لم تكن هزيمة الفريق الأول للنادي الأهلي في الوقت الإضافي أمس من شباب بلوزداد الجزائري بهدف دون رد شيئًا مستغرباً لأن المقدمات السلبية والأخطاء المتكررة تؤذن بهذه النتيجة المخيبة للأمال، ولعل ما يعيشه فريق الأهلي تلك الأيام على صعيد الدوري المحلي ودوري الأبطال الإفريقي يرجع إلى عدة أسباب لابد من سرعة تداركها حتماً قبل مونديال الأندية أبرزها ما يلي:
اضافة اعلان
١-تعالي مجلس الإدارة عن سماع الانتقادات الجماهيرية بشأن تدعيم الفريق، حيث لوحظ بخل مجلس الإدارة في تزويد الأهلي بصفقات جديدة في ظل حرصها على بيع لاعبين أكفاء مثل ديانج وعبد القادر وعبد المنعم وعدم توفير بديل علي نفس مستوى الراحلين سواء من داخل مصر أو خارجها.
٢-عقلية كولر التي أصابها الغرور والخرف الكروري فصار يدير الفريق بمبدأ العاطفة النرجسية فإذا أحب لاعباً أصر عليه في التشكيل وإذا بغض آخر فله الدكة والويل ولعل رحيل عبد القادر والقندوسي والضو كريستو عن الفريق أكبر دليل كذلك إصراره على مشاركة كوكا والدبيس في مباراة أمس علي الرغم من وجود بدلاء أكفاء كمروان عطية دليل آخر علي سوء إدارته الفنية التي لاتقوم على أسس علمية ومعطيات واقعية بل تعتمد على المجاملة والمحسوبية ومعيار المحبة والكراهية. فالرجل لم يعد لديه جديد يقدمه لذا لزم التغيير والتفكير في بديل شاب من أبناء النادي فورًا يتعامل بعدالة ونزاهة مع اللاعبين ولله در القائل:
ماحك جلدَك غيرُ ظفرك
فتولى أنت جميع أمرك!!
٣-افتقاد غرفة الملابس للحزم والانضباط المعهودين عن القلعة الحمراء خاصة بعد رحيل سيد عبد الحفيظ فصرنا نسمع بمشاجرات ومشاحنات ما بين لاعب وآخر أو بين لاعب ومدربه فانفرط عقد الفريق ومن ثم لم يتمكن الكابتن محمد رمضان من لم الشمل حتى الآن بين اللاعبين لأنه ببساطة يدير الفريق بعقلية التسعينيات فأصبح في نظر لاعبي الفريق بمثابة سيف مسلط على رقاب اللاعبين من أجل توقيع الغرامات وسن الفرمانات والخصومات فزاد الخلاف والشقاق بين اللاعبين والجماهير بفضل فكره الإداري المرير.
٤-افتقار العديد من اللاعبين - نتيجة لما سبق- للشغف والدافعية مما يتطلب توفير مُعد نفسي على درجة من الخبرة لتأهيل الفريق وتجديد الدوافع لتلافي لعنة الموسم الثالث تلك المعضلة التي يعاني منها الأهلي علي مدار تاريخه الإفريقي، فلاعبون مثل كهربا وخالد عبد الفتاح وعمر كمال عبد الواحد في حاجة ماسة إلى تأهيل نفسي؛ لاستعادة لياقتهم الذهنية قبل مستواهم الفني خاصة بعد أن حملتهم الجماهير سبب الخروج الدراماتيكي من الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم للأندية وضياع حلم النهائي.
٥-الإعلام الرياضي إذ يتحمل شطرَا من مسؤولية تردي الأوضاع داخل القلعة الحمراء نتيجة بث الشائعات للوقيعة بين لاعبي الفريق الأول أو إحداث شرخ في العلاقة الوطيدة بين الجماهير وفريقها الأول فالإعلاميون للأسف ثلاثة طبقات: الأولى دأبها التطبيل والتغاضي عن الأخطاء وخلق المعازير عقب أي سقوط وإثر أي تعادل مثل صحيفة الأهلي وقناته الرسمية وقد أثبتت الانتكاسات الأخيرة أن تلك المسكنات الإعلامية لن تجدي نفعاً بعد الآن؛ لذا لابد من المكاشفة الحقيقية مع الجماهير والقراء بمحاسبة المقصرين وردع المارقين والمتعالين على قواعد القلعة الحمراء.
