A A A
ياسر أيوب

ياسر أيوب

الذين اختاروها كانت لديهم أسبابهم الخاصة والأهم من الأسباب حرية الاختيار.. والذين عارضوا اختيارها كانت لهم أيضا أسبابهم ورؤيتهم التى أرادوا فرضها على الجميع.. ولايزال المجتمع الإنجليزى يعيش هذا الخلاف والجدل والصخب بعد إعلان بى بى سى أن مارى إيربس هى صاحبة جائزة ولقب شخصية 2023 الرياضية.. جائزة شهيرة وعريقة تقدمها بى بى سى منذ 1954 فى نهاية كل سنة، حيث يختار عموم الإنجليز الفائز بها.اضافة اعلان


وكانت السباحة أنيتا لونسبروه هى أول امرأة تفوز بها 1962.. ولم يعد مستغربا أو مفاجئا أن تفوز بهذه الجائزة امرأة من وقت لآخر.. وجاءت سنة 2021 لتفوز بها لاعبة التنس إيما رادوكانو بعد بطولة أمريكا المفتوحة.. ثم لاعبة كرة القدم بيث مياد فى 2022 بعد فوز نساء إنجلترا ببطولة أمم أوروبا.. ومنذ أيام باتت مارى إيربس هى ثالث امرأة على التوالى، وثانى لاعبة كرة قدم تفوز بالجائزة الكبيرة.

ولم تشهد هذه الجائزة من قبل جدلا وخلافا بشأن الفائز مثلما جرى فى لندن وإعلامها طيلة الأيام الماضية بعد فوز مارى إيربس.. فالكثيرون الذين اختاروا مارى كانوا يختارون حارسة مرمى مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزى الفائزة بجائزة أفضل حارسة مرمى فى مونديال السيدات 2023.. وجائزة الفيفا لأفضل حارسة مرمى فى العالم 2022 ونجاحات أخرى كثيرة سواء داخل أو خارج الملعب.


فقد سبق أن خاضت معركة ضد شركة نايكى التى رفضت طرح فانلة مارى للبيع فى الأسواق مثل باقى حراس المرمى الرجال.. وقدمت مارى للشركة العالمية شكوى موقعة من 170 ألف امرأة ورجلا، ورضخت نايكى وطرحت فانلة مارى للبيع فى متاجرها وتم بيع المعروض فى ساعات قليلة.. وقررت سلطات النقل بمدينة برمنجهام، الشهر الماضى، تكريم مارى ابنة المدينة وأطلقت اسمها على خط ترام 222.. وتعاطفت فتيات ونساء كثيرات مع مارى التى تتقاضى 300 ألف جنيه إسترلينى فى الموسم مقابل حراسة مرمى مانشستر يونايتد، بينما يتقاضى حارس مرمى فريق الرجال 19 مليون جنيه إسترلينى.


ومقابل ذلك عارض صحفيون وإعلاميون كثيرون هذا الاختيار، مؤكدين أن مارى لا تستحق الجائزة وكان هناك من هم أحق منها وأن اختيار الناس لها استند إلى أهواء وانطباعات وقصص تم تداولها كثيرا عبر السوشيال ميديا دون تحليل ودراسة.. وأظن أنه الخلاف المتكرر منذ فترة فى العالم كله بين إعلاميين لم يصدقوا بعد أن السوشيال ميديا أصبحت الآن هى الإعلام الأقوى والأكثر تأثيرا.. وأصبح الناس بعد السوشيال ميديا ماردا خرج من قمقم الغياب والسكوت أخيرا، وأصبحوا أيضا يملكون حق الاختيار حتى لو كان اختيار المزاج والهوى.