A A A
أسامة إسماعيل

أسامة إسماعيل

ردات الفعل الغاضبة على مشاركتنا الأولمبية الأخيرة في باريس تثير في النفس التعجب، فكأنها المرة الأولى الذي يصادفنا فيها هذا الموقف، وقد اعتدنا عليه لعشرات السنين من إعداد وتوقعات وإخفاق ولجان دراسة وتحقيق وتوصيات ما تلبث أن تتبخر مع الزمان، حتى باتت كاسطوانة مشروخة لا يصدر عنها جملة موسيقية واحدة لا تؤذي الأسماع.اضافة اعلان
المشكلة أننا على مر الدورات الأولمبية التي شاركنا فيها كنا نبحث فقط عن كبش فداء "يشيل الليلة" لتهدئة الرأي العام، ومع ذلك لم يجد الرأي العام من يتصارح معه قبل كل دورة ويعلن عليه أن أغلب مشاركاتنا ستكون بلا ميداليات لأننا بلا تصنيف عالمي في كثير من اللعبات‘ وتأهلنا فيها عن قارة افريقيا، يجعلنا فقط أبطال قارة وليس أبطال عالم، حتى كثير من أبنائنا الذين حصلوا على تصنيف عالمي متقدم يتوارون عن منصة الميداليات لأنهم حصلوا على بطولاتهم العالمية في غيبة أبطال العالم الحقيقيين الذين يفاجئون الجميع في الدورة الأولمبية.
المحزن في الموضوع حقا أننا لا نملك حتى الآن آلية لاكتشاف وإعداد والحفاظ على النجوم، بل ونتكبر على استلهام تجارب الآخرين الذين سبقونا، ونقف عاجزين عن حل معضلة أن الدولة مُجبرة على الصرف مالياً ولا تملك في الوقت نفسه حق المحاسبة الفنية للاتحادات التي بيدها الأمروتأتي بآلية لا تضمن إفراز الأفضل.
هل بلد بمكانة مصر وقد تفوقت تنظيمياً في المحافل الرياضية بشهادات عالمية تعجز عن إحراز التفوق نفسه على المستوى الفني؟ .. هل استسلمنا أمام مافيا الناشئين المنتشرة في كل مكان التي تدار بالواسطة ولمن يدفع؟ 
أسئلة كثيرة لا يبحث أحد عن إجابات لها، بل لا توجد إرادة حقيقية للإجابة عليها.