بعد تأسيسه فى باريس بنوفمبر ١٩١٣ واختيار البلجيكى ألبرت فيريك كأول رئيس له.. احتكر الأوروبيون رئاسة الاتحاد الدولى للسلاح، واعتبروا ذلك حقًا مشروعًا ودائمًا لهم.. الاستثناء الوحيد كان ١٩٦١، حين فاز بالرئاسة ميجيل دى كابريليس، لاعب السلاح الأمريكى، والعميد السابق لكلية الحقوق بجامعة نيويورك.
اضافة اعلان
وبعد ثلاث سنوات قضاها كابريليس رئيسا للاتحاد الدولى للسلاح، استعاد الأوروبيون المنصب مرة أخرى دون نية لتكرار ما جرى مع الأمريكى مرة أخرى.. ونجح الأوربيون فى ذلك وحافظوا على الرئاسة ٦١ سنة، حتى اضطروا لتسليم الرئاسة للمصرى عبد المنعم الحسينى ليصبح ثانى رئيس غير أوروبى للاتحاد الدولى للسلاح.
وبدأت الحكاية باستبعاد الروسى عثمانوف فى ٢٠٢٢ من رئاسة الاتحاد، واختيار اليونانى إيمانويل كاتسياداكيس قائما بأعمال الرئيس، لكنه استقال فى أبريل ٢٠٢٥.
واجتمع المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى واختار نائب الرئيس عبد المنعم الحسينى قائما بأعمال الرئاسة مؤقتا لحين انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الدولى فى نوفمبر لتقبل أو ترفض منح المنصب للمصرى.
ومن أبريل حتى نوفمبر كان هناك من حاربوا الحسينى وحاولوا حشد الأصوات الرافضة حتى لا تذهب الرئاسة للمرة الثانية لمسؤول غير أوروبى.. انعقدت اجتماعات وتوالت اتصالات واستمرت مفاوضات لهدف وحيد هو ألا ينجح عبد المنعم الحسينى الذى بقى هادئا واثقا من نفسه واحترام كثيرين ومنهم أوروبيون لشخصه وتاريخه وكفاءته واستحقاقه لهذا المنصب.
فقد سبق انتخابه مرتين متتاليتين فى ٢٠٢١ و٢٠٢٤ نائبا للرئيس.. وحين انعقدت الجمعية العمومية للاتحاد الدولى، السبت الماضى، فى البحرين.. انتصر عبد المنعم الحسينى وأصبح رسميا رئيسا للاتحاد الدولى للسلاح حتى دورة لوس أنجلوس الأوليمبية ٢٠٢٨.
وكان لابد من توضيح ذلك للتأكيد على قيمة نجاح الحسينى الذى لم ينل هذا المنصب بالمصادفة أو المجاملة، إنما كان الرئيس الذى رآه عالم السلاح هو الأفضل والأجدر بقيادة اللعبة عالميا والمحافظة على مكانتها ونجاحها.. وكان الحسينى قد بدأ مشواره مع السلاح لاعبا مصريا فى بطولات العالم والدورات الأوليمبية، وظل سنوات طويلة بطلا للعرب وإفريقيا.
وأصبح بعد اعتزاله رئيسا للاتحاد المصرى فى ٢٠١٧ وقاد السلاح المصرى لنجاحات كثيرة، منها ميدالية أوليمبية وتصدر المصريين للتصنيف الدولى.. ونال الحسينى احترام المصريين قبل احترام عالم السلاح، ومثلما نجح فى وقار وهدوء دون صخب وضجيج واستعراض كرئيس للاتحاد المصرى.
سيثبت أيضا نجاحه كرئيس للاتحاد الدولى بعدما أصبح المصرى الرابع الذى يتولى رئاسة اتحاد دولى أوليمبى.. بعد عبد المنعم وهبى الذى أصبح فى ١٩٦٨ رئيسا للاتحاد الدولى لكرة السلة.. وأدهم شرارة فى ١٩٩٩ رئيسا للاتحاد الدولى لتنس الطاولة.. وحسن مصطفى فى ٢٠٠٠ رئيسا للاتحاد الدولى لكرة اليد.