لم تنس أماندا مطلقا ما جرى منذ قرابة ثلاثين عاما حين أخبرها والدها روبرت ستيفلى بأن معظم ثروته وأراضيه فى يوركشاير الإنجليزية ستذهب بعد وفاته لشقيقها.. أما هى فعليها أن تنتظر وتبحث عن زوج غنى تعيش معه وتستمتع بأمواله.. وقررت أماندا وقتها أنها لن تنتظر أحدا وستصنع بنفسها المال الذى سيجعلها أغنى من أبيها وشقيقها ومن معظم الإنجليز أيضا.. ولهذا تنازلت عن حلمها بأن تصبح فارسة مثل والدتها أو بطلة رياضية تفوز ببطولات وميداليات.. ورفضت استكمال دراستها الجامعية فى كامبريدج وبقرض ضخم من أحد البنوك وافتتحت مطعما راقيا كان أول مشروعاتها.. ورفضت أيضا الزواج من الأمير أندرو لتصبح إحدى سيدات العائلة المالكة البريطانية.
اضافة اعلان
فهى تريد المال وليس أن تصبح زوجة لمن يملك المال.. وتعددت وتوالت مشروعاتها حتى اكتشفت أن كرة القدم هى التجارة الرابحة دون تحايل أو خروج على القانون مثل تجارة السلاح والمخدرات.. وقررت أماندا أن تبيع كرة القدم لمن يريد الشراء ويملك المال.. لم تكن مجرد وسيطا بين من يبيع ومن يشترى ويقبض عمولته بعد إتمام الصفقة.. لكنها جمعت بين الخبرة الكروية والخبرة الاقتصادية.. ولم يصدقها كثيرون حين قالت فى 2008 إن الإماراتيين إن أرادوا نجاح استثماراتهم الكروية فى أوروبا فلابد أن يصبح مانشستر سيتى هو رهانهم وهدفهم.. وهو ما تحقق بالفعل بعد نجاح أماندا فى إتمام هذه الصفقة.. وبعد نجاح مانشستر سيتى بدأ الإنجليز يستعيدون ما قالته أماندا قبل سنوات فكان هناك من اعتبرها عرافة ومن أعجبته شطارتها كتاجرة لكن منحها الجميع لقب ملكة كرة القدم.. وبعدها خاضت أماندا حربا طويلة منذ 2017 لكى تبيع نيوكاسل للسعوديين.. فكثيرون كانوا يرفضون هذه الصفقة سواء فى الاتحاد الإنجليزى أو رابطة الأندية والإعلام والجمهور أيضا.
وانتصرت أماندا فى 2021 وأتمت الصفقة وأصبحت تملك 10 ثم 6 بالمائة من أسهم نيوكاسل.. ومنذ أيام قليلة باعت أماندا حصتها وخرجت من نيوكاسل هى وزوجها الإيرانى مهرداد قدوسى.. وتخيل الجميع أنها نهاية حكايتها مع كرة القدم وستتفرغ للاستمتاع بثروتها ونجاحاتها خاصة بعد إصابتها قبل ذلك بوقت طويل بمرض هانتينجتون.. وهو مرض نادر يؤدى لتحلل الخلايا العصبية فى الدماغ ويتسبب فيما بعد فى ضعف الذاكرة وتقلب المزاج وتصلب العضلات حركات مفاجئة للجسد.. لكن فاجأت أماندا الجميع وأعلنت منذ أربعة أيام مشروعها الجديد الخاص بنادى توتنهام الذى تريد أن تشتريه تمهيدا لإعادة بيعه لمن سيدفع أكثر.. وهكذا تأكد الجميع أن المرأة القوية التى تخطت الخمسين من عمرها لم تكتف بما حققته وامتلكته ولاتزال رغم مرضها تريد ما هو أكبر وأكثر.