A A A
حمدي رزق

حمدي رزق

ليس مبالغة، هناك من يريد إلقاء الملك المصرى «محمد صلاح» تحت حافلة ليفربول، هناك من لا يريد رؤية صلاح فى أنفيلد، صلاح انفجر فى الجميع، وخرق حاجز الصمت تجاه مديره الفنى الهولندى «أرنى سلوت»، محملا إياه تبعات ما حدث وسيحدث مستقبلا.اضافة اعلان


حتى لو لعب صلاح مباراة برايتون أساسيا على سبيل الترضية، ولجم الانفجار الكبير فى مدرجات أنفيلد، حتما الجمهور سيطيح بـ«سلوت»، وربما طال الانفجار صلاح أيضا، الجمهور كالأسد الجائع يتلمظ لضحية، وسلوت يقدم صلاح على المذبح، لينجو بفعلته التى كلفت ليفربول سمعته الكروية.


صلاح أذكى من أن يكون ضحية سلوت، ولا تثريب عليه، صلاح لم يتحمل إهانة متعمدة من مديره الفنى الهولندى، وردها إليه فى نحره.

صلاح لن يتحمل مغبة إخفاقات أرنى سلوت فى ليفربول، وليس عليه أن يتحملها، لا على نفسه ولا على تاريخه، صلاح أسطورة ليفربول الحية التى جاء سلوت ليدفنها فى أنفيلد.

أرنى سلوت الذى أخفق فى قيادة ليفربول إلى موقعه فى صدارة الدورى الإنجليزى، يضع صلاح على دكة الاحتياطى لثلاث مباريات متوالية، فى إشارة لا تخفى على لبيب، يشير إليه، هذا سبب الإخفاق.


سلوت يحرق صورة صلاح فى أعين جماهير الريدز، ينهى مسيرته الكروية عامدا متعمدا، وكأنه ما جاء إلى ليفربول إلا ليقبر أسطورة صلاح.

صلاح الذى حمل سلوت على جناحه موسما كاملا كان فيه ماكينة تسجيل وتصنيع الأهداف، وحقق ل سلوت أغلى أحلامه، وفاز له ومعه ببطولة الدورى.

للأسف، رسم صلاح صورة بهية لمدير فنى متواضع الإمكانيات لم يكن يوما يحلم بما وصل إليه بفضل جهد وموهبة وإخلاص صلاح.


شتان بين أرنى سلوت، والمدير الفنى الألمانى السابق يورجن كلوب، بين مدير فنى يحتوى هدافه، ويعينه على تجاوز إحباطاته، ويعيده إلى ما كان عليه، وبين مدير فنى ذهب يبحث عن بديل لصلاح، تعاقد مع ثلاثة بدائل دفعة واحدة (الفرنسى إيكيتيكى، السويدى إيزاك، والألمانى فيرتز) والثلاثة لم يعوضوا غياب صلاح، بل عمقوا جراح ليفربول وجرحوا كبرياءه.

صفقات سلوت كلفت خزينة ليفربول نصف مليار جنيه إسترلينى، وكأنه اشترى الهواء، وقبل أن تحاسبه إدارة ليفربول على عبثياته الكروية، استبق الجميع بتعليق صلاح فى مشنقته.


صلاح لم تتوقف محركاته الهادرة يوما إلا بفعل خطط سلوت العقيمة، وكوارثه فى الدفاع، وإصراره على ثنائى عجوز فى محور الدفاع، الهولندى «فان ديك»، والفرنسى «كوناتى» كلفا الفريق ما لا يحتمل من كوارث محققة، لكنه يبقيهما فى الملعب، ويجلس صلاح ع الخط ليشاهد فصول المأساة.


ومطلوب من صلاح أن يصمت على الأذى النفسى، ولا ينبس ببنت شفة، فإذا تحدث عن معاناته، وكأنه ارتكب الكبيرة، وتوالت الاتهامات من قبل أساطير ليفربول المنقرضة، حتى صلاح أشار إلى أحدهم جيمى كاراغر، مدافع ليفربول السابق، قائد جوقة الهجوم على صلاح، كاراغر، يستبطن عداوة غير مفهومة لصلاح ويحط عليه دون مبرر، وكأنه زوج الست والدته.


صلاح يعانى الأمرين فى ليفربول، مدير فنى قادر على إحباط إنجلترا وهولندا إن أمكن، وجماعة كاراغر، حزب أعداء صلاح، وهؤلاء يتمنون رحيله عن أنفيلد، ويضغطون الإدارة للتخلص منه.


صلاح جلس احتياطيا ثلاث مباريات متتالية، ترك لهم الملعب يمرحون فيه ويلعبون، هل تحسنت نتائج الليفر، هل هطلت الأهداف، هل حققت الصفقات البديلة ما لم يحققه صلاح، هيهات هزيمة مذلة وتعادلين بطعم الخسارة، وصلاح يختنق فى ماسكه على دكة الاحتياطى.