تلقيت دعوة كريمة من الصديق والزميل محمود التميمى للحديث أمس الأول فى إحدى ليالى مشروع أرواح فى المدينة.. مشروع ناجح هدفه الأساسى هو حفظ الذاكرة الوطنية المصرية واستعادتها فى مختلف مجالات الحياة.. وأسعدنى جدا أن أشارك فى هذا المشروع بالحديث عن الرياضة ضمن رؤية أشمل لما جرى فى مصر ١٩٣٤.. العام الذى تأهلت فيه مصر لنهائيات كأس العالم لأول مرة فى تاريخها.. وبالتأكيد كان ذلك حدثا مهما لكنه لم يكن وقتها الحدث الرياضى الأهم فى مصر.. فالصحافة على سبيل المثال لم تمنح هذا التأهل اهتماما استثنائيا واحتفالا لائقا.
اضافة اعلان
بل إنها لم تكتب عن فوز مصر على فلسطين الذى به تأهلت مصر للمونديال الإيطالى إلا بعد إقامة المباراة فى ٦ إبريل بأربعة أيام.. وحين طالب جيمس ماكراى، المدير الفنى للمنتخب المصرى، تأجيل مباريات بطولتى الكأس السلطانية وكأس فاروق.. رفض ذلك الاتحاد المصرى برئاسة حسين صبرى باشا لأنه لم ير التأهل للمونديال حدثا يستحق تعطيل موسم كروى وتأجيل المباريات.. ولا أقصد أى انتقاد وسخرية لاتحاد الكرة وأهلها وجمهورها وصحافتها.. فلم يكن المونديال وقتها يحظى بما له الآن من بريق وسحر ومكانة كروية رفيعة.. وهكذا استمر الموسم الكروى دون تغيير فأقيم فى ٦ مايو نهائى الكأس السلطانية، حيث فاز المصرى على الأهلى.. وبعد أسبوع واحد فقط أقيم نهائى كأس الأمير فاروق، حيث فاز الأوليمبى على الزمالك.. فقد كان ١٩٣٤ عاما منح انتصاراته الكروية لبورسعيد والإسكندرية على حساب القاهرة.
وانشغل الناس بذلك أكثر من التأهل الأول للمونديال.. وحين أجريت قرعة المونديال فى ٣ مايو.. تقرر أن تلعب مصر مع المجر فى مدينة نابولى فى ٢٧ مايو.. ولم تكن هناك فرصة لإقامة مباريات ودية للمنتخب المصرى قبل السفر إلى إيطاليا بينما لعبت المجر وفازت على إنجلترا قبل المشاركة المونديالية.. وسافر المنتخب ١٧ مايو وودعه فى باب الحديد محمد حسن بك الأمين الثانى للملك فؤاد ومحمد حيدر بك وكيل اتحاد الكرة.. ومن الإسكندرية سافر المنتخب بالباخرة تيفريه إلى إيطاليا.. وأقيمت المباراة فى استاد جورجيو اسكاربيلى بمدينة نابولى، حيث فازت المجر بأربعة أهداف مقبل هدفين لمصر سجلهما النجم الكبير عبدالرحمن فوزى.. وشهد ١٩٣٤ أيضا تأسيس اللجنة الأهلية للرياضة البدنية كأول لجنة حكومية تدير الرياضة فى مصر.. وأصبح محمد طاهر باشا أول رئيس لها وأصبح فى نفس العام ممثل مصر فى اللجنة الأوليمبية الدولية.. حيث رفض المصريون بقاء بولاناكى يمثلهم وانسحبوا من دورة لوس أنجلوس الأوليمبية ١٩٣٢ غضبا واحتجاجا حتى استجابت لهم اللجنة الأوليمبية الدولية فى ١٩٣٤.