A A A
اسامة ابو زيد

اسامة أبو زيد

‎كان من الممكن أن تحسم مباراة الأهلي وبيراميدز درع الدوري.. الفائز كان سيحصل على جرعة تنشيطية كبيرة فى طريق الفرحة والسعادة ولكن التعادل جعل الكرة مازالت فى الملعب والبطولة لن تُحسم إلا فى الرمق الأخير.اضافة اعلان

‎لم تكن مباراة القطبين الكبيرين.. نعم أعنى القطبين الكبيرين الأهلى وبيراميدز بعدما نجح الفريق السماوى فى الدخول لمعترك المنافسة على جميع البطولات بقوة لينضم للأهلى والزمالك صاحبى التاريخ والبطولات والشعبية الكبيرة كقطب ثالث فى الكرة المصرية.. المباراة لم تكن معبرة على القوة الفنية الموجودة داخل الملعب، الأهلى يضم لاعبين أصحاب إمكانيات فنية كبيرة جداً ولكن كولر لم يكن موفقا كالعادة فى الإدارة الفنية للنجوم الكبار الذين يمتلكهم أصحاب الرداء الأحمر.

أما بيراميدز فرغم انتصاره الأفريقي على الجيش الملكي المغربي صاحب الصيت العالي إلا أنه لم يكن بالفريق الشرس الذى يلعب من أجل الفوز من الدقيقة الأولى والدليل أن الأهلى أضاع أكثر من فرصة فى الشوط الأول كانت ستحدث تعديل فى مجريات الأمور ولكن انتهاء المباراة بالتعادل مكسب كبير لبيراميدز الذى حافظ على فارق النقاط الأربع.

أتفق تماماً مع أصحاب الرأى أن بيراميدز لديه لاعبين فى كل الصفوف وأن غياب الثلاثي الهجومي القوى إبراهيم عادل ورمضان صبحي والبوركيني بلاتى توريه للإصابة لم يؤثر على الخطة الفنية للكرواتى يورتشيتش الذى ظهر بشكل رائع حتى بعد تعرض الفريق لطرد لاعبه مهند لاشين فى بداية الشوط الثانى ونجح فى مباغتة الأهلى والتقدم بهدف رائع للشيبى لولا روح الأهلى ورغبته الدائمة فى المنافسة على البطولات لآخر ثانية فى كل مباراة ليدرك التعادل عن طريق لاعبه الجديد أحمد رضا وبالتالى فالفريق السماوى أصبح مؤهلاً للفوز بالبطولات من أوسع الأبواب .

المباراة أكدت أن أمام إدارة الأهلي ملف مهم جداً وهو كيفية التجهيز لمونديال الأندية التى سيحصل على مبالغ مالية كبيرة عن كل مباراة يفوز بها بخلاف المجد المعنوى.. ووجود كولر المدير الفنى للفريق الأحمر الذى تقلصت شعبيته فى المدرجات الحمراء أصبح على المحك مع توالى العروض الضعيفة خاصة أمام الفرق الكبيرة وبالتالى فإن موقعة صن داونز القادمة فى نصف نهائى دورى أبطال أفريقيا ربما تلعب نتيجتها دوراً مؤثراً فى مستقبل السويسرى مع الفارس الأحمر وبالتالى فإن الشكل غير مرض تماماً والحالة العامة أن جماهير الأهلى ليست مبسوطة بالأداء ولا النتيجة أمام بيراميدز.. وتشعر فى أوقات كثيرة أن اللاعبين يلعبون بمزاجهم وكأن المدير الفنى كولر غير موجود.

في ظل الأحداث التي نشاهدها.. الأهلي وبيراميدز هما الأجدر بالحصول على لقب الدورى لأن بيراميدز المتصدر لديه مدرب جيد ولاعبين مميزين فى جميع الخطوط والبديل مثل الأساسى من حيث الجودة الفنية، والأهلى حتى ولو المدير الفني متواضع فنياً فإن روح اللاعبين التى لا تجدها إلا مع أصحاب الرداء الأحمر تذيب الفوارق وتحقق دائماً الإنتصارات من رحم المعاناة وهذا هو الفارق بين الأهلى وأى ناد أخر، اقصد الزمالك الذى يعانى بشدة من نقص الصفوف وضعف الإدارة الفنية حيث أن بيسيرو غير موجود وبعض اللاعبين لا يصلحون للمرور أمام القلعة البيضاء وليس ارتداء الفانلة البيضاء ولذلك كان الخروج الأفريقى من الكونفدرالية محزناً للجميع أمام فريق جنوب إفريقيا المغمور.

ولا أخفيكم سرا وأنا أشاهد المباراة ورأيت كيف لا يقدر لاعبى الزمالك على مجاراة لاعبـى ستيلنبـوش الجنوب إفـريقى رغم تواضع إمكانياتهم وفارق التاريخ الرهيب بين الناديين.. هل هذا هو بيسيرو الذى قاد نسور نيجيريا للتأهل لنهائى كأس الأمم الأفريقية؟! وكانت الإجابة نعم ولكن هناك مدربين يصلحون للمنتخبات وهم أنفسهم لا يجتهدون مع الأندية ولكن الحقيقة من وجهة نظرى أن هناك مدرب يستطيع التعامل مع الظروف والأوضاع المحيطة وآخرون يتلخبطون عند الأزمات والنقص فى الصفوف.

المؤكد أن بيراميدز يوماً بعد الآخر بيكسب أرضية والأداء فى ارتفاع دائم والدليل أنه تأهل لنصف نهائى دورى الأبطال الأفريقى لأول مرة فى تاريخه وتأهل أيضاً لنهائى الكأس للمرة الثالثة وهو حامل اللقب وهذه المرة الثانية التى سيواجه فيها الزمالك بعدما خسر لقب 2019 وفاز على زد بأول ألقابه فى الكأس الموسم الماضى وأيضاً يتصدر مسابقة الدورى ليؤكد أنه دخل عصر البطولات وسحب البساط من أندية جماهيرية كانت فى الماضى قطبا ثالثاً مع الأهلى والزمالك ليصبح الفريق السماوى الاستثمارى القطب الثالث الآن.

بلاشك أن شكل الدوري هذا الموسم حلو وأن تطبيق نظام المجموعتين ساهم فى حلاوة المنافسة بين أكثر من ناد سواء على القمة أو فى صراع الهبوط بجانب انهاء أزمة تلاحم المواسم لتنتهى المسابقات المحلية فى موعدها أسوة بالعالم كله وبالتالى سيكون العائد للمنتخبات الوطنية رائعاً ونستطيع بحول الله وقوته التأهل لمونديال 2026 والعودة للمنافسة بقوة على لقب كأس الأمم الأفريقية القادمة بالمغرب.