من أطرف ما قرأت من تعليقات بعد احتفال محمد
صلاح بهدفه اليوم في شباك (ابسويتش تاون) في مستهل افتتاحية الدوري الإنجليزي
بعلامة القوس وسوف أنقله لكم بتصرف: (تغيرت موازين البطولات والإنجازات للكرة
المصرية بقدرة قادر.
اضافة اعلان
فأصبح الزمالك متصدرًا لقائمة الأندية الفائزة
بالدوري وسيشارك فى مونديال الأندية عما قريب والسبب احتفال صلاح بقوس ناديه
المحبوب!! ) حقيقة تلك العلامة لاعلاقة لها بشعار الزمالك؛ إذ اعتاد حفيد الفراعين
الاحتفال بإشارات وحركات منقوشة على جدران الآثار والشواهد المصرية القديمة منها
إشارة اليوم التي تعود إلى
نقش جدري للملك
رمسيس الثاني سجل فيه انتصاره على الحيثيين بمعركة قادش في نهاية القرن الرابع عشر
قبل الميلاد!! ومما هو مقرر بين الشعوب أن التاريخ الوطني لقطرٍ من البلدان ليس
حكرًا على فصيل بعينه وإلا لقلنا إن الزمالك هو النادي الملكي المفضل
لوادي النيل منذ عهد الفراعنة الأشاوس أوندعي
مثلاً أن رمسيس الثاني نفسه كان زملكاوياً فهل يعقل هذا التأويل الفكاهي الذي
يجانب المنطق ويخالف الصواب؟!! عموماً خالص التهاني لجماهير القلعة البيضاء فقد
أمسى احتفال صلاح بمثابة بطولة جديدة تضاف لأبناء ميت عقبة أقوى مئات المرات من
بطولاتنا المحلية الهزيلة :الدوري والكاس والسوبر..علماً بأن صاحب الاحتفال كان
يرتري اليوم الزي الأحمر!! علماَ بأن تلك الإشارة قام بها الكثيرون من لاعبي الفرق
الأجنبية بالدوريات الأوروبية: الإنجليزي والإسباني والفرنسي.. الخ
ومن ثم فهي شارة
عفوية واحتفالية عالمية ليست حكرًا على صلاح أو نادٍ بعينه !! وهذا يقودنا إلى
قضية شعار الأهلي أيضاً فهل بالمثل يدعي مناصر ما للقعلة الحمراء على سبيل الدعابة
أن شعار الأهلي مستمد من الحضارة الفرعونية؛ إذ يعود النسر إلى الإلهة (ناخبيت)
التي تمثل مصر العليا الممتدة آنذاك إلى أسوان حيث كان ذلك النسر
بمثابة حامي الفرعون ودوماً ما كان يظهر بجناحيه
الممتدين خلف التاج الملكي دلالة على حماية الفرعون؟! بالطبع الحقيقة التاريخية
الموضوعية خلاف ذلك التنظير العبثي؛ حيث تم تصميم شعار النادي الأهلي عام ١٩٠٧م من
قبل عضو النادي شريف بك صبري حيث كان وقتها عبارة عن شكل بيضاوي مزين بتاج الملك
المصري آنذاك وفي الأسفل كتب النادي" الأهلي" وفي الوسط كان النسر
المحلق رمزًا للقوة والتحفيز والإصرار ومن ثم
لاعلاقة بين التاج الفرعوني والتاج الملكي في عهد الخديوي عباس حلمي ولاعلاقة
أيضاً بين النسر الفرعوني للإلهة (ناخبيت) وبين النسر الأهلاوي المحلق بجناحيه لذا
يجب ألا نفسر الإشارات ونؤول الشعارات على غير واقعها التاريخي وسياقها الزمني!!
ملحوظة أخيرة ردًا علي كابتن أحمد حسام (ميدو) في تعليقه علي احتفالية صلاح :مافضل
الزمالك على لاعبنا العالمي؟ أعتقد الإجابة الدامغة تكمن في أن ذلك الفضل العظيم
يكمن في رفض الزمالك لهذا النجم الأوروبي يوم أن حكم عليه مدربوه بأنه لاعب محلي
لايرتقي لارتداء الفانلة البيضاء عندها يمم وجهته إلى أوروبا من بوابة المقاولين
العرب فصار ملء السمع والبصر، فحمدًا لله على هذا الرفض وشكرًا للجنة الفنية التي
لم تتعطف على صلاح وتضمه للقلعة البيضاء وإلا لبات نجمنا في غياهب النسيان شأنه في
ذلك كشأن الكثيرين الآن ويكفي لاعبنا العالمي فكرًا ورشدًا أن أمر مجلس إدارة
الزمالك السابق بإزالة اللافتة التي تحمل اسمه من حديقة النادي ولما لا وهو اللاعب
الذي لم يكن يوماً من ناشئيه أو المنتمين إلى تيمه ولاعبيه؟! وإذا كان زميله
العقباوي أشار إلى ميل نجمنا للقلعة البيضاء فليس أصدق من صلاح نفسه الذي أشار في
لقاء تلفزيوني أنه لايشجع في مصر سوى الإسماعيلي كما أن والده أيضاً أشار إلى كونه
من عشاق الإسماعيلي ناهيك عن الخلوق محمد عواد مدرب المقاولين العرب الذي أشار في
إحدى اللقاءات التلفزيونية إلى ميل صلاح للأهلي كما أن صلاح نفسه أسر لأبي تريكه
المحلل بقنوات (بي إن سبورت) بعشقه للأهلي حيث كان دائم الهروب من المدرسة ؛ لحرصه
على مشاهدة مباريات الأهلي في كأس العالم للأندية فاستقيموا يرحمكم الله !! د.
أحمد الشربيني