الإسكندرية ليست هي المدينة المناسبة لبدء الحديث عن تأجير إحدى قاعات استاد الإسكندرية لمختلف الأنشطة والمؤتمرات والاجتماعات واللقاءات الخاصة.. إنما يمكن أن يبدأ هذا الحديث من مدريد حيث استاد برنابو الخاص بنادى ريال مدريد.. ففى برنابو تقام الحفلات الغنائية والمعارض الفنية والاجتماعية والمؤتمرات العلمية التي تأتى بقرابة 400 مليون يورو في السنة.
اضافة اعلان
وحتى وقت قريب.. لم يكن هناك من يتخيل أن يقرر خوان لابورتا، رئيس نادى برشلونة، تأجير ملعب الكامب نو الشهير لأى هواة لكرة القدم يحلمون باللعب في ملعب استضاف أهم وأشهر نجوم كرة القدم في العالم.. وتم تأجير الكامب نو مقابل 300 يورو لكل لاعب في الفريقين اللذين سيلعبان في الاستاد الشهير.. وبدلًا من مدريد أو برشلونة.
ممكن جدًّا أن تكون البداية هي لندن وبالتحديد استاد ويمبلى التاريخى والعريق الذي شهد فوز الإنجليز لأول وآخر مرة بكأس العالم لكرة لقدم واستضاف أعرق وأقدم وأكبر بطولات إنجلترا الكروية.. وبدأ ويمبلى منذ 2007 يستضيف حفلات الزفاف أيضًا.
وأصبحت ويندى وأدريان العاشقان لكرة القدم هما أول اثنين في التاريخ الكروى يقيمان حفل زفافهما في ملعب كرة وأول اثنين من الإنجليز يتزوجان في قلعة الكرة الإنجليزية.. ولم يكتف الاثنان بذلك إنما أصرت العروس على إقامة الحفل الساعة الثالثة عصر يوم سبت، أي نفس موعد مباريات الكرة في ويمبلى.
وأن يخرج العروسان إلى الملعب من نفس الممر الذي يخرج منه لاعبو الفريقين من غرف الملابس.. وبالفعل أقيم الزفاف بحضور مائتى مدعو وقبل أيام من نهائى كأس الاتحاد الإنجليزى الذي شهد فوز تشيلسى على مانشيستر يونايتد.. وبعد ويمبلى.. أقيمت حفلات الزفاف في أنفيلد ملعب ليفربول مقابل 3250 جنيهًا إسترلينيًّا لكل حفل ويمكن إقامة الزفاف في كامب نو مقابل 7000 يورو.
وحكايات أخرى كثيرة تؤكد أن ملاعب الكرة في العالم حولنا لم تكن ولن تبقى مجرد ساحات للعب فقط.. فهى استثمارات ضخمة يصعب أن تبقى معطلة باستثناء 90 دقيقة كل أسبوع.. وهو الأمر الذي لا تزال تعجز عن الاقتناع به مؤسسات الكرة المصرية وملاعبها التي غالبًا تصبح عبئًا اقتصاديًّا طوال الوقت لصيانتها والمحافظة عليها.. فاستاد القاهرة يمكن أن يربح الكثير إن استضاف حفلات ومعارض وضم متاحف ومكتبات ومطاعم مثل أي استاد في أوروبا.
وجميل أن يبدأ استاد الإسكندرية التاريخى استغلال قاعته.. لكنه ليس لائقًا أن يتم تأجير قاعة الاستاد بمائة جنيه في الساعة.. وإذا دام الإصرار على هذا المبلغ الزهيد الأقل من سعر كيلو لحم فالأفضل أن يبقى استاد الإسكندرية مجرد استاد للكرة.