A A A
أحمد الشربيني

أبوالمعاطي

مازال بين الأهلي والزمالك سنوات ضوئية في الإدارة والنزاهة والحوكمة والشفافية فالنادي الأهلي درج لاعبوه وجماهيره ومن ورائهم مجلس إدارته على تبني شعار خالد هو إذا تعارضت المصلحة مع المبدأ فالبقاء للمبدأ وهذا ما أكده الأهلي على مر تاريخه الحافل بالإنجازات والبطولات بكل حيادية ونزاهة ومن منا ينسى موقف الأهلي من مباراة بيراميدز منذ عامين  التي سبقت لقاء الوداد في النهائي الإفريقي وكان الأهلي وقتها قد حسم الدوري والمصلحة كانت تقتضي آنذاك أن يريح الفارس الأحمر لاعبيه الأساسيين أمام بيراميدز فيتعادل أو يتلقى هزيمة من شأنها الإطاحة بالزمالك وإبعاده عن المربع الذهبي ومن ثم يتم حرمانه من المشاركة الإفريقية،لكن الاهلي الذي تم طرد أحد مدافعيه ماكان ليترجل عن فرس نزاهته وسرج ريادته حيث استطاع أن يتغلب بعشرة لاعبين على بيراميدز المدجج بالنجوم في ريمونتادا حمراء شعارها الفوز بكل نزاهة وشرف لأن قاموس الفرسان هو ديوان مفعم بالحماسة والولاء لنسره وتتشه ولا يأبه أو يهتم بمصائر غيره اضافة اعلان




ولله در القائل: من راقب الناس مات هماً. وفاز باللذة الجسور. وهذا سر نجاح الأهلي عبر تاريخه
حتى في إنكساراته يغلب الشرف على المصلحة فالأهلي فارس حتي النهاية لايفوز بالتربيطات والمراهنات والتفويتات ولعل المباراة الفاصلة بين الأهلي وإنبي في٢٣مايو عام ٢٠٠٣ خير دليل علي نزاهة الأهلي مع خصومه فقد كان الأهلي يكفيه التعادل أو الفوز لحسم اللقب لولا رأسية سيد عبد النعيم وهدفه الشهير الذي أصاب جماهير الأهلي المحتشدة آنذاك في إستاد المقاولين العرب  بغُصةٍ كروية ومرارة تراجيدية بعد ضياع اللقب بسيناريو مثير على غرار روائع هتشكوك وأجاثا كريستي علماً بأن غريم الأهلي كان وقتها يلاعب صنوه الإسماعيلي في إستاد القاهرة حيث كانت آذان اللاعبين والمئات من الجماهير البيضاء منصته إلى أجهزة الراديو اليدوية لمتابعة مستجدات مباراة الأهلي وإنبي أولاً بأول وكان وقتها الأهلي في جعبته ٦٦ نقطة أما الزمالك فيليه ب٦٤ نقطة ولما تأكد الزمالك من تعثر الأهلي واستمرار الوضع لصالحهم استمالوا أولاد العم بين الشوطين فجاء هدف التفويت كالمعتاد برأسية لاعب الزمالك حسام عبد المنعم في الدقيقة(٣٧) من الشوط (الثاني) ليحسم الزمالك اللقب على حساب تفويت الإسماعيلي بعد أن فرط الأهلي في حظوظه جراء تعثر جواد انتصاراته أمام خصم شريف هو انبي الذي لعب مباراة العمر بكل كبرياء ونزاهة وتلك طبيعة الأهلي عبر التاريخ فلايستميل الخصوم بالصفقات والدولار ولايفاوض الآخرين من خلف الستار بل يلعب أمام الأنظار في وضح النهار وهو يغلب المبدأ  والشعار على المصلحة والأعذار و الريبة والشنار وإلا فشتان شتان مابين صمود إنبي أمام الأهلي وبين تفويت الإسماعيلي للزمالك!! 
 
