A A A

إبراهيم المنيسي

كثيرا ما شعرنا بالحرج كلما هاتفنا زميل عربي من الخليج أو شمال أفريقيا متسائلا بتعجب : كيف هذا الكلام يقال فى البرامج الرياضية عندكم .. هذا مش معقول (؟!).. ولا نجد ما نرد به على هذا الاندهاش من حالة السيولة الاعلامية المفرطة .. وتدنى الحوار لغة ومضمونا فى كثير من البرامج . طب وبعدين ؟
واذا كان لنا أن ننتظر ،بتفاؤل ، لما يمكن أن يفعله التشكيل الجديد للمجلس الأعلى لتنظيم الاعلام برئاسة المهندس خالد عبد العزيز العالم ببواطن الأمور الرياضية وصاحب التجربة والخبرة الطويلة فى دهاليزها وسابر أغوارها من زمن ، فإننا ندعو الجادين من القائمين على هذه البرامج والمساحات المتاحة على الوسائط الاعلامية المختلفة ليكلفوا خاطرهم بتقديم ما يرون فيه رؤية تسهم فى تطوير الحركة الرياضية وتعين مجالس ادارة الاتحادات الرياضية بتشكيلاتها الجديدة على القيام بالمأمول منها . كله جديد فى جديد فلماذا يبقي الأداء الإعلامى قديما مهترئا واتسع فيه الخرق على الراتق ؟!!اضافة اعلان
فى الشأن الكروى الأكثر تأثيرا وشعبية ومتابعة، مثلا ، ومع تأهب المهندس هانى أبوريدة لتسلم قيادة اتحاد الكرة الثلاثاء القادم لماذا لا ننشغل بتقديم ما قد يفيد ويستحق المناقشة لخدمة المصلحة العامة فى ظل توجهات الدولة وظروف المجتمع ورغبات التغيير .. وخد لك كم مثال مع وعد بالمزيد لاحقا :
 ⁃ لماذا نلعب مباريات الدورى مساء .. ألا نلاحظ أن دولة مثل جنوب افريقيا وهى الغنية فى مصادر الطاقة تلعب مباريات أنديتها نهارا ..لماذا لا نعود للعب فى الثالثة عصرا .. فلا مبرر البتة فى اللعب ليلا .. فقد قالوا من قبل ان اللعب ليلا لاتاحة الفرصة للجمهور للعودة من العمل وللتوجه للاستادات .. ونسوا أن الغالبية العظمى من أندية الدورى من أندية الهيئات والشركات وهى بدون جمهور أصلا. كما أن الأندية الشعبية الست : الأهلى والزمالك والاتحاد والاسماعيلي والمصرى والمحلة يحضر لها ليلا عدد محدود وسيحرص على الحضور حتى لو لعبت فرقها فجرا !!.. اللعب نهارا يدفع مدربي الأندية لتغيير مواعيد التدريب لتصبح نهارا .. ونوفر الكثير من الطاقة المهدرة.. وكفاية قطع الكهرباء وتخفيف الأحمال 
 ⁃ وسط معاناة الأسرة المصرية زادت الكرة أحلام البسطاء تكلفة وأموالا يضطر الأب لدفعها من اجل الحاق نجله بفريق اكاديمية بمركز الشباب أو حتى تحت الدائرى .. يمكن يطلع زى صلاح !
 ⁃ الأمر يحتاج لتصد جاد وحقيقي لمكافحة الفرق الاستثمارية المستأجرة للفرق بالأندية والمتاجرة بأحلام البسطاء .. لانقاذ فرص الموهوبين الغلابة فى اللعب والتطوير . للأسف الشديد أندية كبيرة اتجهت لنظام الفرق الاستثمارية والغاوى .. أو القادر .. ينقط بطاقيته .. فتراجعت مستويات الناشئين وندرت الموهبة وتبخرت أحلام البسطاء الموهوبين .. ورحنا نحتفى ونحتفل بمجرد تأهل منتخبات ناشئينا للبطولات الأفريقية .. مجرد التأهل فى أفريقيا بعد طول غياب بات انجازا يستحق الحفلة! 
 ⁃   
 ⁃  
تعج الأندية لدينا باللاعبين الأجانب ، وبات الدورى المصرى يدفع لهؤلاء اللاعبين لاسيما من عرب الشمال المقابل المادى الذى قد لا يجدونه فى فرنسا وغيرها من دول أوروبا .. واو راجعنا قيمة المردود الفنى الحقيقي لكثير من اللاعبين الأجانب بالأندية مقارنة بما يتم دفعه لهم سواء فى تعاقداتهم أو حتى فى التصالح معهم لاحقا نتيجة حصولهم على أحكام قضائية دولية بعد فسخ عقودهم .. لأدركنا حجم الكارثة التى تسببها الادارة السيئة فى هذه الأندية للاقتصاد الوطنى والنقد الأجنبي العزيز بل الشحيح فيه ..ملايين الدولارات تتكبدها الأندية سنويا .. والماسورة ضاربة !!
مطلوب ضوابط جادة فى معايير انتقاء الأجانب وتفعيل آليات المحاسبة والرقابة على صرف النقد الأجنبي وتحمل مسؤولى الادارة أنفسهم فى هذا النادى وذاك الاتحاد وعلى حسابهم قيمة ما يتسببون فيه من غرامات وأحكام فى قضايا ناتجة عن سوء الادارة والتصرف . حاسبوهم ع المال السايب .. وبالدولار.. !
كثيرة هى الملاحظات الصادمة التى تستوجب التوقف عندها فى المشهد الرياضى بدل الهرى والهبد !
وللحديث بقية .. إن كان فى العمر بقية ..
إبراهيم المنيسي