A A A
كرم كردي (5)

كرم كردي


تحيرت كثيرا وأنا أكتب مقالى هذا فى العنوان، رغم أن فكرة المقال فى ذهنى منذ عدة أيام، وكان أمامى أكثر من عنوان هل يكون رحم الله صالح سليم، أو انتهى زمن المبادئ والقيم، وفى النهاية رسيت على عنوان شراء العبد ولا تربيته. ما يحدث فى الوسط الكروى من المؤكد أنه ينسف المستوى الفنى والمستوى الأخلاقى، وما نراه لا يمكن أن يؤدى إلا إلى طريق واحد هو دمار للكرة المصرية وانخفاض لمستوى المسابقات، وتصبح المسابقات حكرا على نادٍ واحد دون غيره لأنه يملك من المال والنفوذ والجماهيرية ما يجعله يحتكر جهود كل اللاعبين المميزين فى الفرق الأخرى، وبالتالى يقتل الناشئين والمواهب فى جميع الأعمار لديه.اضافة اعلان
وباقى الأندية لا حيلة لها، تربى لاعبيها ويأتى النادى الكبير ليحصد وينهى أى قدرة على التنافس، ولا يوجد أى تفكير فى مقومات اللاعبين المنضمين إليه، هل هذا اللاعب سوف ينسجم مع لاعبى النادى الذى يتغنى بحرصه على الانتقاء، والمحافظة على المبادئ التى يتشدق ويتغنى بها؟، وهل يستحق اللاعب المنضم المعارك التى يخوضها النادى والأموال التى تنفق على ضمه؟، من المؤكد أن الإجابة لا، ولكن العند وإضعاف الخصم هو كل ما يهم مسؤولى النادى العريق، وطظ فى مصلحة اللعبة وفى مصلحة المنتخب. هل يوجد لاعب فى مصر يستحق أن يدفع فى انتقاله أكثر من مائة مليون جنيه؟، هل يوجد لاعب يستحق أن يظهر نادٍ أن مبادئه وقيمه انتهت واختفت وأصبحت تاريخا لن يعود؟. والغريب أن ما يحدث مع لاعب لا يحدث مع الآخر. يعنى كل موضوع له التصرف الوقتى، أحيانا إصرار على تسريح لاعب وبيعه لناد آخر خارج أو داخل مصر، وأحيانا إصرار على عدم عودة لاعب عملاق، النادى فى حاجة إليه، وذلك شىء محمود، ولكن للأسف تنقلب الأمور أحيانا أخرى ويسعى النادى لضم من أساء إليه وسبه وتطاول على رموزه، ولا يوجد مبرر منطقى لذلك. ليس أمامنا غير الدعاء أن يهدى الله كل مسؤول، ويكون أمامنا هدف المصلحة العامة، وليس معنى أن هناك من يخطئ ويتجاوز أن تجرنا تصرفاته إلى أن نسلك مسلكه، وأن نتصرف بطريقة خاطئة. لندعُ الله أن يتم ما هو فى صالح الكرة المصرية. نلتقى الأسبوع القادم بإذن الله.