A A A
ياسر أيوب

من الممكن أحياناً الحديث عن الحب حتى داخل مساحة مخصصة للرياضة وكرة القدم.. فمن الواضح أن كثيرين جدا فى مجتمعنا المتوتر والمضطرب والمرتبك لم يتعلموا ولم يعرفوا ولم يدركوا ما هو الحب الحقيقى.. ففى هذا الحب ليس هناك وجود لهذا الآخر الذى ينشغل به طول الوقت عشاقنا الزائفون والكاذبون.. فالعاشق الحقيقى لا يعرف الفرحة ويعيشها إلا بمن يحب ومع من يحب، أما هؤلاء العشاق فلا تكتمل فرحتهم إلا بوجود طرف ثالث لابد أن يسخروا منه وينتقصوا من قدره حتى يروا فى عينيه الحزن أو الغضب.. اضافة اعلان

فلابد أن تتوقف منزعجا من فكرة الأهلاوى أو الزملكاوى الذى لا تسعده إلا هزيمة النادى الآخر.. أو خسارته أو فضيحته أو أزمته أو شتيمته وإهانته والسخرية منه.. وبقليل من التأمل والتمهل تكتشف أننا فى مصر أصبحنا نملك عشاقا فى منتهى الغرابة.. ليسوا على استعداد مطلقا للانشغال بأخبار وحكايات الذى يحبونه قدر انشغالهم بكل ما يخص الذى يكرهونه.. وهو وضع لا يخلق فقط هذا التعصب المسكون بالحقد والكراهية والعنف وربما الدم والموت أيضا.. إنما يخلق أيضا مناخا عاما يحرض على كسر أى قانون والخروج على أى قواعد وعدم احترام أى أحد أو أى نظام.. هذا المناخ غير الطبيعى هو الذى يجعل أى إدارة لا تجيد القرار أو الاختيار وفق مصالحها فقط، إنما هى تفتش فقط عما يربك الآخر ويزعجه ويؤلمه أيضا.. من التعاقد مع أى لاعب إلى التعامل مع أى هيئة.. لأنك فى مثل هذا المناخ لا تفتش عن حقوقك أنت فقط، بل قد لا تكترث بها إن لم يكن حصولك عليها يعنى الانتصار على الآخر..

وبسبب كل ذلك أعلن تضامنى مع شادى محمد، الذى أعلن عبر شاشة قناة الأهلى مبادرة جديدة لمحاربة التعصب الحالى الذى بلغ منتهاه بين الأهلى والزمالك.. ولن يقبل كثيرون هذه المبادرة وسيسخرون من صاحبها وفى كل الأحوال سيتجاهلونها.. فلم نعد نحب إلا الذى يرضينا وينافقنا ويجاملنا وليس ذلك الذى قد يصارحنا بعيوبنا أو أخطائنا.. ولو كان شادى قد هاجم الزمالك أو سخر منه على شاشة الأهلى لكان مثار اهتمام كل الناس، أما حين يطرح صادقا مبادرة للهدوء والسلام واستعادة الاحترام فلا أحد يتوقف أو يهتم.. تماما مثلما لم يهتم أحد بحرص سيد عبدالحفيظ على الاتصال تليفونيا بحازم إمام الصغير أثناء لقائه على شاشة صدى البلد للتعبير عن سعادته بمستوى حازم الذى كان قد أعلن فى نفس الحلقة أن سيد هو مثله الأعلى.. موقف استثنائى لم يعد هناك مثله فى الشارع الكروى الذى أصبح عاجزا عن الحب وتحول إلى وطن للكراهية والغضب.

نقلاً عن جريدة المصري اليوم