A A A
ابراهيم المنيسي

قولا واحدا : المباريات الودية فرصة للمدرب لتجربة افكاره وعناصره واستكشاف قوة ومواطن ضعف فريقه..هى مباريات للتصحيح وفيها تتأخر اعتبارات النتائج.. لكن هل يمكن السكوت عليها وهى تتحول لنزيف الثقة وهز الأرض وتكدير المشاعر ؟! اضافة اعلان

حذرنا هنا، فى الأسبوع الماضى، من خطورة ردة الفعل الاعلامى والجماهيري مع نتائج مباريات المنتخب الكروى تحت عنوان "حتى لا ننتحر " ونبهنا لخطورة التهليل الزائد او التهويل الكبير ايجابا او سلبا مع النتائج وبعد هزيمة الفريق الذى يجري اعداده لكأس العالم بروسيا فى يونيو القادم وخسارة كوبر امام البرتغال بعد عرض قوى ومطمئن الا قليلا ثم هزيمة من اليونان بعد اداء باهت وممل ومتراجع كثيرا للفراعنة بعد اشراك عدد كبير من البدلاء ..هناك بعض الملاحظات بعيدا عن التهويل والانتقادات العنيفة للمدرب الارجنتيني وجهازه الفنى الذى يجب دعمه بكل قوة وثقة وايجابية :

اولا فريقنا لا يملك رفاهية التجريب الكثير فليس أمامه غير ثلاث وديات اخرى مع الكويت٢٦مايو وكولومبيا اول يونيو ثم مع بلجيكا بعدها بخمسة أيام فقط وبعدها بستة أيام فقط يخوض المنتخب اولى مبارياته بكأس العالم امام اورجواى١٥ يونيو..فلا وقت للتجريب.. ارجوك مستر كوبر.

ثانى الملاحظات المهمة أن فريفنا فقير فى خبراته الدولية وسمعته المونديالية وفقير فى درجة تناغم عناصره ولعبه الجماعى ومن ثم فلا معنى لرفاهية الفقير الذى يهدر كل وقته وفرص تجريب عناصره واستقرار شخصيته الفنية في تجربة بدلاء واستهلاك الوقت فيما يبدو غير مدرج على قائمة اولوياته وحساباته.

ثالثا ولظروف كثرة عدد محترفينا بالخارج ،والحمد لله ، لا فرصة لمعسكرات طويلة المدى للمنتخب ولامجال الا استثمار المتاح من معسكرات قصيرة وعدد وديات محدود لتحقيق ثلاثة أهداف مهمة تطوير الاداء الجماعى للفريق بتثبيت تشكيله وبلورة شخصيته وتجانس عناصره ثم رفع منسوب الثقة العام بين عناصر المنتخب والجماهير بما يمثل أرضية معنوية قوية ينطلق منها الفريق نحو المونديال بدفعة جيدة وثالثا تصدير صورة ايجابية قوية للمنافسين عن حالة المنتخب المصري بنجومه ونتائجه وعروضه بما يفرض على الجميع احترام زملاء صلاح وعدم التجرؤ عليهم فى الترتيب للمباريات الرسمية.

هذه الأهداف نراها مهمة فى التعامل مع فكرة الوديات المحدودة فى وقت محدود ..خاصة وكوبر يعرف كل تفصيلة عن كل لاعب يختاره فكنا نتمنى ان يكون التغيير فى العناصر محدودا..كما انه لا مجال لوجود أى لاعب يغضب او يتقمص لعدم مشاركته. اطرد أى مقموص سريعا يا خواجة ودع عقابه على الجماهير.. ورحم الله الكابتن محمود الجوهرى حين كان يختار لاعبين اساسيين يشاركون دائما ..واخرين يحمدوا ربنا انهم معانا !!

واذا كنا نطالب الاعلام والجماهير بتفهم ظروف وفكرة التجريب الودى وضرورة دعم المنتخب والثقة فيه ؛ فنحن لا نفهم ابدا رفاهية الفقير يا خواجة !

نقلا عن جريدة : الاخبار