أماالطبقة الثانية فهي تنتقد بدافع الحب والغيرة على الأهلي فتشيد إذا أحسن لاعبوها وتهاجمهم إذا قصروا أو تهاونوا وهم نفر قليل من النقاد المنصفين كالأستاذ أبو المعاطي زكي والأستاذ حسن المستكاوي.
أما الطبقةالثالثة فهدفها الهدم والتشويه والإدلاء بكل ما هو كذب كريه نكاية في الأهلي وتشفياً في جماهيره وهم للأسف إعلاميون محسوبون علي الفريق المنافس ومن ورائهم بعض الصفحات المشبوهة التي تدعي انتماءها للجماهير الحمراء وقلعة التتش منهم براء.
وأرى أن العلاج يكمن فيما يلي:
١-عودة الكابتن سيد عبد الحفيظ إلي منصبة للم شمل الفريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعمل حظر إعلامي مؤقت علي معسكر الفريق خلال الشهرين المقبلين ريثما تستقيم الأمور.
٢-سرعة تدعيم الفريق بصفقات سوبر خاصة في الجناحين وقلب الدفاع والهجوم وتقديم الشكر للاعبين المتخاذلين أو المتعالين علي الجماهير كذلك النظر بعين الاعتبار لقطاع الناشين لتدعيم هجوم الاهلي بمهاجم واعد لتكرار تجربتي عماد متعب وأحمد بلال فالتاريخ يثبت أن جيل حسام حسن وعماد متعب من أفضل الأجيال عطاءً وإبداعاً على المستوى الهجومي .
٣ - تغيير خارطة التعاقدات ووجهة الانتقالات خاصة فيما يخص المدرب فلا مجال لعودة فايلر للتدريب كما ينادي البعض فهو لم يعد يصلح للأهلي مجددًا؛ لأنه ببساطة تركه في وقت حرج وتخلي عنه من قبل كذلك لا يصلح كولر لاستكمال المشوار فقد نفذ رصيده التدريبي وفقد الشغف الجماهيري وبات مصيره ورحيله في العد التنازلي يوماً بعد يوم ولو تعرض لهزيمة قادمة فسيحزم أمتعته ويستقل أول طائرة بلا رجعة لذا لزم الاعتماد على أبناء النادي لاسيما الخلوق علي ماهر فهو الأنسب في تلك المرحلة من أجل تكرار الإنجاز الإفريقي للكابتن محمد يوسف.
٤-الاهتمام بالمواهب المحلية وإرسال كشافي الأهلي لدوري القسم الثاني المدجح بمواهب فذة تؤهلها للعب في كبريات الفرق لأن فكرة الإكثار من اللاعبين الأجانب بصفوف الأهلي أثبتت فشلها كما أنها تضر بقوام المنتخب القومي على الأمد القريب والبعيد وهل يمكننا نسيان صفقة موديست الفاشلة؟ فلا نتعجب إذًا من قلة لاعبي الأهلي المشاركين في المنتخب وندرة الهدافين بمنتخبنا لأن الاهلي العريق يعتمد بشكل رئيس على هدافين أجانب.
٥-ضرورة عودة المغضوب عليهم مثل أحمد عبد القادر ومن على شاكلته كأحمد ياسر ريان والصفح عن رمضان صبحي وقبول اعتذاره فهو موهبة أهلاوية لها قدرها ويحتاجه الأهلي في مركزه أشد الاحتياج وكفى تعالياً ومتاجرة بعواطف الجماهير فالذين هاجموا رمضان صبحي واتهموه بالخيانة منهم من لعب ذات يوم لنادي الزمالك كزكريا ناصف وأيمن شوقي وهاهم الآن على شاشة الأهلي في حين أن اللاعب لم يذهب لغريم الأهلي ورفض كل المغريات التي قدمها النادي الأبيض؛ على أمل العودة مرة أخرى لبيته الكبير فاقبلوا صفحه واكرموا عفوه واستغلوا موهبته فمصلحة الأهلي فوق الجميع!!
