هناك فى كل مكان وطوال الوقت نجوم كرة يحبهم أو يكرههم كثيرون.. وهناك من ينجح ويتألق أو يفشل ويخسر.. لكنه لاعب واحد فقط فى العالم كله هو الذى كان نجما كرويا دون أن يلعب أى مباراة.. فالبرازيلى كارلوس هنريك رابوسو، الذى اشتهر بكارلوس قيصر، ظل فى ملاعب الكرة من 1979 حتى 1992 تعاقد خلالها مع أكبر أربعة أندية برازيلية وستة أندية أخرى فى ثلاث قارات مختلفة، وأصبح زميلا وصديقا لكبار نجوم البرازيل وتتعامل معه الصحافة كواحد منهم.
اضافة اعلان
ورغم ذلك لم يلمس كارلوس الكرة مطلقا طيلة هذه الفترة ومع كل هذه الأندية.. ونجح فى خداع مسؤولى كل هذه الأندية ودفعهم للتعاقد معه ولم يكونوا يرونه إلا عند التعاقد معه ثم عند إنهاء التعاقد.. ونجح كارلوس بالفعل فى إقناع المدربين والصحفيين بأنه من أعظم لاعبى البرازيل، فى وقت لم يكن فيه إنترنت أو يوتيوب أو أخبار وحكايات سهلة التداول والانتشار.. وقال عنه النجم البرازيلى الكبير بيبيتو إنه كان قادرا على خداع أى أحد وإقناعه بأى شىء.. وقال نجم برازيلى آخر هو جوتشو إن كارلوس كان يوهم الفتيات والنساء ويريهن أهدافا كثيرة للاعبين آخرين باعتباره هو صاحبها.. وحين أصر أحد الأندية على إخضاعه لكشف طبى شامل ودقيق.. نجح فى إقناع الطبيب بأنه ضحية للسحر الأسود.
وفى مرة وحيدة كان يلعب لنادى بانجو ولم يجد أى أعذار تقال وتم إجباره على المشاركة، فبدأ يقوم بحركات الإحماء قبل دخول الملعب وافتعل شجارا عنيفا مع الجمهور استدعى أن يخرج له الحكم الكارت الأحمر ويطرده قبل أن يدخل الملعب.. وكان من المفترض أن يقرر كاستور دى أندرادى مالك النادى إنهاء تعاقده نتيجة ذلك، لكن كارلوس أكد لكاستور أنه بعد موت أبيه أصبح يشكر الله الذى أرسل له كاستور بديلا للأب الراحل، وأنه فوجئ بالجمهور يهاجم كاستور فلم يتحمل ذلك وفقد أعصابه.. فقرر كاستور على الفور تمديد التعاقد مع كارلوس رغم أن كاستور كان وقتها ملك القمار فى البرازيل ويحمل لقب أخطر رجل فى البلاد ويصعب جدا خداعه أو التقليل من شأنه.. ولأن علاقته مع لاعبى كل فريق تعاقد معه كانت رائعة.
فقد كان هؤلاء اللاعبون يرفضون دائما إنهاء التعاقد مع زميلهم وصديقهم كارلوس.. وحين أنهى كارلوس رسميا مشواره مع الكرة فى 1992 مع نادى بوتافوجو.. كان اعتزال لاعب لم يتواجد يوما فى ملعب كرة ولم يلمس الكرة طيلة 20 عاما.. ونهاية إحدى أغرب حكايات الكرة طيلة تاريخها.. حكاية تحولت لكتاب ثم فيلم سينمائى بدأ عرضه 2018.