كنت ومازلت وسأظل مؤمنا يقينا أن الكذب والتدليس والخداع وإستغلال السلطة والنفوذ بأقذر وأسوأ أنواع الإستغلال ستؤدي بصاحبها إلى أسفل السافلين ..وأن الجهل واللهث وراء المال وفعل أي شئ حتى تصل إلى أهدافك القذرة من جمع أموال أو البحث عن جاه ستعمي بصيرتك وبصرك وستودي بك إلى الهاوية..
اضافة اعلان
هذا ما وصلنا إليه في الرياضة المصرية بعد وفاة الراحل الخلوق أحمد رفعت لاعب مودرن فيوتشر نتيجة ما تعرض له من كذب وخداع و إستغلال لشخصيته الطاهرة العفيفة الذي كان كل حلمه أن يكون نجما بازغا في سماء الكرة المصرية والعربية ..دفع "رفعت" ثمنا غاليا أودى بحياته لمجرد أنه كان يحلم حلما بريئا مثله كأي لاعب منحه الله موهبة فريدة وشخصية هادئة ونقية لا علاقة له بالتخطيط والمؤمرات ..
وبدلا من أن يساعدوه على تحقيق حلمه وبزوغ موهبته وتقديم نجما جديدا للكرة المصرية وهو الأساس الذي من المفترض أنشئ من أجله نادي مودرن فيوتشر وليس قتل الموهبة وتدميرها والتلاعب بها وبعقليته ..لكن "رفعت" واجه محور الشر وراح ذريعة ل"شلة" منتفعين كانوا حوله ..إستغلوه أسوأ إستغلال لمصلحتهم الشخصية ..منهم من كانوا يدعون أنهم مقربين منه ..وأخرون يتحدثون أنهم حريصون على مصلحته وهم في الأساس يوجهون له الطعنات واحدة بعد الأخرى .
مات أحمد رفعت لأنه كان بريئا ..لا يعرف اللوائح والقوانين وعواقبها ..مات لأنه حلم حلما مثل أي شاب منحه الله عز وجل موهبة فائقة ..لكنه لم يكن يعلم بطهارة قلبه أن حوله أفاقون ومنافقون ومستغلون ومدعون ليس لهم هدف سوى مصالحهم وجمع الأموال مهما كان الثمن وزيادة النفوذ على حساب حياة شاب برئ كانت كل أحلامه وأمانيه أن يرى أمه تفرح به عندما يسجل هدفا أو تهتف له الجماهير .
لم تكن تعلم "والدته"عندما حملت فيه وشاهدته يكبر أمامها وتظهر موهبته ويصول ويجول في الملاعب أنه سيأتي عليها اليوم الذي ترى فيه الجماهير تهتف بإسم نجلها ستخاف بإسمه بعد أن يكون رحل عن عالمنا ويكون راح ضحية خداع أقرب المقربين منه .
مات أحمد رفعت لأنه وثق في عصابة كانوا حوله دفعوه دفعا للسفر بطريقة غير قانونية وبطائرة خاصة إلى الإمارات معتقدين خطئا أنهم أكبر وأعلى من قوانين الدولة وأنهم يحركون القانون بأصابع أقدامهم ..ويتحكمون في مصائر وعباد الله وفي أرزاقهم حتى وصل الأمر أن أحد أفراد العصابة يخرج علينا ويعلن أنه سيتقدم ببلاغات ويهدد من يحاول أن يشير إليه ويضعه في قفص الإتهام !
موت أحمد رفعت ليكشف طريقة إدارة الكرة المصرية التي حذرنا منها مرارا ومازلنا نحذر من تخطيط ومؤمرات وصراعات وتربيطات ..وكذب وخداع ..وتدليس وعمولات ..ومسؤولين مجرد أدوات لا يفقهون شيئا ولا يعرفون كيف يفكرون ولا يخططون ..منهم من يلتزم الصمت خوفا ..وأخرون يصمتون قهرا حتى يظلوا محتفظين بمقاعدهم وهم بالأساس لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا .
القارئ العزيز ..موت أحمد رفعت ليس جرس إنذار للظالمون اللذين شاركوا بشكل أو بأخر في رحيل شابا عن أمه التي تبكي دما على ماحدث لإبنها الذي لم يقترف شيئا ..لكن فاجعة الموت التي أصابتنا وقهرتنا و كسرتنا جميعا ستكون بداية لنهاية أفاقون ومدعون ظلوا يخدعون الرأي العام لسنوات ودفع ثمنها أحمد رفعت ..بينما ستظل أمه تعاني لما آل إليه مصير نجلها..لكن سيبقى السؤال هل مات رفعت أم أوجدوا به الموت بعدما خدعوه وقهروه؟!
