ملخص القصة تكمن فى مدرب ساعته «مظبوطة» على أرقام المدرجات.. ورجل بيده «عجلة التوازن» ويجيد التدريب على نار هادئة
بين «كولر» و«جوميز» في الأهلي والزمالك، عامل واحد مشترك وفوارق كثيرة واضحة، يجمعهما ذهنياً أن كلاً منهما قرأ مبكراً ماذا يريد عشاق الأحمر والأبيض، المدرب السويسرى «ساعته مظبوطة» على الأرقام، عقارب فكره تدور ناحية البطولات، تروس عقله تدور فى اتجاه الجماهير والمدرجات، والغلاف بداخله ميكانيكية معقدة ودقة فائقة فى العرض أمام تجار جملة المدربين فى الداخل والخارج.
اضافة اعلان
«كولر» عرف أن طريقه لقلوب جماهير الأهلى كلمة سر اسمها «الدروع»، فتش فى خزائن القلعة الحمراء فوجد بداخلها كنزاً اسمه «العبقرى جوزيه» علامة فى الأرقام، وماركة مسجلة فى العقول، ففطن بالذكاء السويسرى إلى «المفتاح»، رافعاً شعار «المنظرة وحدها لا تكفى»، تاركاً «الكرة» لمن يريد أن يلعبها للفرجة فقط.
«كولر» من مدرسة البطولات، المدرب السويسرى لا يهمه السيطرة على الكرة أو بما يسمى الاستحواذ، المهم تحقيق الهدف من ينظر إلى أرقام استحواذ مباراة الأهلى ومازيمبى الأولى -63/37- لصالح الفريق الكونغولى يقول بالرغم من تعادل النتيجة، من الصعب أن يخسر صاحب السيطرة فى القاهرة بثلاثية، وهكذا كان الحال فى مباريات عديدة خاضها البطل الأحمر على مستوى أفريقيا والدورى والسوبر والكأس، يستحوذ المنافس، ويفوز كولر بالبطولات، وهتاف المدرجات.
المدرب السويسرى، وصل لقلعة الأهلى للجلوس على كرسى عظماء سبقوه، وهو يعرف طعم البطولات، عاش فرحة الفوز بلقب الدورى السويسرى مع سانت جالين ومع جراسهوبر إلى جانب لقب دورى الدرجة الثانية الألمانى مع بوخوم ولقب كأس سويسرا مع بازل، وكلها أفراح واحتفالات لا تذكر مقارنة بما شاهده من عظمة جمهور الأهلى عند فوزه بالسوبر المحلى على حساب غريمه التقليدى «الزمالك» بعد ما يقرب من شهر واحد من توليه المهمة، «إنه أمر لا يصدق» هكذا نطق لسانه، وهو يرى المدرجات الحمراء تحتفل، الصورة الجميلة لم تغادر ذاكرته، ولن تفارقها مهما طال به الزمن، وطاف العالم مدرباً.
المدرب السويسرى وصل بالأهلى لمحطة نهائى أفريقيا الحالى بعد الفوز فى 8 مباريات والتعادل فى 4، وتسجيل 19 هدفاً، واستقبال هدف وحيد، والخروج فى 11 مباراة بشباك نظيفة، وكلها أرقام لا تساوى الكثير عند الأهلاوية بدون النجمة الثانية عشرة، رقم «12» له معانٍ كثيرة وتضحيات أكبر عند عشاق البطولات حتى ولو كان على مستوى الأداء، ملخص الحكاية عندهم، السجلات يكتب فيها اسم من يفوز، ولا يرسم بها «كروكى» لمن كان يلعب أفضل.
«كولر» اختار لنفسه أصعب تكتيك يمكن تنفيذه «الضغط العكسى»، تكتيك شعاره معروف منذ القدم «أفضل طرق الدفاع هو الهجوم»، الأمر يبدو سلاحاً ذا حدين، ويصعب تطبيقه، يمكن أن ينجح مرة، ويخفق مرات أو العكس، وهكذا حال الأهلى «المعكوس» ما بين أفريقيا والدورى المحلى، فى الأولى صلابة دفاعية وهدف واحد فى شباك الأحمر بالمشوار حتى النهائى، وفى الدورى الطريق مفتوح للمرمى.
فى مقابل ميزان الساعة السويسرى، يطل علينا «جوميز» فى الزمالك، ومعه «عجلة التوازن»، الرجل من مدرسة «الفن والهندسة»، يعمل من أجل إعادة فصول التفوق المتوقفة منذ فترة على يد «تلاميذ فشلة» جعلوا من قلعة البيت الأبيض حقل تجارب فى مدارسهم المتواضعة فنياً، جوميز يلعب من أجل المتعة أولاً، والبطولة فى ظنه ستأتى لا محالة، أدواته فى التنفيذ متعددة، و«الاستحواذ» على الخصم عنده جزء مهم من اللعبة.
«جوميز» فى تصنيف المدربين، ينتمى إلى تكتيك «كرة القدم الشاملة» حيث توسيع الملعب عندما تكون الكرة مع فريقه، وتضييق الملعب عندما تكون الكرة بحوزة المنافس، بحيث لا يمكن للفريق المنافس السيطرة على الملعب، وتخويف الخصم بالضغط وتسجيل الأهداف دائماً، وإلى جانب «التكتيك الشامل» يجيد «جوميز» تدوير ما يملك من أدوات، يغيب «السعيد» فيظهر «كمال أو شحاتة»، يتخلف «زيزو» يكون «شيكابالا»، يغيبان معاً عن الحضور يجد فى جعبته «موتيابا» محققاً نفس الغرض، أداة حفظ المكان عنده ليست على مقاس أحد، ولا يوجد معه لاعب بعينه فى يده رمانة الميزان.
«جوميز» مع الزمالك، أفريقياً، قاده فى 6 مباريات فاز فى 4، وتعادل فى مباراتين، ولم يخسر الفريق على يده، مسجلاً 11 هدفاً، وتلقى 3 أهداف فقط، وكلها أرقام لا تهم كثيراً مقارنة بتميز الأداء، وتحسن المزاج العام الزملكاوى، عشاق الأبيض وجدوا فيه ضالتهم، الفوز باللقب الأفريقى بالتأكيد سيجعلهم فى قمة السعادة، وأى نتيجة عكسية لن تجعلهم فى ظنى يطالبون بذبح الرجل.
«جوميز» يبدو عليه عدم الاستعجال نحو الألقاب، تاريخه التدريبى به لقب واحد متمثلاً فى كأس السوبر السعودى رفقة أهلى جدة عام 2016، هو أقل سناً 10 سنوات من نظيره فى الأهلى، ومن وقفته «الشيك» على الخط، وفرحته باللعبة الحلوة قبل الهدف تتلخص حكايته فى كونه رجلاً يدرب على نار هادئة حتى تكون البطولة «طعمة المذاق»