A A A
إسلام صادق

إسلام صادق

منذ أكثر من 5 سنوات كان محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي يواجه شبح الرحيل عن القلعة الحمراء.. فشل في كل شيء.. فشل في إدارة النادي.. فشل في حصد كل البطولات في كافة الألعاب.. مشاكل عديدة إدارية وفنية على رأسها كرة القدم.. عدم سيطرة على اللاعبين ولا الجهاز الفني.. ولا الجهاز الإداري.. حتى في الاعلام كان "بيبو" وأنصاره فاشلون في الرد على الاتهامات والتي توجه لهم من كل الجهات والفئات.. من خارج مصر ومن داخلها.. لا يوجد نظام داخل القلعة الحمراء.. اتسمت بالعشوائية.. خلافات ومشاحنات لا حصر لها.. يدخل حسام غالي ويضرب قاعة اجتماع مجلس الادارة بقدمه ويهدد رئيس النادي ومعه مؤيدين من داخل المجلس.بالاضافة الى عدم المواجهه التي ظل يفتقدها "الاسطورة" حتى بعد ان تحسنت الاوضاع في الموسمين الاخيرين.اضافة اعلان





كانت الأوضاع قاتمة داخل القلعة الحمراء.. ظلام دامس.. أنصار الخطيب يبتعدون عنه.. يتهمونه بالفشل الاداري.. وعدم القدرة على ادارة النادي الكبير ..بل كان البعض يطالبه بالرحيل والدعوة لسحب الثقه قبل أن يعود نفس المعارضين له لتأييده مرة اخرى بعد ان عادت البطولات واستعاد النادي الاحمر مكانته الطبيعية! 


وقت الظلام الدامس والفشل الكبير لجأ محمود الخطيب الى شخص واحد فقط لينجده من الفشل الذريع الذي كان عليه فريق الكرة بالاهلي.. هذا الشخص هو سيد عبد الحفيظ مدير الكرة السابق وعرض عليه العودة للنادي الاهلي وتولي منصب مدير الكرة بعد ان ساءت الامور في كل شيء ..كان سيد عبد الحفيظ في ذلك الوقت متواجدا في عمان يمهد لإقامة مشروع خاص به.. وعندما تلقى اتصالا من "بيبو" بالعودة لإصلاح الاوضاع لم يتردد عبد الحفيظ لحظة في قبول العرض والعودة الى ناديه الذي تربى ونشأ وصنع نجوميته الكبيرة لاعبا واداريا.

ومنح الخطيب كافة الصلاحيات لفيجو الكرة المصرية حتى ينقذ بيبو نفسه من بطش الجماهير التي كادت ان تفتك به وتنتقده في كل مكان يذهب اليه حتى وصل الامر بالخطيب انه التزم منزله حتى لايواجه بطش الجماهير قبل ان يتولى عبد الحفيظ مسؤولية فريق الكرة ..ورغم معارضة حسم غالي والمقربين منه من وجود عبد الحفيظ لكن الاخير اخذ على عاتقه الصمت وعدم التحدث او الرد على اي مسؤول داخل المجلس لا يرغب في وجوده ..واعتمد عبد الحفيظ في مسيرته على العمل واعادة البطولات..والوعد الذي حصل عليه من الخطيب بعدم المساس به او الاقتراب منه لانه الرجل الاول ل"بيبو".


ركز عبد الحفيظ في عمله ..اعاد الهيبة لفريق الكرة ..وضع النظام الذي كان السبب في حصد البطولات ..كان يرد بقوة وجرأة  في وسائل الاعلام على كل ما يمس الاهلي ومحمود الخطيب وكيانه الكبير ..وفي ظل عمل عبد الحفيظ الذي كان بمثابة رمانة الميزان التي اعادت البطولات للنادي ..ظلت مجموعة محددة بقيادة حسام غالي الذي ازداد قوة ونفوذا بعد ان بات عضوا بمجلس الادارة تشكك وتضرب وتطالب في كل موسم برحيل عبد الحفيظ دون النظر للبطولات التي كانت تحصد في القلعة الحمراء..ظلت مجموعة من زملاء عبد الحفيظ في الملاعب من خارج النادي تطالب برحيله حتى انتهى الامر بجلسة في التجمع الخامس كان الهدف منها التخلص من مدير الكرة بأي شكل ..وضغطت مجموعة من مسوؤلى النادي ولاعبين بالفريق على "كولر" للمطالبة برحيل عبد الحفيظ.. بل ان احد الشروط الاساسية لموافقة المدرب السويسري على تجديد عقده هو رحيل عبد الحفيظ ..لم يصدق مدير الكرة ما سمعه من معلومات حدثت في جلسة التجمع الخامس ومن "تقطيع" في عمله بعد ان حصد الفريق في عهده على بطولات لم تحدث في تاريخ القلعة الحمراء.


يتفوق عبد الحفيظ في منصبه كمدير للكرة على عظماء تولوا نفس المنصب ولم يساهموا في حصد بطولات في كل مرة يتولى فيها "فيجو" المسؤولية.


اعتقد عبد الحفيظ ان كل ما قدمه لناديه واخلاصه لرئيس النادي سيكون حائط صد امام كل من شكك في قدراته وحاول المساس به ..لكن ابن قرية "قلم شاه" التابعة لمحافظة الفيوم والذي لا يزال يتمتع بأخلاق الريف التي تربى عليها لم يتوقع انه كان يعيش في هم كبير ووعود واهية زالت بعد ان استعاد الاهلي هيبته واسترد الخطيب عافيته ..ليستيقظ عبد الحفيظ على خدعة كبرى لا تليق بما قدمه من اخلاص وعطاء  للاهلي!