A A A
كرم كردي (5)

كرم كردي

من المؤكد أن معظمنا يتذكر فيلمى «هى فوضى» و«حين ميسرة»، وتم عرضهما قبل أحداث ٢٥ يناير، ونتفق أو نختلف على رؤية صُنّاع الفيلمين، ولكن بلا شك تم شرح وتشريح جزء كبير من مجتمعنا وتنبأ بأنه لا بد أن يحدث شيء، وأن يكون هناك نهاية لما كان يحدث من تجاوزات وفساد.اضافة اعلان


عندما أقف وأتذكر الفيلمين، وأسرح فيما يحدث فى الكرة المصرية هذه الفترة... هل نحن محتاجون ثورة فى منظومة كرة القدم المصرية حتى تنتهى الفوضى التى تعيشها، أم فى حاجة إلى قرار بإلغائها لحين ميسرة؟ أو ننتظر حين تعود مسؤولية كرة القدم المصرية إلى أصحابها، ويمتنع الدخلاء والهجامون والمنتفعون عنها؟


نحن نعيش فى مأساة بين لوائح مبهمة لكى يسهل تفسيرها حسب الهوى وحسب التعليمات، وبين مسؤولين عن الكرة، آسف أن أقول إنهم لا يستطيعون أن يقضوا حاجتهم دون استئذان من أولى الأمر، فما بالك لو أن الموضوع بشأن قرار هام يتوقف عليه فوز بالدورى أو هبوط إلى الدرجة الأقل؟

والغريب والعجيب أن القرارات واللوائح والشروط لا قيمة لها، ويتم تغييرها من غير إحم ولا دستور، والمتضرر يشرب من البحر.


وأجمل ما فى المشهد أن من هم المفروض مسؤولين وكبار واقفين يشاهدون وكأنهم لا يرون أو يعون ما يحدث، بل وينسحبون من المشهد عند الأزمات، ويتصدرون عند الاحتفالات أو الانتصارات الهزيلة التى تحدث بين وقت وآخر ويعتبرونها إنجازات، إما أن تكون بالصدفة أو تكون لضعف المنافسين.

بلا جدال، نحن نعيش أسوأ عصر لكرة القدم المصرية. خلاف حقيقى بين اتحاد الكرة وبين الرابطة، وربما يحاولون إظهار عكس ذلك، ولكنهم يضحكون على أنفسهم، والوسط الكروى كله يعلم عمق الخلاف.


والاتحاد الحالى ورث تركة مثقلة من عشرات العاملين برواتب تفوق رواتب كبار موظفى الدولة، وأيضًا تزيد على ما يتقاضاه الوزراء، بالإضافة إلى دين يتعدى ٢٠٠ مليون جنيه. أعلم أن المجلس الحالى سدد حوالى النصف، وربنا يقويهم على الباقى.

الموضوع صعب وعميق، ويحتاج إلى جراحين محترفين، وليس إلى هواة مبتدئين، كل ما يهم معظمهم: من يسبق فى التبليغ أو التوصيل لكى ينال ثقة أولى الأمر، وأيضًا يحافظ على كرسيه وراتبه أو مصالحه إذا كان لديه مصلحة.

رحم الله الكرة المصرية... وهل سوف نفيق أم نستمر فى غيبوبة طويلة؟
نقلاً عن جريدة المصري اليوم