالذي جعله يصاب بتصلب فكري وجمود فني تسبب مؤخرًا في إشراك لاعبين في غير مراكزهم والتعامل مع عناصر الفريق كقطع شطرنج لاحول لها ولاطول
علماً بأن مجلس إدارة الأهلي بقيادة الكابتن بيبو قد لبى احتياجات الرجل فأمده بأربع صفقات من العيار الثقيل ناهيك عن الصفقات المزمع إشراكها صيفاً في كأس العالم للأندية!!
فماذا يفعل الجمهور الموتور أمام كولر المغرور الذي وفرت له الإدارة لبن العصفور ومازال يقبع فكره في غياهب القبور؟!!!
٩-وكنتيجة لماسبق افتقد كولر لملكة حسن توظيف اللاعبين لزيادة أدائهم في المباريات، مثل إضافة لاعبين جدد في المواقع المناسبة.وهذا مالم يحدث أمس في مباراة الزمالك  فالرجل مُصرٌ على إشراك عناصر بعينها على الرغم من عدم جاهزيتها وإلا فهل يعقل أن يصر على إشراك الناشئ محمد عبد الله في مباراة القمة أمس لمجرد إنه أبلى بلاءً حسناً  في رباعية الإسماعيلي متناسياً  أهمية مباراة القمة وحساسيتها وعدم الزج بناشئ صغير لم يكتسب الخبرة الكافية بعد؟!!
١٠-اتساع الفجوة بين كولر ولاعبيه وجماهيره ومحبيه ومجلس إدارة الأهلي الذي كان يثق فيه ولعل ماقاله "الجوادي" من تصريحات - وأنا اختلف معه في توقيت تلك التصريحات - يبرز مدى الهوة الفكرية والفجوة الإعلامية بين كولر ومن حوله فصار قابعاً في جزيرة منعزلة محملاً بعواقب قراراته ومثقلاً بتبعات اختياراته وسوء نظراته.
لذا في ضوء الأخطاء السابقة أرى أنه من الواجب بمكان على مجلس إدارة النادي الأهلي أن يتخذ قراره التاريخي الصائب بتقديم الشكر لمارسل كولر في هذا الوقت تحديدًا وسرعة التعاقد مع رينيه فايلر أو كيروش أو البدري؛ حفاظاً على ما تبقى من حظوظ الفارس الأحمر في المنافسات المحلية والقارية لأن بقاء كولر بأخطائه المتكررة وإدارته المتهالكة الخائرة ينذر بعواقب وخيمة ستطول الجميع ولن تستثني أحداً مهما كانت مكانته وسمعته؛ لأن الجماهير غضبها مستطير ولسان حالها يقول: أنقذوا الأهلي من كولر
ولله در الشاعر عمرو بن معد يكرب عندما قال:
لقد أسْمعتَ لو ناديتَ حيًا
 **ولكن لا حياةَ لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءتْ
**ولكن أنت تنفخُ في رمادِ