قام الدكتور إيلكو ويديكس، أستاذ المخ والأعصاب الأمريكى الكبير، في 2006 بدراسة استثنائية من نوعها.. حيث استعرض 30 فيلمًا سينمائيًا شهيرًا تم إنتاجها من 1970 حتى 2004، وتناولت كلها حالات إغماء قد يُصاب بها أي إنسان لمختلف الأسباب والظروف.. واكتشف أستاذ المخ الأمريكى أن فيلمين فقط هما اللذان قدما حالة الإغماء بشكلها الطبى الصحيح بعيدًا عن أخطاء وأوهام شائعة قامت بترويجها الدراما والصحافة والحكايات التي يتبادلها الناس.
اضافة اعلان
وحين سقط أحمد رفعت، لاعب فيوتشر، مغشيًا عليه قبل نهاية مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندرى في أول أيام شهر رمضان.. اكتفى كثيرون بالدعاء الصادق وتمنى الشفاء والسلامة للاعب وانتظار ما سيقوله ويقرره الأطباء.. وبقى من يحاولون السبق والاجتهاد والحديث عن أسباب ما جرى، وقاموا بالتشخيص والتوضيح والتفسير دون حاجة لانتظار ما يقوله الأطباء.
وبعيدًا عن الولع المتزايد يومًا بعد آخر بالسبق والانفراد حتى لو كان الثمن هو الحقيقة واللاعب نفسه وعائلته.. يبقى أحد أهم أسباب ذلك هو استسهال الحديث عن الإغماء التي عالجتها السينما المصرية في معظم أفلامها بالعطر والبصل.
مع أنها حالة طبية معقدة تختلف وتتعدد أسبابها وعلاجها ونتائجها أيضًا.. فقد تكون نتيجة عدم وصول الدم الكافى للمخ أو نقص الأكسجين أو نزيف في المخ أو خلل في وظائف القلب أو تناول بعض الأدوية أو نشاط زائد للغدة الدرقية أو انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم أو فشل الكبد أو الكلى، وقد يكون السبب أحيانًا ورمًا أوالتهابات في المخ.
والأطباء فقط باستطاعتهم تحديد السبب بمعاونة أشعة وتحاليل دقيقة وكثيرة ليقرروا بعدها العلاج المناسب وفقًا للسبب.. ولا مجال هنا للتوقع أو الاجتهاد الشخصى.. أو حتى الربط بين ما جرى للاعب في أول مباراة بعد صيام أول أيام رمضان.. ومنذ أيام قليلة قدم الدكتور الفرنسى فينسنت جوتيبارج، مدير الإدارة الطبية بالاتحاد الدولى للاعبى الكرة المحترفين، نصائح مهمة للغاية للاعبين الصائمين، أهمها الإكثار من شرب الماء حتى لا يتعرض أحدهم لجفاف قد يعقبه إغماء ومضاعفات أخرى، أهمها انخفاض ضغط الدم.
وعدم تناول الكثير من الطعام قبل ساعات قليلة من التدريب أو اللعب، واستبدال ذلك قدر الإمكان بتناول الخضروات والفاكهة والصوديوم.. ومثلما قام أستاذ المخ والأعصاب الأمريكى بدراسته عن تأثير أفلام السينما التي زودت الناس بمفاهيم خاطئة ومعلومات مضللة عن حالات الإغماء.
كانت هناك دراسات وحكايات أخرى عن استخدام الإغماء للغش، مثل الذي تظاهر بفقدان الوعى عامين كاملين للهروب من حكم قضائى ضده.. ولاعب الكرة الذي تظاهر بذلك حتى لا يطرده الحكم.. وحارس المرمى الذي ادعى الإغماء ليمنح زملاءه الصائمين فرصة شرب الماء.