> ما يحدث فى الساحة الرياضية وتحديدًا كرة القدم يجعل أى بنى آدم فى حالة اندهاش واستغراب، وربما يصاب بالإحباط، كان هناك إجماع على رحيل فيتوريا الذى لم يفعل أى شىء لمنتخبنا فى أمم كوت ديفوار، بل ظهر الفراعنة فى أسوأ حالاتهم الكروية.. لا شكل ولا طعم أو منظر، بل كان الأداء فردياً بحتاً ولذلك ظهر بعض النجوم بشكل محترم ولكن المطلوب لم يحدث وخرجنا بشكل محزن.
اضافة اعلان
رحيل فيتوريا لم يكن نهاية سيناريوهات التخبط التى تمر بها الكرة المصرية والواضح أن تألق كرة اليد وانتظام مسابقات الألعاب الأخرى منها الفردية والجماعية يساهم فيها عدم وجود الجماهيرية الكبيرة، عشاق هذه الألعاب ربما يأتون من باب الهواية أو تشجيع أعز الناس الأبناء الذين يمارسون ويتنافسون بعيداً عن جماهيرية كرة القدم، وبالتالى فإن حجم النقاد والانتقادات لا تذكر.
أما الوضع فى الساحرة المستديرة مختلف تماما كل محب أو مشاهد أو متفرج يستطيع أن يكون مدرباً كبيراً، يقود أى فريق مهما كانت نجوميته لأن معظمنا على قناعة بأنه خبير فى كرة القدم، ولذلك فإن مطلب الجماهير الذى كان يطالب بوجود مدرب مصرى أصبح يتصيد لابن البلد ويحاول أن يضع أمامه وخلفه العراقيل التى تجعله دائماً مشغولاً و«متوتر» وربما بعيد عن التركيز.
اختار اتحاد الكرة حسام حسن وهناك من يظن أن الجبلاية غير «هاضمة» وجود كبير الهدافين السابق والسؤال إذن لماذا جاء حسام؟!.. الاختيار جاء فى محله، فقد حقق «العميد» حلم العمر بتوليه تدريب المنتخب وبالتالى فإنه يعلم جيدا أن الفرصة الموجودة الآن لن تتكرر أبداً وأن النجاح فقط هو الخلاصة من أجل الاستمرار.. حسام حسن هو واحد من المدربين المميزين جداً وعليه أن يغير من التركيبة، فلا مجال على الإطلاق للاندفاع أو المشاكل أو الاستجابة لـ «الفخوخ» التى ستنصب له، وعليه أن يعلم أنه مدرب منتخب مصر الكبير الذى ينظر اليه الجميع.
يستطيع حسام بحماسه وخبراته وتعامله مع اللاعبين وبراعته مع توأمه إبراهيم اكتشاف المهارات والمواهب وأن يعيد أمجاد أستاذه العبقرى الراحل محمود الجوهرى الذى شبع منه التوأم وكان من أقرب اللاعبين إلى الجوهرى أفضل مدرب وطنى فى تاريخ المحروسة رحمة الله عليه.
لابد أن تتوقف الهواجس والمصائد والأكمنة لأن حسام حسن أصبح المدير الفنى لمنتخب مصر ويجب أن يكون الجهاز المعاون خير عون وأن يكون سنداً للعميد وليس عبئا عليه أو باباً للخروج عن النص وأن كنت أعتقد أن هذا لن يحدث أبدا.
سينجح حسام حسن وسيحل الأزمة التى افتعلت بلا لزمة مع العالمى محمد صلاح لأن الأخير يعلم جيداً قدر منتخب مصر ونجوميته وقدر حسام حسن، كما أنه يثمن منصب المدير الفنى، فالعالمى يعلم ما له وما عليه ولكن الأحلام والطموحات والشطارة وحدها لا تكفى فى التأهل للمونديال والتخطيط للفوز بأمم أفريقيا 2025، فهناك ضوابط وشروط أساسية أهمها المساندة من الجميع وعلى رأسها اتحاد الكرة الذى وفر كل شىء لفيتوريا، وعليه أن يوفر كل شىء لحسام وجهازه والا ستبقى الأمور متأزمة ولن ينصلح الحال.
لابد أن يهدأ أيضاً الإعلام ويدعم المدرب الوطنى فى المرحلة القادمة لأن الجهاز الوطنى الجديد بالفعل يحتاج إلى الدعم وإلى ثقة الجماهير حتى يعمل فى جو عام هادئ ومستقر خاصة أن حسام حسن لم يظلم أى موهبة وسيتعامل مع الجميع بمنتهى الشفافية لأنه سيكون كسباناً فى حالة الفوز وأكثر الخاسرين فى حالة الهزائم .. الله الموفق.
> أنصح حازم إمام عضو اتحاد الكرة بعدم الاستمرار فى مهمة الإشراف على المنتخب الأول لأن الوضع مع فيتوريا يختلف تماماً عن الوضع مع «الكابتن» حسام حسن خاصة وأن الود لم يكن موجوداً منذ ايام كان يلعب التوأم فى ميت عقبة، بالإضافة إلى أن خسارة منتخبنا فى أمم الأفيال جعل شعبية حازم إمام بين جماهير الكرة مهزوزة وغير مستقرة على الإطلاق، وبالتالى فإن البعد عن الإشراف والاكتفاء بالتخطيط لحين الرحيل عن الجبلاية هو الأنسب والأفضل لحازم إمام.
> إذا كانت الخريطة الكروية فى القارة السمراء شهدت تغييرًا كبيرًا فى كأس الأمم الأفريقية الحالية بوصول منتخبات كانت فى الماضى صغيرة للأدوار الإقصائية على حساب منتخبات ذات مكانة وشعبية وأكثر حصدا للبطولات إلا أن تأهل أفيال كوت ديفوار ونسور نيجيريا للنهائى أنهى مغامرات الصغار فى النهاية بعدما عبروا عن بلدانهم وتطور الكرة الأفريقية بجدارة، أقصد منتخبات مثل كاب فيردى وغينيا الاستوائية والكونغو وجنوب أفريقيا التى يبقى تاريخها الكروى بطولة وحيدة على أرضها عام 96.
المؤكد أن كأس آسيا شهدت أيضا مفاجأة سارة للمنتخبات العربية ليعوض اخفاق شقيقاتها فى أفريقيا ببلوغ منتخب النشامى الأردنى النهائى على حساب الشمشون الكروى و العنابى القطرى على حساب إيران ليصبح الكأس فى قبضة العرب وأيا كان الفائز باللقب الآسيوى فإن الفرحة فى النهاية عربية.. نتمناها مباراة قوية ووجبة كروية دسمة تتسم بالروح الرياضية تسعد عشاق الساحرة المستديرة فى جميع أرجاء الوطن العربى.