وما أشبه اليوم بالبارحة فبالأمس القريب شاهدنا تهاون لاعبي الزمالك أمام بيراميدز- خاصة حارسه عواد- الذي نسف معايير النزاهة واللعب النظيف بتصديه المريب السخيف وما لاقاه بعد المباراة من ترحيب وتشجيع للأسف من قطاع كبير من مشجعي ومفكري ومنظري ومحللي القلعة البيضاء ورموزهم الغراء!! ولاعجب في هذا الهراء؛ فتلك عقليتهم على مر التاريخ حيث التفرغ للأهلي والانشغال ببث الأحقاد والسموم والنقد والهجوم وإلا فهل يعقل للاعب خلوق مثل حازم إمام أن يدافع عن عواد وخطله وتخاذله وهطله وأن يقولها بملء فيه: "لو تعارضت المصلحة مع المبدأ فالأولوية لمصلحة الزمالك ومن الصالح لنا ألا نعطل بيراميدز كي لانهدي الدوري للغريم التقليدي!!" 




لقد تناسى الهُمام حازم سليل النزيه الوجيه حمادة إمام حقيقة هامة  فنادي الزمالك هوالقطب الثاني للرياضة المصرية لكنه للأسف الشديد تعادل من قبل مع النادي المصري البورسعيدي والبنك الأهلي وسيراميكا والعجيب أن جمهوره قبيل مباراة بيراميدز المريبة كان يهاجم بكل ضراوة المدرب الخلوق أيمن الرمادي الذي وعد أن يلعب بشرف أمام بيراميدز لكن اللاعبين ومن ورائهم مجلس الإدارة كان لهم رأي آخر فكانت تلك المبارة المقيتة المعروفة (بعواد تفويتة) والعجيب أن الزمالك أضاع تسع نقاط في أربع مباريات لو ظفر بها أنصار القوس والسهم  لكان في المركز الثاني بكل جدارة واستحقاق على حساب بيراميدز . ومع ذلك تركوا وراء ظهورهم كل شيئ ومازلوا حتى تلك اللحظة متشبثين بخصم ثلاثة  نقاط  من الأهلي في مختتم الدوري لالشيء سوى لكي يأخذها بيراميدز  ذلك النادي الذي حل محل الزمالك وشارك بدلاً منه على مدار سنتين في دوري أبطال أفريقيا بل أخذ مكانة الزمالك كوصيف للأهلي سواء محلياً أو إفريقيا.

وعدنا اليوم نرى نادياً عظيماً كالزمالك قد تراجع دوره من بطل ثان إلى كومبارس بمحض إرادته ،فتحولت جماهيره يوماً بعد يوم كتابعين للسماوي الدخيل بل صاروا لايستحون من تشجيع بيراميدز علناً!! والمحزن أن تلك المحنة قد تستمر لسنوات طوال مما يهدد بتقلص الجماهير البيضاء مع مرور السنين ودافع ذلك للأسف أن نادي الزمالك ومسئوليه لايُحبّون أنفسهم، بل يكرهون الأهلي ويسيرون بمنهج (عدو عدوي صديقي) الأمر الذي لفت انتباه الإعلامي السعودي وليد الفراج عبر برنامج أكشن يا دوري

حيث تعجب من أمر الزمالك المصري  فبالأمس كان جوزيه جوميز يأتي لهم بالمياه المعدنيه علي نفقته الخاصة.. وبعد أزمة مباراة القمة هاهم يشترون (بنتايك) بمليون ونصف دولار وبعد مباراة بيراميدزالمُريبة نشاهد الزمالك قد دفع غرامة اللاعب (بوطيب) والمدرب (باتشيكو) و(جروس) التي تتجاوز المليوني دولار.. وهنا يتساءل الإعلامي السعودي: من أين أتي الزمالك بكل هذه الأموال؟

هذا السؤال معروفة إجابته بشكل ضمني لذا أخشى على الزمالك أن يُستخدم كغسالة.. فالزمالك أحد القطبين هو نادٍ كبير وبالتالي لايجب أن يقبع في قبو التبعية ويتحدث بكل عنترية عن الشرف والنزاهة الوهمية!! 

أيها السادة شتان مابين من يعمل في صمت بكد وكفاح وبين من يتتبع السقطات ويبحث عن اللقطات ويطرب لعثرات غريمه بكل أريحية وانشكاح وهو في الحقيقة صار تابعاً لنادٍ دخيل لاإرث له ولا تاريخٌ طويل