كان
المشهد منذ سبع سنوات بالغ الرومانسية حافلا بأحلام ووعود.. فقد كان لقاء بين
مدينة صغيرة فى وسط إسبانيا ونجم كروى كبير ارتبط اسمه بنجاحات وبطولات لا أول لها
أو آخر.. المدينة هى باليادوليد أو بلد الوليد وتملك ناديا كرويا تأسس 1928 ولم
يستطع كتابة تاريخ كانت تتمناه وتحتاجه مدينته.. والنجم هو البرازيلى رونالدو الذى
جعلته موهبته أحد أهم لاعبى الكرة فى كل العصور والفائز ثلاث مرات بجائزة الفيفا
كأفضل لاعب فى العالم ومرتين بالكرة الذهبية.
اضافة اعلان
وبدأ ذلك المشهد الرومانسى أو اللقاء
التاريخى فى 2018 حين قرر رونالدو شراء نادى بلد الوليد مقابل 30 مليون يورو،
بالإضافة لسداد 25 مليون يورو ديونا على النادى.. وأعلن رونالدو وقتها أنه سيقود
هذا النادى ليكتب تاريخا كرويا جديدا ويصبح أحد أندية الكبار فى إسبانيا.. ووعد
رونالدو المدينة وأهلها بأن النادى بعد خمس سنوات سيفوز بدورى أبطال أوروبا وسيصبح
منافسا حقيقيا لريال مدريد وبرشلونة.. وراهنت المدينة وأهلها فى المقابل على فكر
رونالدو وخبرته الكروية التى تجعله قادرا على الوفاء بهذه الوعود.. فقليلون فى
العالم الذين يملكون موهبة ومكانة رونالدو وخبراته التى امتلكها بعد اللعب والتألق
فى برشلونة وريال ومدريد وإنتر ميلان وإيه سى ميلانو.. وبعد الاحتفال الرومانسى
وتبادل الورود والوعود.. توالت الأيام والسنوات وكانت الجروح والخسائر التى أحالت
الأحلام إلى كوابيس.
فهبط بلد الوليد مرتين للدرجة
الثانية.. وفى 24 أبريل الماضى.. وبعد الخسارة بخمسة أهداف أمام ريال بيتيس.. كان
الهبوط الثالث للدرجة الثانية منذ امتلك رونالدو النادى.. وتوقعت جماهير النادى أن
يحاول الفريق على الأقل أن يترك أى أثر طيب قبل وداع الليجا.. لكنه بعد الخسارة
أمام ريال بيتيس واصل هزائمه أمام برشلونة ثم مايوركا ثم جيرونا.
فكانت النهاية الحزينة للرومانسية التى
كانت بعد أن اقتلعتها رياح الحزن وعواصف الغضب.. وثارت المدينة على اللاعبين
والمدربين والمسؤولين وكان الغضب الأكبر من نصيب رونالدو ليس باعتباره فقط صاحب
النادى إنما لأنه كان صاحب الحلم والوعد والتاريخ الكبير.. وتوالت فى الأيام
الماضية وقفات الاحتجاج ضد رونالدو ومطالبته بترك النادى واتهامه بعدم احترام المدينة
والنادى.. واعتقد هؤلاء الغاضبون أن رونالدو تعامل مع النادى بنفس المنهج الذى
يتعامل به سواء مع النساء أو المال.. الزيجات المتتالية والعلاقات الكثيرة التى لا
تدوم.. واعتبار أن النجاح الحقيقى هو كسب أكبر قدر من المال على حساب أى شىء..
وتعلمت بلد الوليد بعد حزن ووجع سبع سنوات مضت أن نجوم الكرة الكبار فى الملاعب
ليسوا ضمانا لتحقيق النجاح حين يديرون كرة القدم.