ويبقى الشعر مرنماً لنسر الأهلي الكبير وحماته من الجماهير:
************
بطلٌ هو الأهلي يَحُوزُ جَلالا
***أني قرأتَ يحطمُ الأغلالا
بطلٌ هو الأهلي مَنارُ شَموخٍ
***يَسمو قرونًا رفعةً وكَمالَا
بطلٌ هو الأهلي مَزارُ دروعٍ
*** يجني كؤسًا يُمنة وشمالا
ورجالُ الأهلي نُجومٌ زانها
***تتشٌ أصيلٌ يُنجبُ الأبطالا
وجنودُ الأهلي فَريقٌ (مرتجى)
***رفعت على برجِ الجَزيرِ خلالا
ونسورُ الأهلي رعيلٌ قاده
**(وحشٌ)بنبضِ كفاحنا مفضالا
ونبوغُ الأهلي كتابٌ خَطَّهُ
**(مايسترو) بشِعَارِنا أَجْيَالا
"أهلي"إذا أطلقتُ لفظي بالندا
**اسمٌ يتيه على الورى أعمالا
"أهلي"إذا أرسلتُ طرفي للعُلا
***نَسرٌ يَتوقُ إلى النُّهي أفضَالا
هتف الفؤادُ وذاقَ منه فَرْحَةً
**نَسَجَتْ على أَرْضِ الكِنَانِ مثالاَ
فتراه في تاج الإباء رسالةً
***تَسمو دُهورًا عزة ورجَالَا
وخطاه في درب الكفاح بسالةٌ
**يمضي زعيمًارفعةً ومَجَالا
الأهلي ينقشُ في الدروعِ شعارَهُ
**ويذيقُ سَاحِرتي هَويً ودَلالا
مازال يغزلُ في الكؤسِ فخارَه
**حَتى غدت كلُّ الخُصُومِ خَيَالا
مازال يَصعقُ في النزالِ غريمَهُ
**يُهدي شباكًا سِتةً ونِبَالَا
وكأنَّ نسرَ التتش يصدح خاليًا
**حتى غدا ختمُ البطولةِ حَالا
ساءلت نسر التتش أين حلمه
**كان الجوابُ حقيقةً وفعالا؟
ساءلتُ ليثَ النَّصر أينَ عرينُه
**قال:الفداءُ شَهادةً وجَلالا
ساءلت سور الحصنِ كيف بناؤه
**قال :الكِرامُ عَدالةً وخلالا
ساءلت أرض التتش أينَ منارها
**قال:الزعيمُ صَلابَةً ونَوَالا
ساءلتُ رَايَ الحُمْرِ أين رسوخها
**كان النداءُ سحابةً وجَبَالا
عشنا لنسطعَ في السماءِ قرونًا
***حتى شَكا نبحُ الكلابِ عُضَالا
عشنا لنصرعَ بالقناة ذئابًا
**حتى غدا كل العُواء مُحَالا
فتَرى هنا الأهلي الأَبيَّ بقلعةٍ
**أعلامَ عَزٍ والعِدَا أَغْلَالَا
وترى خُطا الأهلي النَّدي يَزفها
**أحفادُ سَعْدٍ للعُلا أَقْيَالَا
ولنا خطيبٌ صار حزمُ قراره
**رعدًا يُجَنْدِلُ في النزالِ جدالا
فهو جَسورٌ بات كيدُ عِداتِه
**يَهوي صريعًا ذِلةً ومآلا
في نَقْدِه بَثُّوا مَريضًا مَاجنًا
***بات الصريعَ هزيمةً وخبالا
في قَصره شَدُّوا طَريدًا حَافيًا
***عَفِنًا يَفوحُ على المَدى أَنْعَالا
فإذا به الأهلي على أعدائه
**يَغدُو جَحِيمًا نقمةً ووَبَالا
وإذا به الأهلي عَلى أحْبَابِه
***نهرٌ يفيض على الدُّنا إِقْبالَا