هناك بلدان تُشعل فيها كرة القدم النار، سواء كانت نار التعصب والكراهية أو الرفض والغضب.. لكن تبقى إندونيسيا وحدها هى التى تلعب بكرة النار وليست تلعب بالكرة لتشتعل النار.. ففى جزيرة جافا اعتاد الشباب فى مدن الجزيرة مثل يوجياكارتا وبوجور وتاسيكمالايا وبابوا.. أن يأتوا بثمرة جوز هند ويتركوها فترة طويلة قد تصل لأسبوع كامل فى وعاء مملوء بالكيروسين.
اضافة اعلان
وبعد ذلك يتم تغطية أجسام اللاعبين بالملح وبهارات ودهانات كثيرة غير قابلة للاشتعال.. ثم يتم إشعال النار فى كرة جوز الهند المشبعة بالكيروسين لتبدأ مباراة كرة القدم تمامًا مثل أى مباراة كروية أخرى فى العالم مع فارق وحيد هو أن اللاعبين فى جاوا يلعبون بكرة مشتعلة.. ورغم الكرة المشتعلة فاللاعبون ممنوع أن يرتدوا أى أحذية ليلعبوا بكرة النار وهم حفاة.
وليس معروفًا على وجه التحديد متى وكيف بدأ هذا التقليد الغريب وهواية اللعب بكرة النار أو باللغة الإندونيسية سيباك بولا آبى.. فهناك من أكد أن كرة النار كانت قديمًا أحد مظاهر الاحتفال فى جزيرة جافا بقدوم شهر رمضان كل عام.. وهناك من رأى كرة النار لعبة كانت ولاتزال وسيلة لغرس الشجاعة والجرأة فى نفوس الشباب.. وفى مقابل هؤلاء كان هناك من أرجع السبب إلى طبيعة الجزيرة نفسها.
ففى جزيرة جافا وحدها أكثر من 45 بركانًا نشطًا غير 20 بركانًا صغيرًا.. وليست هناك مسافات طويلة أو بعيدة بين معظم هذه البراكين التى أشهرها بركان ميرابى وبركان سيميرو وبركان كيلود.. وتوالت انفجارات بركان ميرابى منذ 1995 ليصبح أكثر براكين العالم اشتعالًا.. وحين يعيش الناس وسط هذه البراكين.. تعلمهم أيامهم وتجبرهم ظروفهم على التعايش مع النار بشكل يختلف عن تعامل الناس فى أى مكان آخر.
وكان من الطبيعى أن يخترع أهل الجزيرة هذه اللعبة أو كرة النار كأنهم يجمعون بين متعة كرة القدم كما يعرفها العالم كله حولهم وتحدى النار الذى أجبرتهم عليه حياتهم وسط البراكين.. وأول ما يتعلمه حتى الصغار فى جزيرة جافا هو ضرورة استمرار الحياة رغم كل شىء.. ولهذا ورغم أنها الجزيرة المسكونة بالبراكين ونيرانها إلا أنها ليست جزيرة يخاف أهلها أو يخاف الغرباء من الذهاب إليها.
وغير أفلام حملت عنوان كرة النار مثل فيلم أمريكى إنتاج 1950 بطولة ميكى رونى، وفيلم تايلاندى إنتاج 2009.. كان هناك حتى 2006 فريق أمريكى لكرة قدم أمريكى فى أوجوستا بولاية جورجيا اسمه فريق كرة النار يلعب فى الدرجة الرابعة للدورى الكروى الأمريكى.. أما الذين يشعلون النار بكرة القدم فهم فى كل مكان.