A A A
ياسر أيوب

ياسر أيوب

من الشاعر الإنجليزى الكبير جورج هيربرت الذي مات 1633، إلى المطرب الأمريكى الشهير فرانك سيناترا الذي مات 1998.. كثيرون تقاسموا هذه العبارة التي أكدوا بها أن النجاح هو أحسن انتقام.. ولا أحد يعرف كم ميدالية تحتاجها وتريدها سارة سمير ليكتمل نجاحها الذي هو انتقامها ممن في الماضى أساءوا إليها وأحالوها من بطلة عالمية لرفع الأثقال إلى كتلة دموع وجروح.اضافة اعلان

ففى مارس 2021.. كتبت سارة على صفحتها الشخصية تشكو بقاءها سنة ونصفا في بيتها دون أن يسأل عنها أحد، أو حتى يهتم بالرد على مكالماتها الكثيرة المتكررة.. لم تكتب سارة وقتها كلمات وحروفا تشكو بها الإهمال والتجاهل والنسيان، إنما كانت تبكى وتصرخ غضبا واحتجاجا بعدما هانت على الجميع.. ففى 2016.. كانت سارة أول بطلة مصرية تقف على منصة التتويج الأوليمبى لتتسلم الميدالية البرونزية في دورة ريو دى جانيرو.. فعلى الرغم من أن عبير عبدالرحمن فازت في رفع الأثقال أيضا بأول ميدالية أوليمبية مصرية نسائية في دورة بكين 2008.


إلا أن عبير فازت بالميدالية بعد انتهاء الدورة بوقت طويل وبعد ثبوت تعاطى المنشطات وتجريد من تعاطوها من ميدالياتهن ففازت عبير.. وتكرر الأمر في دورة 2012 وفازت عبير أيضا بميدالية ثانية فضية.. لكن سارة في ريو دى جانيرو تسلمت ميداليتها أمام العالم.. وبعدها فازت سارة ببطولة إفريقيا وألعاب البحر المتوسط وقبلهما بطولة العالم أيضا لتصبح ثانى مصرية تفوز ببطولة عالم بعد نهلة رمضان.. ووقفت سارة يومها على منصة التتويج في الولايات المتحدة تتسلم ميدالية الذهب وهى تبكى.

لم تكن دموع الفرحة الخالصة لابنة الإسماعيلية التي أصبحت بطلة للعالم.. إنما كانت دموع بطلة أوليمبية وعالمية لم يمنحها بلدها ما تستحقه من رعاية واهتمام.. ولو كانت سارة قد هربت بعدها من مصر كان سيلتفت إليها الجميع لكنها لم تهرب ولم تتنازل عن مصريتها فلم تلتفت إليها مصر.. ولهذا قررت سارة أن تنتقم.. وانتقمت بالفعل حين فازت ببطولة إفريقيا ثم بطولة العالم من جديد في 2022، بعد انتهاء العقوبة الدولية على مصر التي منعت سارة من المشاركة في دورة طوكيو الماضية، وهى التي كانت مرشحة أولى للفوز بميدالية الذهب.. وواصلت سارة انتقامها أمس الأول حين فازت بثلاث ميداليات من ذهب في بطولة العالم الحالية بالسعودية.. ومع كل ميدالية منذ 2016 وحتى أمس الأول.. كنت سارة تؤكد أن النجاح بالفعل هو أجمل انتقام.. وسيجرى وراءها الآن من تجاهلوها كثيرا في الماضى.. أو هؤلاء الذين يظهرون فقط عند الفوز ويختفون في مواسم الدموع والحزن والألم.