فى دراسة نشرت بى بى سى نتائجها فى يونيو الماضى عما تلاقيه لاعبات كرة القدم من تهكم وسخرية وتعليقات مسيئة.. تبين أن العودة إلى المطبخ أو أن المطبخ هو المكان الأصلح والأنسب لأى لاعبة كرة وليس ملعب الكرة كان أحد أشهر وأكثر التعليقات المستخدمة للسخرية من النساء حين تلعبن الكرة..
اضافة اعلان
وباختلاف المجتمعات الكروية فى ثقافتها ورؤاها وأحكامها.. كان الذهاب للمطبخ هو دائما العبارة الأشهر للسخرية ممن تلعبن كرة القدم.. سخرية مهما بلغت شهرتها وكثر ترديدها بأكثر من لغة فى مختلف البلدان عاشقة كرة القدم.. لم تعد مقبولة أو مسموحا بها فى بلدان كثيرة بعدما نجحت النساء كثيرا فى لعب الكرة وتحكيمها وتدريبها وإدارتها أيضا..
وتوالت حكايات ووقائع لمعاقبة من يردد هذه العبارة ويطالب أى لاعبة بترك الملعب والذهاب إلى المطبخ.. وإحدى أغرب هذه الحكايات كانت وقائعها فى دولة التشيك، حين قام اللاعب لوكاس فاخا وحارس المرمى توماس كوبيك فى نادى سبارتا براج فى ٢٠١٦ بالتعليق على الحكمة المساعدة لوتسى راتايوفا ضمن طاقم التحكيم الذى أدار مباراة سبارتا براج أمام زبيروفكا برنو.. وقال الاثنان إن النساء مكانهن المطبخ وليس ملاعب الكرة.. ولم يقبل اتحاد الكرة التشيكى هذا التعليق ولم يقبل أيضا اعتذارا تقدم به الاثنان بعدما شعرا بحجم الاستياء والغضب فى المجتمع التشيكى كله بنسائه ورجاله والمهتمين بالكرة أو غير المتابعين لها.. وبالتنسيق مع إدارة نادى سبارتا براج.. تقرر إجبار الاثنين على التدريب لوقت طويل مع الفريق النسائى للنادى وليس مع فريق الرجال..
أما الحكاية الأشهر فهى التى كانت فى ٢٠١٥ حين قامت الحكمة الألمانية بيبيانا شتاينهاوس بطرد التركى كريم ديبرباى، لاعب فورتونا دوسلدورف، فى إحدى مباريات الدورى الألمانى.. وبعد المباراة علق كريم قائلا إن النساء مكانهن المطبخ فقط.. ورغم اعتذاره عاقبه الاتحاد الألمانى بالإيقاف خمس مباريات وغرامة عشرة آلاف يورو.. وتم إجبار كريم على تحكيم مباراة للناشئات وإبداء الاحترام حتى للاعبات صغيرات السن.. وحكايات أخرى كثيرة فى مختلف البلدان لم يسلم فيها أصحاب مثل هذا التعليق من العقوبات والاستياء والغضب والاتهام بعدم اللياقة.. فأصحاب هذه التعليقات يجهلون تماما حقائق كثيرة تاريخية تتعلق بحجم معاناة تحملتها النساء لإثبات حقهن فى لعب وتحكيم وإدارة كرة القدم التى ليست لعبة للرجال فقط.. تاريخ طويل بدأته الإنجليزية ليلى بار العاملة فى مصنع للذخيرة فى مدينة بريستون الإنجليزية أثناء الحرب العالمية الأولى.. وأسست ليلى مع زميلاتها العاملات أول فريق كروى نسائى إنجليزى.. ومثل ليلى كانت كثيرات فى أوروبا ثم العالم كله دافعن عن حق النساء فى كرة القدم.