A A A
كرم كردي

كرم كردي

احترت كثيرًا فى اختيار عنوان المقالة.. هل هو البطل أم الأعظم أم شخصية البطل أم حاصد البطولات أم الملك أم الأسطورة وغيرها من العناوين، وجميعها تنطبق على النادى الملكى ريال مدريد، الذى فاز أمس الأول بكأس بطولة أندية أوروبا للمرة الخامسة عشرة، وهى بلا جدال البطولة الأقوى والأصعب فى عالم كرة القدم، وذلك بعد تغلبه على نادى بوروسيا دورتموند الألمانى بثنائية فى النهائى، وكان قد فاز على مانشستر سيتى فى دور الثمانية، ثم فاز على بايرن ميونيخ فى قبل النهائى، وبلا شك أن تتويج ريال مدريد بهذه البطولة- التى كأنها أصبحت حكرًا عليه وأحيانًا يعطيها لنادٍ آخر- لا يأتى بالصدفة أو بضربة حظ، ولكنه يأتى فى وجود عوامل كثيرة، أهمها الاستقرار، وهو موجود فى النادى الملكى بوجود رئيس وإدارة قوية تتحكم فى مقاليد الأمور، وتوفر احتياجات الفريق فى جميع الأمور، وبالطبع لكى تكون البطل فى كرة القدم لابد من تواجد مدير فنى قدير لديه الخبرة والرؤية الثاقبة فى اختيار مجموعة اللاعبين الذين يستطيع تطويعهم وتوظيفهم للفوز فى هذه البطولة الصعبة، وكان اختيار إدارة النادى للقدير كارلو أنشيلوتى هو الاختيار الصحيح والمناسب ليقود الفريق الملكى إلى منصة التتويج، وهو الذى حقق ما لم يحققه مدير فنى من قبل، وحصد خمسة ألقاب من ستة نهائيات فى دورى الأبطال، وهو من يملك أعصابًا فولاذية ولديه ثبات انفعالى طيلة وقت المباريات، ولم نره يجرى وينفعل ويصفق إلا بعد صافرة الحكم فى المباراة النهائية. وحقًا استطاعت إدارة ريال مدريد أن توفر الأموال لكى يستطيع أنشيلوتى أن يجلب من يريد من اللاعبين وأن يحافظ على ما لديه من نجوم، ولكنه طور أداء هؤلاء النجوم، وأصبح الجميع يلعب فى أوركسترا المايسترو أنشيلوتى. طبيعى أنهم جميعًا نجوم ولكن بينهم نجوم سوبر، مثل بيلينجهام وفينيسيوس جونيور، وهما أمامهما مستقبل كبير فى كرة القدم، ولا أستبعد أن يفوز أحدهما بالكرة الذهبية هذا العام، خاصة إذا فازت البرازيل ببطولة كوبا أمريكا أو فازت إنجلترا ببطولة أمم أوروبا. وتأتى عظمة أنشيلوتى فى اختياره البلجيكى كورتوا لحراسة مرمى الريال فى النهائى رغم أنها أول مباراة يلعبها بعد غياب عدة أشهر ولم يلعب غير خمس مباريات فقط هذا الموسم، وذلك ليس لسوء مستوى الحارس البديل الذى تفوق فى جميع المباريات التى لعبها فى غياب كورتوا ولكنها نظرة الخبير، فلكل مباراة رجالها، وهو واثق من نفسه ومن اختياراته. الكلام عن ريال مدريد لا ينتهى. ويجب أن نشيد بنادى بوروسيا دورتموند الذى أدى مباراة عظيمة، خاصة فى الشوط الأول ولكن جانبه التوفيق. استمتعنا كثيرًا بمباراة قوية ومثيرة وكاملة من جميع الجوانب.اضافة اعلان