A A A
خالد الغندور 3

اختلفت كثيرا واتفقت مع خالد الغندور فى مواقفه وآرائه واختياراته.. لكننى هذه المرة أؤيده تماما بمنتهى الصدق والاقتناع حين أكد قبل يومين أنه لا داعى أو مبرر لأن يحلم المصريون بتكرار تجربة فريق ليستر سيتى هنا فى مصر.. وأن مصر طيلة المائة سنة المقبلة لن تشهد أو تعيش تجربة تشبه تلك التى عاشها هذا النادى الإنجليزى.. فالغندور يقصد ليستر سيتى الفائز بالدورى الإنجليزى هذا الموسم، والذى أصبح حديث العالم كله هذه الأيام، حيث نجح فى الفوز ببطولة الدورى الأقوى فى العالم، وبإمكانات مادية وفنية لا يمكن مقارنتها بما تملكه الأندية الإنجليزية الكبيرة والشهيرة.. وأنا أصدق الغندور وأؤيده، لأننا فى مصر لا نرى إلا الأهلى والزمالك.. نلعب كرة القدم منذ مائة سنة ولا نملك إلا الأهلى والزمالك.. أعرف أن هناك أندية أخرى فازت أحيانا ببعض البطولات مثل الإسماعيلى والأوليمبى والترسانة والمصرى والاتحاد السكندرى والمحلة والمقاولون.. لكنها كانت ظروفا استثنائية لن يقبلها أو يسمح بتكرارها جمهور الكرة المصرية ومسؤولوها وإعلامها وقانونها ونظامها أيضا.. فنحن فى مصر لا نحب هذه الاختيارات الكثيرة المتعددة، ولا أن تصبح دنيانا واسعة كثيرة الأبواب والأحلام أيضا.. نحب دنيانا الضيقة التى لا تقبل إلا خيارا واحدا من اثنين.. إما الأهلى أو الزمالك.. الجيش أو الإخوان.. أمريكا أو روسيا.. يناير أو يونيو.. ولا أزال أذكر حسام حسن حين قال منذ شهرين فقط إن اتحاد الكرة يتعمد تعطيل المصرى حتى لا يفوز بالدورى هذا الموسم.. ووقتها عارضت حسام واختلفت معه رغم إعجابى واحترامى بتجربته الحالية الرائعة مع المصرى واعتزازى بمدرب مصرى يعلن بصراحة وصوت عال أنه طامع فى لقب الدورى ولا يريد أن يتركه للأهلى أو الزمالك.. فليس اتحاد الكرة هو الذى لا يريد فوز المصرى بالدورى، لكن الناس كلهم لا يريدون بمن فيهم لاعبو المصرى أنفسهم.. ليس المصرى فقط إنما كل وأى ناد آخر فى مصر غير الأهلى والزمالك.. وإذا كان ليستر سيتى الصاعد منذ سنتين فقط للدورى الممتاز وكان مهددا بالهبوط الموسم الماضى وفاز هذا الموسم بالدورى الإنجليزى.. فإن لدينا فى كل موسم جديد فرق جديدة تصعد للممتاز دون أى طموح ورغبة حقيقية فى الفوز بالبطولة.. فلم يعد الطموح مشروعا أو مطلوبا فى مصر.. فأنت مسموح لك بأن تعيش وأن تحلم وأن تملك أيضا لكنه ليس مقبولا أن تطمح فجأة بأن تكون من الكبار.. هنا يصبح حلمك المشروع هو فضيحتك وعارك وجريمتك أيضا.. ومسموح لك بأن تصدق ما يقال طول الوقت بشأن الديمقراطية وحق تداول السلطة.. لكنك إن حاولت ممارسة هذه الديمقراطية فأول من سيشتمك ويهينك هو الذين يحدثونك عنها طول الوقت.. وإذا اقتنعت بحكاية تداول السلطة.. سواء كانت سلطة كروية أو سياسية أو إعلامية أو فنية.. فأنت وحدك الذى سيدفع ثمن ذلك وسيقف ضدك كل الذين أغروك بكلامهم عن هذا التداول والتغيير.. لأن مصر فى النهاية لا تقبل أى تغيير. اضافة اعلان

نقلاً عن جريدة المصري اليوم.