A A A
ياسر أيوب

ياسر ايوب

 الآن أنك أصبحت رئيسًا للاتحاد الأوروبى لكرة القدم.. وجاءك مسؤولو كل من نادى مانشستر يونايتد ونادى توتنهام يطلبون تغيير ملعب نهائى الدورى الأوروبى الذى سيقام الأربعاء بعد المقبل فى مدينة بلباو الإسبانية.. سيقترح عليك هؤلاء المسئولون نقل المباراة إلى لندن باعتبار الناديين اللذين سيلعبان النهائى من إنجلترا.. سيقدمون لك ملفًا أعدته رابطة المشجعين لكل نادٍ منهما يتضمن أسعارًا خرافية للسفر بالطائرة من لندن أو مانشستر إلى بلباو التى ستصل إلى ٥٠٠ جنيه استرلينى.. أو ٢٠٠ جنيه استرلينى للسفر بالأوتوبيس فى رحلة تستغرق ٢٦ ساعة ذهابًا ومثلها إيابًا.. ويتراوح سعر الليلة الواحدة للإقامة فى فنادق وسط مدينة بلباو من ٨٥٠ إلى ١٣ ألف جنيه إسترلينى.. سيقولون لك إن استاد سان ماميس فى مدينة بلباو لا يسع أكثر من ٥٣ ألف متفرج.. وعلى الأرجح أنك كمسؤول مصرى يدير مؤقتًا الاتحاد الأوروبى ستضعف أو تقتنع بمطالب الناديين الإنجليزيين وتقرر نقل المباراة من بلباو إلى لندن.اضافة اعلان


وستتَعاطف أكثر مع جماهير الناديين وترفض تحميلها تكاليف ومشقة السفر إلى إسبانيا لحضور النهائى الإنجليزى.. وقد تخشى أن تعلن عليك الصحافة الإنجليزية الحرب باعتبارك رئيس اتحاد يضطهد الإنجليز ولا يهتم بسلامتهم وراحتهم.. لكن المفاجأة أن ألكساندر تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبى قال لا.. وأكد أن المباراة ستقام فى موعدها ٢١ مايو ٢٠٢٥، وفى استاد سان ماميس فى مدينة بلباو بعدما تقرر ذلك منذ أربع سنوات فى ٢٠٢١.. ولم يكن ذلك جديدًا على الكرة الأوروبية وإدارتها ونظامها غير المسموح بأن يكسره أو يرفضه أيًّا كانت الظروف والدوافع والمبررات.. فالنظام الكروى الأوروبى أقوى من الجميع، والمواعيد المقررة والملاعب المختارة سلفًا لا يمكن تغييرها، وإلا ستبدأ الفوضى تطبيقًا لقاعدة تقول إن من يتنازل مرة سيتنازل بعدها ألف مرة.. وستفقد الكرة الأوروبية هيبتها، ولن يحترم أحد قراراتها التى يسهل تغييرها.


وقيل للناديين أيضًا إنها ليست المرة الأولى التى يلعب فيها ناديان من نفس الدولة نهائى البطولة فى دولة أخرى.. وتكرر ذلك فى مختلف بطولات أندية أوروبا دون تغيير المدينة والملعب.. وأظن أن الكثيرين فى مصر الذين يقارنون ساخرين ولهم الحق بين كرة القدم هنا وهناك، يغفلون دون قصد، قوة النظام الكروى الأوروبى الذى صنع كل هذا النجاح، وكان وسيبقى أهم من أسماء أندية ومواهب لاعبين ونجاح مدربين وشجاعة حكام والتزام جماهير.. وكل ما قام به وحرص عليه الاتحاد الأوروبى هو ضمان سلامة الجميع فى مدينة بلباو، والفصل التام بين الناديين وجماهيرهما حتى فى الفنادق، والتنسيق من الأمن الإسبانى قبل وأثناء وبعد المباراة.