A A A
حسن المستكاوي

• كلما رأيت نقطة ضوء فى النفق المظلم أشعر بالأمل فى المستقبل.. مجرد نقطة ضوء فى هذا النفق المعتم الطويل الذى يبدو كبحر الظلمات فى أفلام السندباد وعلاء الدين. اضافة اعلان

• كنت تلقيت دعوة من شركتين عملاقتين. السويدى المصرية وسيمينس الألمانية لحضور حفل إطلاق محطة كهرباء عتاقة الجديدة بطاقة 640 ميجا.. ومضت 72 ساعة على الاحتفال، ولم يحتفل الإعلام بهذا الإنجاز. بينما نفس الإعلام كان يسجل كل يوم غضبه من إنقطاع الكهرباء. وغضبه من عصر الظلام . لماذا لا نرى الإيجابيات؟ هل حقا أن وظيفة الإعلام التركيز على السلبيات؟.. هل هو إعلامنا فقط أم هى رسالة عالمية للإعلام؟

• مصر دولة تعانى من أزمات ومشاكل قديمة وبعضها يبدو مزمنا، وعندنا أوجه قصور فى التعليم، والصحة، والطاقة، والصرف، والرى، والإسكان ،و الإدارة والأجور، وغير ذلك. . ونحن جيل طالبته دولته وحكوماتها المتعاقبة «بربط الحزام».. ومضى عمرنا والحزام يخنقنا، ويقيد حركتنا.. ولكن لم يعد الأمر يسمح «بالبكاء على المسكوب»(واحدة من أعرق الجمل الصحفية وأقدمها وأكثرها استخداما).. فإما أن نعمل. وإما أن نظل كما نحن ونعود إلى الوراء بأكثر مما عدنا طوال نصف قرن.

• سلوك الناس ساهم فى أزمة الكهرباء. إسراف بالغ فى استخدام الإضاءة. الشوارع أيضا نراها مضيئة نهارا غالبا وأحيانا ليلا.. وفى الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر رمضان الكريم ضبطت شرطة الكهرباء 177 ألف واقعة سرقة تيار.. وتلك المخالفة لا يمكن أن تشهدها دولة مثل السويد أو فرنسا فى مائة عام.. ومع ذلك، مع مثل هذا الإسراف، ونقص الوقود، وسرقات التيار، وسوء إدارة المنظومة يبدو هذا الصيف مطمئنا مقارنة بالصيف الماضى فيما يتعلق بإنقطاع الكهرباء. ولا أصدق أن الحكومة ووزير الكهرباء محمد شاكر تغلبا على الأزمة فى هذا الزمن القصير.. ألا يستحق عدم إنقطاع الكهرباء كلمة تقدير.. أو شكر.. شكرا؟!

• شكرا من أجل أبسط نقطة ضوء.. نعم أمسك بأقل أمل وأقصر خطوة.. أرى نصف الكوب الممتلىء.. هل هو شعور وطنى؟ هل هى النية الحسنة؟ هل هى السذاجة والبراءة السياسية؟ ربما ولكنى لا أفتش يوميا فى نصف الكوب الفارغ مثل البعض.. ظنا أو أملا فى أن ذلك سوف يطعن الدولة.. أو إيعازا بأنه نقد من أجل البناء.. ومن أجل الحرية والديمقراطية.. نبنى 28 محطة صرف صحى.. منها أكبر محطة صرف فى الشرق الأوسط.. نبنى 1000 مصنع.. نشق 3200 كيلومتر من الطرق الجديدة.. ننتهى من الطريق الدائرى الإقليمى.. طورنا الطرق الصحراوية.. تصنيف مصر الائتمانى ارتفع أربع مرات فى 7 شهور.. نأمل فى عاصمة إدارية جديدة.. نعالج عوار الدعم.. قدم وزير التموين ابتكارا رائعا بمنظومة الخبز، التى استقبلها محدود الدخل بالسعادة والرضا.. وزير التموين حريص على الحماية الاجتماعية.. نستعد لافتتاح قناة السويس الجديدة، وهى مشروع هذا الجيل لخمسمائة عام مقبلة.. كل ذلك وغيره وأكثر منه تحقق بإرادة المصريين

• مصر منورة بأهلها..

نقلاً عن جريدة الشروق