حينما نكتب فى كرة القدم هذا الأسبوع عن الأعظم فمن الصعب التحديد. هل الأعظم هو النادى الملكى ريال مدريد، الذى يعزف سيمفونية أثناء المباريات، والذى يستطيع تحويل الهزيمة إلى فوز فى أى لحظة، خاصة اللحظات الأخيرة، فريق من الصعب أن يخرج مهزومًا. هل الأعظم هو أنشيلوتى، المدير الفنى القدير الذى يستطيع أن يحرك وينسق كتيبة من اللاعبين المهرة؟، هل هو الأعظم لأنه المدير الفنى الوحيد الذى يصل إلى نهائى دورى الأبطال للمرة السابعة؟. أنشيلوتى هو الأعظم لأنه المدير الفنى الذى يملك قمة الثبات الانفعالى أثناء جميع مبارياته. هو الأعظم لأنه ينتقى اللاعبين الذين يفوز بهم. هل الأعظم هو اللاعب الفذ فنسيوس جونيور، الذى يتلاعب بلاعبى الفريق الخصم، وكما يقال فى الأمثال (يعدى من خرم إبرة) يمر ويمرر الكرات القاتلة التى تأتى منها الأهداف وأيضا يحرز فى أحيان كثيرة. هل الأعظم هى الجماهير التى تزحف وراء فريقها عبر القارة العجوز وتقف وتجلس تشجع وتهتف وتصفق لفريقها بروح رياضية راقية؟، رأينا جماهير النادى الملكى وهى واقفة تصفق وتحيى لاعبيها الذين استمروا متواجدين فى الملعب بعد المباراة، لا الجماهير ولا اللاعبين يريدون مغادرة الاستاد، الفرحة غامرة وحلاوة الانتصار والفوز جعلت الجميع لا يبرحوا أماكنهم.
اضافة اعلان
ولكن إذا كنا نتكلم عن شىء واحد فقط أعظم فهو مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ الأخيرة، والتى انتهت بفوز الريال بهدفين لهدف واحد، هى مباراة إن لم تكن الأقوى والأسرع والأحلى فى تاريخ كرة القدم، فهى من أقوى وأحلى خمس مباريات. الكاميرا لم تستطع أحيانًا متابعة الكرة من سرعتها، والكرة لا تخرج خارج المستطيل الأخضر إلا نادرًا. لا يستطيع شيخ المنجمين أن يختار من سيفوز من الفريقين، حتى الدقيقة ٨٨ الريال مهزوم وخارج البطولة، والبايرن فائز ويتطلع إلى النهائى لمقابلة دورتموند، وليعيش ذكريات نهائى ٢٠١٣ فى ويمبلى، عندما فاز البايرن على دورتموند وتوج باللقب للمرة الخامسة. ويفيق الجميع فى الدقيقة ٨٨ على هدف التعادل للريال بخطأ من الحارس العالمى نوير، والذى أنقذ العديد من الأهداف، وقبل مرور ثلاث دقائق يحرز الريال الهدف الثانى الهدف القاتل وهدف التأهل إلى المباراة النهائية للمرة الثامنة عشرة حصد فيها اللقب أربع عشرة مرة. وتنتهى المباراة الأعظم- فى رأيى- والتى من الصعب تكرارها وننتظر النهائى بين الريال وبروسيا دورتموند فى السبت ١ يونيو، ولنستمتع بمباراة أخرى رائعة بإذن الله.