لم يكن فوز بيراميدز أمس علي الهلال السعودي(٣-١) وحصوله على لقب بطل القارات الثلاث حدثاً عادياً بل زلزالاً كروياً مصرياً أعاد الثقة للكرة المصرية وأثبت ريادتها وسيادتها في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج وكم أسعدني رأي المعلقين السعوديين عقب المباراة وعلى رأسهم الإعلامي وليد الفراج الذي أكد أحقية بيراميدز بالفوز ومواصلة زعامة العقدة المصرية تجاه الأندية السعودية فمن قبل فعلها الأهلي مع الهلال و اتحاد جدة واليوم فعلها بيراميدز َمع الأهلي السعودي حقيقة أرى أن المباراة قد حققت مكاسب عدة للكرة المصرية أبرزها مايلي:
اضافة اعلان
١-تسليط الضوء على المهارات والمواهب الكروية في الدوري المصري التي أثبتت تفوقها على اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي رغم الفوارق المالية الصارخة.
٢-إعادة الثقة إلى البطولة المحلية (الدوري المصري) فبيراميدز يلعب في الدوري المصري ومن رآه أمس كما قال النقاد السعوديون لم يبالغ في وصفه بأنه فريق أرجنتيني أو إسباني وهذا يتطلب من إعلامنا الرياضي ألا يقلل من مكانة الدوري المصري وفرقه فليست البطولة مرهونة بالجماهير والمليارات بل بالروح والعرق والمهارات.
٣-مازالت السيادة المصرية والزعامة الكروية العربية في عرين الفرق المصرية مقارنة بالفرق الخليجية الشقيقة رغم فارق الإمكانات.

٤-وجود بيراميدز في الصدارة الإفريقية والعربية حالياً مفيد لقطبي الكرة المصرية الاهلي والزمالك حيث سيدفعهما إلى بذل الكثير من الجهد في استقدام أفضل الاعبين وأمهر المدربين مما سيعود بالنفع علي البطولة المحلية ويجعلها أكثر قوة وتنافسية كما أن تفوق بيراميدز ووجوده بجانب القطبين سيعضد من سيطرة الكرة المصرية على البطولات الإفريقية والعربية لعشر سنين قادمة بدليل أن الأهلي فاز العام الماضي إفريقيا وعالمياً وهاهو بيراميدز يكمل المسيرة بعد تعثر الأهلي هذا العام.
كما أن المباراة بها العديد من الدروس المستفادة أبرزها:
١-ليس شراء النجوم وإنفاق الملايين كفيلين بتحقيق البطولات والانتصارات مالم يكن هناك مدرب عبقري ولاعب موهوب وانسجام هارموني بين لاعبي الفريق وهو ما رأيناه أمس بأقدام لاعبي بيراميدز فالقيمة التسويقية للاعبي بيراميدز ٢٣مليون يورو في حين تبلغ القيمة التسويقية للأهلي السعودي١٧٤ مليون يورو كما أن السماوي لم يمتلك من المحترفين سوى ثلاثة لاعبين فقط في حين امتلك الفريق الأخضر عشرة من المحترفين على رأسهم إيفان توني ورياض محرز ومع ذلك كانت الغلبة في النهاية لرفاق فيستون ماييلي!!
٢-كشف فوز بيراميدز عن سبب تراجع نتائج القطبين :الأهلي والزمالك حيث يتخبطان في شراء اللاعبين واستقدام المدربين وكم بح صوت الأستاذ أبو المعاطي زكي من قبل حيث طالب إدارة الأهلي بشراء الكونغولي فيستون ماييلي مهاجم بيراميدز الحالي لكن لاحياة لمن تنادي.
٣-أثبت فوز بيراميدز أن التخطيط السليم في استقدام اللاعبين والمدربين لايشترط شراء صفقات جماهيرية بل الاعتماد على صفقات شابة أكثر جاهزية وزلاكا وقطة خير دليل!!
٤-أثبت بيراميدز أن لعب الكرة للمتعة الفنية بعيدًا عن الضغوط الجماهيرية والتربصات النقدية والإعلامية هو سبيل النجاح والفوز باكتساح فالضغط الجماهيري أثر سلبياً على لاعبي الأهلي السعودي ولم يأبه به لاعبو بيراميدز لأنهم ببساطة يفتقدون الضغط الجماهيري في الدوري المصري مما جعلهم يلعبون المباراة وكأنها تقسيمة تدريبية أو مباراة ودية بكل أريحية وندية!!
٤-على الرغم من الصمت الإعلامي المصري تجاه مسيرة بيراميدز الموفقة ووصوله إلى مباراة التحدي إلا أن جماهير الكرة المصرية بدأت تستفيق وتعيد ترتيب أولويات تشجيعها فكم من أهلاوي أعلن مساندته للسماوي لأنه ممثل مصر الحالي ويلعب تحت رايتها ولعل تعليقات المشجعين بعد المباراة خير دليل.
٥-تجربة بيراميدز إفريقياً وعربياً ودولياً ومحلياً يجب أن تدرس كواحدة من التجارب الكروية الناجحة والنادرة لفريق ليس له ظهير جماهيري أو درع إعلامي وصحفي لكن القائمين عليه عملوا في صمت دون تهليل أو تهويل أو اصطناع لأعزار تحكيمية واهية ومؤامرات كونية وهمية ؛ فالفشل له أكثر من شماعة لكن النجاحين لايعلقون آمالهم وطموحاتهم على الأوهام ولايبنون ألقابهم في بروج الأحلام
ولله در أمير الشعراء حين قال :
وما نيل المطالب بالتمني
**ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منالٌ
**إذا الإقدام كان لهم ركابا
بقلم الدكتور /أحمد محمد الشربيني